حقّق الحزب الديمقراطي، بزعامة جو بايدن، انتصارات في عدد من الولايات الأميركية التي شهدت ليل الثلاثاء، انتخابات محلية، مما يعطي انطباعاً أولياً حول التوجه العام الذي ستسير عليه الانتخابات الرئاسية العام المقبل، خاصة وأن بعض تلك الانتصارات كانت في ولايات ذات توجه جمهوري.
وساعد دعم الناخبين لحقوق الإجهاض، وهي قضية رئيسية بالنسبة للديمقراطيين، حزب الرئيس على تحقيق انتصارات في العديد من الولايات الانتخابية، وذلك قبل 12 شهراً من الانتخابات الرئاسية، التي يسعى فيها بايدن لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وأعيد انتخاب الحاكم الديمقراطي آندي بشير في ولاية كنتاكي ذات الميول الجمهورية، في حين أيد الناخبون في أوهايو إجراء اقتراع لتكريس حقوق الإجهاض في دستور الولاية التي يحكمها الجمهوريون، ما شكل صدمة لهم، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وفي فيرجينيا، وجه الناخبون ضربة للحاكم الجمهوري جلين يونكين، حيث استعاد الديمقراطيون السيطرة على المجلس التشريعي للولاية، كما حققوا نتائج إيجابية في ولاية بنسلفانيا.
وصوت الناخبين في بنسلفانيا لملء المنصب الشاغر في المحكمة العليا بالولاية لصالح الديمقراطي دانيال مكافري ليتغلب على الجمهورية كارولين كارلوتشيو.
وفي تفاصيل الاقتراع بولاية كنتاكي، حصل بشير على ولاية ثانية في ولاية جمهورية هزم فيها ترامب بايدن بفارق 26 نقطة في عام 2020. وتوقعت وكالة أسوشيتد برس إعلان فوز بشير على دانيال كاميرون، خصمه الجمهوري الذي يدعمه ترامب، بعد ساعتين فقط من إغلاق صناديق الاقتراع.
وقال البيت الأبيض إن بايدن اتصل بالمرشح الديمقراطي بآندي بشير لتهنئته بفوزه.
تراجع شعبية بايدن
وتأتي هذه الانتخابات في ظل تراجع شعبية الرئيس جو بايدن، إذ أظهر استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بالتعاون مع كلية سيينا تراجع بايدن وراء الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب في خمس من الولايات الست المتأرجحة التي يرجح أن تحدد النتيجة النهائية.
وأثارت هذه الأرقام قلقاً بين الديمقراطيين الذين أعربوا بشكل خاص عن انزعاجهم بشأن مستقبل بايدن ونقاط الضعف الانتخابية الواضحة.
وأظهر الاستطلاع أن المرشح الجمهوري الأوفر حظاً لنيل تذكرة الترشح عن الحزب دونالد ترامب يتقدّم على الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في خمس من ست ولايات رئيسية، مع تراجع شعبية بايدن في صفوف الناخبين الشباب والأقليات.
وأورد الاستطلاع أن المرشح الجمهوري يتقدّم على منافسه الديموقراطي في نوايا التصويت في نيفادا (52 بالمئة/41 بالمئة)، وجورجيا (49/43)، وأريزونا (49/44)، وميشيجان (48/43)، وبنسلفانيا (48/44)، في حين يتوقع أن يفوز جو بايدن في ويسكونسن (47/45).
ويذكر أن جو بايدن فاز في العام 2020 في كل من هذه الولايات.
وسارع الرئيس جو بايدن المرشّح لولاية ثانية للترحيب بالنتائج المحققة في الانتخابات المحلية مستغلاً الفرصة للحث على تقديم تبرّعات لحملته. وقال عبر منصة إكس: "في جميع أنحاء البلاء، انتصرت الديموقراطية وخسر الترامبيون الآن، (نتوجه) معاً للفوز السنة المقبلة".
واحتفظ الديمقراطيون في فيرجينيا بأغلبيتهم في مجلس شيوخ الولاية، وهو ما يشكل ضربة للجمهوريين الذين كانوا يأملون تحقيق السيطرة الكاملة على المجلس التشريعي للولاية، بحسب فاينانشيال تايمز.
