المرشحون الجمهوريون يتبارون في إظهار"دعم بلا حدود" لإسرائيل.. وترمب يغرد بعيداً

هايلي تتلقى نيران منافسيها.. وراماسوامي وديسانتيس يفشلان في استعادة الزخم

time reading iconدقائق القراءة - 10
المرشحون الجمهوريون المحتملون لانتخابات الرئاسة الأميركية على منصة المناظرة الثالثة. فلوريدا، الولايات المتحدة. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
المرشحون الجمهوريون المحتملون لانتخابات الرئاسة الأميركية على منصة المناظرة الثالثة. فلوريدا، الولايات المتحدة. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

ألقى غياب الملياردير الأميركي دونالد ترمب بظلاله على المناظرة الثالثة لمرشحي الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة في العام 2024، بعدما تخلّف عن الحضور لمواجهة المرشحين الخمسة بدعوى تقدمه بفارق شاسع جداً عن سائر منافسيه الجمهوريين في استطلاعات الرأي، وفضل حضور تجمع انتخابي على بعد نصف ساعة من مقر انعقاد المناظرة، زعم خلاله أن "لا أحد يشاهدها"، داعياً إلى إلغاء المناظرات توفيراً للجهد والمال.

وشارك في المناظرة الثالثة 5 مرشحين، هم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (44 عاماً)، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي (38 عاماً)، والسيناتور تيم سكوت (57 عاماً)، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي (51 عاماً)، وحاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي (60 عاماً).

وقالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن ترمب أصبح "ضعيفًا لركبتيه" عندما يتعلق الأمر بالتدخل الأميركي في الخارج، مضيفة وهي تخاطب الحاضرين: "لا أعتقد أنه الرئيس المناسب الآن، لقد وضَعَنا في ديون بقيمة 8 تريليون دولار".

وبالنبرة نفسها تحدث حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي قائلاً إن "الحزب سيفشل إذا رشح ترمب". وأضاف في إشارة إلى ترمب الملاحق بدعاوى وتحقيقات قضائية عديدة، إن "أي شخص سيقضي العام ونصف العام المقبل، وهو يحاول تجنّب السجن والمحاكم لا يمكنه قيادة هذا الحزب أو هذا البلد".

وتعرضت نيكي هايلي، الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا، التي أظهرت زخماً في الأسابيع الأخيرة، لهجوم متواصل، وهي تتنافس مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس لتكون البديل الرئيسي للرئيس السابق دونالد ترمب.

دعم غير محدود لإسرائيل 

واتفق المرشحون إلى حد كبير على دعم إسرائيل في حربها على غزة. لكن الانقسامات ظهرت بشأن التمويل المستمر لأوكرانيا. وقال العديد من المرشحين أيضاً إنهم سيضغطون على الجامعات لاتخاذ إجراءات صارمة ضد معاداة السامية.

وفي هذا الصدد، قالت هايلي: "لا يمكن لأميركا أن تكون متعجرفة إلى هذا الحد بحيث تعتقد أننا لسنا بحاجة إلى أصدقاء"، في إشارة إلى مواصلة الدفاع عن أوكرانيا. وأضافت أن روسيا والصين "يسيل لعابهما" بسبب تراجع الدعم الأميركي.

وتنافس المرشحون في إظهار أيهم أكثر دعماً لإسرائيل، وأبدوا "دعماً كاملاً" لحملتها العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، قائلين إنهم "لن يفعلوا أي شيء" لتحجيم حملة القصف على قطاع غزة.

وقال ديسانتيس مستعملاً لقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "سأقول لبيبي أكمل المهمة مرة واحدة وللأبد مع هؤلاء الجزارين".

وذكرت هايلي: "اقض عليهم. اقض عليهم. سندعم إسرائيل بكل ما يحتاجونه، كل ما يحتاجونه. آخر شيء يجب علينا فعله هو أن نقول لإسرائيل ما يجب أن تفعله".

وبدوره، قال السيناتور تيم سكوت: "امحهم من على الخريطة. الدبلوماسية وحدها استراتيجية ضعيفة. لا يمكنهم التفاوض مع الشر. يجب أن تدمره".

