بريطانيا.. تصاعد الخلاف بين الشرطة والحكومة بسبب مسيرات التأييد لغزة

سوناك يحمل الشرطة مسؤولية أي مشكلات قد تحدث في تظاهرات السبت

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية خلال مسيرة حاشدة في العاصمة البريطانية لندن- 21 أكتوبر 2023 - Reuters
متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية خلال مسيرة حاشدة في العاصمة البريطانية لندن- 21 أكتوبر 2023 - Reuters
لندن -رويترز

صعّدت الحكومة البريطانية خلافها مع قائد شرطة لندن، الخميس، بشأن أسلوب تعامل الشرطة مع مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في مطلع الأسبوع، واتهمت أفراد الشرطة باتخاذ "موقف منحاز" نحو "القضايا اليسارية".

وأثارت خطط تنظيم مظاهرات في لندن، السبت المقبل، الذي يوافق الاحتفال بيوم الهدنة، وهو الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، خلافاً بين الحكومة والشرطة، إذ يقول رئيس الوزراء ريشي سوناك، إنه سيحمل الشرطة مسؤولية أي مشكلات قد تحدث بعدما قالت، إن تزامن المظاهرات مع يوم الهدنة ليس سبباً كافياً لمنعها.

وتشهد لندن بعضاً من أكبر المظاهرات في أوروبا، منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، إذ يتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في مطلع كل أسبوع للمطالبة بوقف القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.

ومرت المظاهرات السابقة المؤيدة للفلسطينيين عبر منطقة "وايت هول" التي تقع بها وزارات حكومية، والنصب التذكاري للحرب العالمية الأولى.

"ضمانات" من الشرطة

وطالب رئيس الوزراء، الأربعاء، قائد شرطة لندن بضمانات بأن مسيرة السبت المقبل، "ستمر بسلام" رغم اعتقال العشرات لارتكاب "جرائم كراهية"، واستدعى رئيس الشرطة مارك رولي لشرح سبب سماحه بمسيرة أخرى مؤيدة للفلسطينيين.

وقال سوناك: "(رولي) قال إنه يستطيع ضمان حماية الذكرى التي تحييها البلاد في مطلع الأسبوع، وكذلك الحفاظ على سلامة الجمهور"، مضيفاً: "مهمتي هي أن أحملهم المسؤولية عن ذلك".

وقالت حملة التضامن الفلسطيني، التي تنظم المسيرة المقررة، السبت، إنها ستتجنب النصب التذكاري المعروف باسم "القبر الأجوف"، وهو النصب التذكاري الرئيسي لتخليد ذكرى الحرب في لندن.

لكن هناك مخاوف من وقوع مواجهات عنيفة، إذ أشارت جماعات يمينية متطرفة إلى أنها ستحمي النصب التذكاري، بعد تشويه نصب تذكاري آخر شمال إنجلترا هذا الأسبوع.

وقالت شرطة سكوتلاند يارد، إن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين يعتزمون تنظيم "مظاهرة كبيرة" في 11 نوفمبر، لكنهم لا يعتزمون الاحتجاج في 12 نوفمبر عندما تقام الفعاليات الرسمية لإحياء الذكرى.

وأعلنت الشرطة أنها ستجري "عملية شرطية وأمنية كبيرة" يومي 11 و12 نوفمبر، وسوف "تستخدم كل الصلاحيات المتاحة لضمان عدم نجاح أي شخص يعتزم تعطيل المناسبة".

"تصرف غير لائق" 

والأسبوع الماضي، وصف سوناك المظاهرات المزمع تنظيمها، السبت، بأنها "تصرف غير لائق"، في حين قال مفوض الشرطة مارك رولي إن أي حظر سيتطلّب معلومات مخابراتية عن تهديد بوقوع اضطرابات خطيرة، وإن مثل هذا الحظر لم يُفرض منذ عقد.

وقال سوناك عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن "التخطيط للاحتجاجات في يوم الهدنة أمر استفزازي، وينم عن عدم الاحترام"، مشيراً إلى أن هناك خطراً واضحاً قائماً من احتمال تدنيس النصب التذكاري وغيره من المعالم التذكارية للحرب، وهو أمر من شأنه أن يمثل إهانة للشعب البريطاني والقيم التي ندافع عنها".

على نحو مماثل، وصفت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، المظاهرات بأنها "مسيرات كراهية"، وكتبت في صحيفة "تايمز"، الخميس، أن هذه المسيرات "تمثل تأكيداً على سيطرة بعض الجماعات، وخاصة المتشددين" واستعراضاً للقوة.

"جرائم كراهية"

ومنذ السابع من أكتوبر، اعتقلت شرطة لندن ما يقرب من 200 شخص، بسبب "جرائم كراهية"؛ مثل جرائم معاداة السامية، ومعاداة الإسلام، وجرائم النظام العام، التي يتعلّق الكثير منها بقضايا عنصرية، وترتبط بالاحتجاجات.

وقال بول تريفرز القائد بالشرطة: "ما زلنا نرى ارتفاعاً مقلقاً للغاية في جرائم الكراهية المعادية للسامية، وكراهية الإسلام"، مضيفاً: "في بعض الحالات، سجل ضباطنا روايات عن إساءات مروعة للغاية وبغيضة، بالإضافة إلى أعمال عنف".

وجرى الإبلاغ عن معظم الجرائم المعادية للسامية في منطقة هاكني في لندن، وهي موطن جالية يهودية كبيرة.

وقالت مؤسسة "أمن المجتمع"، التي تقدم المشورة لليهود البريطانيين الخاصة بالمسائل الأمنية، إنها سجلت ما لا يقل عن 1124 حادثاً يتعلق بمعادة للسامية في جميع أنحاء بريطانيا منذ الهجمات التي شنتها "حماس"، وهو رقم قياسي على مدى 32 يوماً.

تصنيفات

قصص قد تهمك