قال كبير مسؤولي الأمن القومي في تايوان ويلينجتون كو، إن الولايات المتحدة تسارع إلى تعزيز دفاعات بلاده ضد أي هجوم صيني محتمل، بما في ذلك عن طريق تدريب القوات التايوانية.
ومن المرجح أن تثير هذه التصريحات غضب الصين التي سيلتقي رئيسها شي جين بينج الأربعاء، مع نظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة منتدى التعاون آسيا المحيط الهادئ (أبيك) في سان فرانسيسكو، في أول لقاء منذ نوفمبر الماضي.
ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن الأمين العام لمجلس الأمن القومي في تايوان، ويلينجتون كو قوله إن "التعاون الأمني بين واشنطن وتايوان يغطي جميع الجوانب، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة".
وأضاف: "علاقتنا بشأن هذه القضايا الأمنية وثيقة للغاية، لكن يجب أن نحافظ على مستوى متوازن. لا أستطيع إلا أن أقول إنهم يستخدمون كل السبل الممكنة لمساعدتنا، لا يهم إذا كان ذلك في التدريب، أو في مجال بناء القدرات القتالية".
ورأت الصحيفة أن تأكيد تايبيه العلني للمساعدة التي تقدمها واشنطن والإشارة إلى تدريب القوات التايوانية من شأنه أن يخلق "توتراً إضافياً"، عندما يجتمع بايدن مع شي، الأربعاء، في سان فرانسيسكو.
ولم تعترف تايبيه علناً من قبل بتوسيع واشنطن حجم تواجدها العسكري في الجزيرة، أو تدريب كتائب كاملة من القوات البرية التايوانية في الولايات المتحدة.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في فبراير الماضي، إن الولايات المتحدة ستوسع حجم القوات الأميركية المنتشرة في تايوان إلى نحو 4 أضعاف، لتعزيز برامج تدريب جيش الجزيرة الذاتية الحكم، وسط تصاعد التهديد الصيني.
وكشف مسؤولون أميركيون في أكتوبر 2021 أن قوة من العمليات الخاصة وأخرى من مشاة البحرية تابعتين للولايات المتحدة تعملان "سراً" في تايوان، لتدريب القوات العسكرية هناك كجزء من جهود تعزيز دفاعات تايوان في ظل "تزايد القلق بشأن أنشطة الصين".
"عام صعب"
وأشار ويلينجتون إلى أن العام المقبل سيكون "عاماً يصعب التكهن به"، مشيراً إلى موقف بكين من الانتخابات الرئاسية في تايوان، والتي تجري مطلع 2024، في ضوء الأحداث الجارية على الساحة العالمية وبينها حرب إسرائيل على غزة، وملف الغزو الروسي لأوكرانيا، فضلاً عن الانتخابات الأميركية في 2024.
وقال المسؤول التايواني إن الصين "ستزيد ضغوطها، إذا فاز نائب رئيسة تايوان وليام لاي في انتخابات الرئاسة المقبلة"، ولكنه أضاف: "لا أعتقد أن الصين مستعدة بالفعل للقيام بعمل عسكري ضدنا بعد ذلك، لم نر ذلك".
وتابع: "لكن تصعيد ما يسمى بعمليات المنطقة الرمادية (أعمال عدائية لا ترقى إلى مستوى الحرب) لا مفر منه، بما في ذلك زيادة عدد أفراد الجيش، كما قد تلجأ الصين إلى أسلوب الترهيب أو الإكراه الاقتصادي".
وتطالب الصين بالسيطرة على تايوان، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وترسل بشكل متزايد سفناً وطائرات حربية عبر مضيق تايوان، في محاولة لـ"إرهاب" السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، والذين يفضلون بقاء الوضع الراهن، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
ويسعى المرشح للرئاسة وليام لاي، إلى أن يكون المرشح القادر على تحقيق استمرارية الدولة، وخفض حدة التوتر مع الصين، بينما يتبنى حزب "الكومينتانج" المعارض فكرة أن تايبيه جزء من الأمة الصينية الأوسع، لكنه يختلف مع تعريف بكين للدولة التي تمثلها.