وقال كريس كريستي: "أميركا هنا. مهما كان ما تحتاجونه". فيما قال راماسوامي "سأذهب خطوة أبعد. سأقول لبيبي أن إسرائيل لديها واجب الدفاع عن نفسها".

ولم يناقش المرشحون تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة بعد أن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب 10 آلاف و500، بينهم أكثر من 4300 طفل.

وشكك ديسانتيس في مستوى المساعدات المقترحة، وقال إن الدول الأوروبية بحاجة إلى "تكثيف" وإعطاء المزيد من المساعدات. وذهب راماسوامي إلى أبعد من ذلك قائلاً"أوكرانيا ليست نموذجاً للديمقراطية".

وهاجمت هايلي ديسانتيس مرة أخرى عندما وصفته بأنه "ليبرالي" عندما يتعلق الأمر بالقضايا البيئية، فيما رد عليها ديستانس بالإشارة إلى مقاومة سكان فلوريدا لسنوات التنقيب عن النفط وحماية بيئة الولاية.

"الخطر الصيني"

وهيمنت سياسات واشنطن تجاه الصّين وقضايا الطاقة والأمن في الشرق الأوسط على أحاديث المرشحين الخمسة، بينما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن المركز الثاني خلف ترمب في استطلاعات الرأي، قد لا يكون ذا قيمة كبيرة؛ نظراً لتقدم الرئيس السابق بفارق شاسع.

كما نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" أن العديد من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية "لا يريدون بديلا عن ترمب". 

وهايلي، التي شغلت في السابق منصب حاكمة ساوث كارولينا، أعلنت خلال حديثها أنها ستنهي العلاقات التجارية الأميركية مع الصين "حتى يتوقفوا عن قتل الأميركيين بـ(مخدر) الفنتانيل، وهو ما لم يقل رون (ديسانتيس) بعد إنه سيفعله". 

ووصفت هايلي رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، بـ"الحثالة" بعد أن قال إن ابنتها استخدمت "تيك توك"، وسط مناقشة بشأن حظر التطبيق الصيني الشهير على نطاق واسع.

وحاول ديسانتيس حشر هايلي في الزاوية بالقول إنها "رحبت بالصين في ساوث كارولينا، وأعطتهم أرضاً بالقرب من قاعدة عسكرية، وكتبت للسفير الصيني رسالة حب تقول فيها إنهما صديقان عظيمان".

وأشارت هايلي في ردها إلى أن "ذراع التنمية الاقتصادية في فلوريدا يسعى إلى جذب الاستثمارات الصينية".

وتعرّضت المرشحة الجمهورية التي تحظى بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي لانتقادات حادة؛ بسبب بعض مواقفها في السياسة الخارجية، ومحاولاتها تحفيز الاستثمارات الصينية في ولايتها الأم.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن كلمة راماسوامي حظيت باهتمام بليغ خلال المناظرة الأولى في أغسطس، لكنه فشل في مواصلة بناء الزخم. إذ عندما سئل عن المرشح الأوفر حظاً (ترمب)، هاجم بدلاً من ذلك وسائل الإعلام ورئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانيل. وأضاف: "لقد أصبحنا حزب الخاسرين".

الإجهاض

وشغلت قضية الإجهاض أيضاً جانباً مهماً من المناظرة بعد أن فاز الديمقراطيون ومؤيدو حقوق الإجهاض بالعديد من السباقات الانتخابية التي جرت الثلاثاء، على مستوى عدة ولايات. 

وحاولت هايلي وديسانتيس تحقيق التوازن، على الأقل خطابياً، بشأن هذه القضية. وقال ديسانتيس: "أنا أدافع عن ثقافة الحياة"، مضيفاً أنه يفهم أن بعض الدول ستختلف في سياساتها. وقال حاكم فلوريدا إن المناهضين للإجهاض فوجئوا "بالارتباك" بشأن الاستفتاءات، مثل التي وافق عليها الناخبون في ولاية أوهايو الثلاثاء، بشأن الحق في الإجهاض.