حق الإجهاض في أوهايو
وأيد الناخبون في ولاية أوهايو – وهي ولاية ذات توجه جمهوري متزايد، والتي فاز بها ترامب بنسبة 8 نقاط مئوية في عام 2020 – بأغلبية ساحقة إجراء اقتراع يقنن الحق في الإجهاض في دستور الولاية.
وجاء الاستفتاء بعد أن وقع حاكم ولاية أوهايو الجمهوري، مايك ديواين، على ما يسمى بمشروع قانون "نبضات القلب" الذي يحظر الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل، في حين أن العديد من النساء لا يعرفن بعد ما إذا كن حوامل.
وكانت النتيجة في ولاية أوهايو أحدث مثال على رفض الناخبين لسياسات الإجهاض المقيدة بعد أن ألغت المحكمة العليا العام الماضي حكم "رو ضد وايد"، الذي كرس الحق القانوني في هذا الإجراء على المستوى الفيدرالي.
وأصدر بايدن بياناً احتفل فيه بالنتيجة في ولاية أوهايو، قائلاً إن "الأميركيين صوتوا مرة أخرى لحماية حرياتهم الأساسية". وقال إن الجمهوريين لديهم "أجندة متطرفة وخطيرة" بشأن الإجهاض "لا تتماشى مع الغالبية العظمى من الأميركيين".
ولعب الإجهاض أيضاً دوراً في تحديد النتائج في فيرجينيا، حيث حاول يونكين، الحاكم الجمهوري، رسم مسار أكثر اعتدالًا من خلال الترويج لحظر عمليات الإجهاض بعد 15 أسبوعًا من الحمل، مع بعض الاستثناءات.
لكن الناخبين رفضوا الفكرة وبدلاً من ذلك منحوا الديمقراطيين الأغلبية في المجلس التشريعي للولاية، وحافظوا للديمقراطيين على سيطرتهم على مجلس الشيوخ بالولاية، وهو ما من شأنه أن يعيق العديد من خطط يونكين السياسية.
وتمثل النتائج ضربة ليونكين، بحسب ما أوردته الصحيفة نفسها، وهو مسؤول تنفيذي سابق في كارلايل، تم انتخابه حاكماً يتمتع بخبرة سياسية قليلة في عام 2021. وسيكون لفيلادلفيا أول امرأة تشغل منصب رئيسة البلدية، بعد أن هزمت الديموقراطية شيريل باركر الجمهوري ديفيد أوه في المدينة ذات الأغلبية الديمقراطية.
الجمهوريون يفوزون في ميسيسيبي
وفاز حاكم ولاية ميسيسيبي الجمهوري، تيت ريفز، بولاية ثانية الثلاثاء، في الولاية المحافظة التي يهيمن عليها حزبه.
وهزم ريفز منافسه براندون بريسلي، الذي جمع المزيد من الأموال، وقام بدفعة قوية لمنح الديمقراطيين انتصاراً نادراً على مستوى الولاية في أعماق الجنوب. وقال ريفز لأنصاره المبتهجين في حفل أقيم في ضاحية فلووود في جاكسون: “إن ولاية ميسيسيبي تتمتع بالزخم، وهذا هو وقت ميسيسيبي”.
وأعلن الديموقراطي براندون بريسلي تنازله عن ترشحه لمنصب حاكم ولاية ميسيسيبي. وقال بريسلي، وهو مسؤول عن تنظيم المرافق العامة في الولاية وابن عم أسطورة موسيقى الروك آند رول إلفيس بريسلي، ليلة الثلاثاء: "أحترم قرار الناخبين في ميسيسيبي".
وتغلب ستيف زابالا على الديمقراطي التقدمي مات دوجان في مقاطعة أليجيني، التي تضم بيتسبرج، ليصبح نائب عام الولاية.
واختار الناخبون نساءً لأول مرة لقيادة ثاني أكبر مقاطعة في فيلادلفيا وبنسلفانيا، حيث عينوا شيريل باركر عمدة رقم 100 لأكبر مدينة في الولاية وسارة إيناموراتو مديرة تنفيذية للمقاطعة التي تضم بيتسبرج، بعد أن هزمت الديمقراطية إيناموراتو، 37 عاماً، الجمهوري جو روكي، الوافد السياسي الجديد.