في هذا السياق قال ديسانتيس، الذي وقع على "حظر الإجهاض لمدة 6 أسابيع في فلوريدا"، إن النشطاء المناهضين للإجهاض "تعثروا" في الحشد ضد الإجهاض، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين صوتوا لصالح الإجهاض كان بينهم "جمهوريون سبق لهم دعم مرشحي الحزب الجمهوري". 

ووصفت هايلي نفسها بأنها "مؤيدة للحياة بشكل غير اعتذاري" في إشارة إلى حياة الأجنة، لكنها قالت أيضاً إنها لا تلوم الناس على وجهة نظر مختلفة. وقالت: "دعونا نتوصل إلى توافق في الآراء". "لسنا بحاجة إلى تقسيم أميركا حول هذه القضية بعد الآن".

وردًا على سؤال من كريستين ويلكر، مذيعة قناة NBC، بشأن كيفية تعامل الجمهوريين مع الإجهاض، قالت هيلي إن الأمر متروك للولايات لتقرر كيفية تعاملها مع حقوق الإجهاض. لكنها أشارت إلى أن الجمهوريين الذين يضغطون من أجل فرض حظر فيدرالي على الإجهاض ليسوا صريحين بشأن جدوى تمرير مثل هذا التشريع، لأنه سيحتاج إلى 60 صوتًا في مجلس الشيوخ.

ونقلت "بوليتيكو" أن استفتاء أوهايو لم يكن الانتصار الوحيد لحق الإجهاض، فقد فاز الديمقراطيون في فرجينيا بالسيطرة الكاملة على المجلس التشريعي للولاية بناءً على الحملات التي ركزت على حقوق الإجهاض، مما أعاق آمال الحاكم الجمهوري جلين يونكين في تمرير تشريع من شأنه أن يقيد حق الإجهاض.

واتخذ مرشحون آخرون موقفًا أكثر تقليدية من الحزب الجمهوري. إذ كرر تيم سكوت دعمه لحظر الإجهاض الفيدرالي بعد مرور 15 أسبوعاً على الحمل. وعندما سُئلت عما إذا كانت ستدعم مثل هذا التشريع، قالت هايلي إنها "ستدعم أي شيء يتم إقراره" وسوف "تحصل على 60 صوتًا في مجلس الشيوخ".

وقالت هايلي: "دعونا نجمع الناس معاً، ونقرر ما يمكننا الاتفاق عليه، لكن لا تجعلوا الشعب الأميركي يعتقد أننا نضغط عليه". وواجه الجمهوريون صعوبات في إيصال رسائلهم حول الإجهاض، خاصة منذ إلغاء قضية رو ضد وايد.

وعقدت المناظرة الأولى للمرشحين الجمهوريين المحتملين، في أغسطس الماضي بميلووكي بولاية ويسكنسن لاختيار مرشح الحزب المناسب لخوض انتخابات الرئاسة، وغاب عنها ترمب.

وقالت "أسوشيتد برس"، أن ترمب احتفظ بتقدمه بفارق كبير، رغم محاولته إلغاء خسارته الانتخابية في عام 2020، واحتضانه المدانين على خلفية اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، والقضايا الجنائية الأربع التي تلاحقه، إضافة إلى قضية الاحتيال المدني ضد شركاته، والتي أدلى بشهادته بحقها في نيويورك خلال هذا الأسبوع.

وادعى ترمب أن "أحداً لا يتابع المناظرة"، وقال إن تنظيم اجتماع حاشد، كذلك الذي عقده في استاد المركز الكوبي الأميركي بمدينة هياليه لاستعراض قوته في أوساط الناخبين اللاتينيين، "أكثر صعوبة بكثير من الذهاب إلى منصة المناظرة".

وفي نهاية سبتمبر الماضي، أُجريت المناظرة الثانية، إذ شهدت خرقاً لقواعد الحديث، وقاطع المرشحون بعضهم في محاولة للبروز وكسر حالة التعادل بين بعضهم في استطلاعات الرأي الأخيرة، خاصة نيكي هايلي راماسوامي.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، أعلن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إنهاء حملته التي تنقصها الأموال لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أن كافح لأشهر لإقناع الناخبين الجمهوريين بأنه البديل المناسب لترمب.

تصنيفات

قصص قد تهمك