تعهد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأربعاء، بأن تعمل حكومته الجديدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعا إلى وضع حدّ لـ"القتل الأعمى للفلسطينيين" في غزة، في أشد انتقاد تواجهه تل أبيب منذ بدء الحرب في القطاع قبل 40 يوماً.
طالب رئيس الوزراء الاشتراكي "بوقف فوري لإطلاق النار من جانب إسرائيل في غزة والالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني الذي لا يتم احترامه الآن بشكل واضح".
وأكد "لا شك، نحن إلى جانب إسرائيل في رفضها وردّها على الهجوم الإرهابي الذي تعرض له هذا البلد في أكتوبر" و"نطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن" الذين تحتجزهم حركة حماس.
وأضاف سانشيز "لكن بنفس القدر من الوضوح، نرفض القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".
في 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريباً قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي عام 1991، استضافت مدريد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط. وبعد عامين من هذا المؤتمر، تم التوقيع في واشنطن على اتفاقية أوسلو التي تنص على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
مؤتمر سلام
وكان سانشيز، قال الشهر الماضي، إن مجلس الاتحاد الأوروبي قبل الاقتراح الإسباني بعقد مؤتمر للسلام في غضون ستة أشهر بشأن حرب إسرائيل على قطاع غزة، إذ تتولى مدريد الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام الجاري.
وقال سانشيز في مؤتمر صحافي في بروكسل حينها، إن إسبانيا ضغطت خلال اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 لكي يطالب التكتل بوقف فوري لإطلاق النار، لكن بعض الدول عارضت الصياغة.
وأضاف أنه بدلاً من ذلك، اتفقت الدول الأعضاء على الدعوة إلى "هدنة إنسانية" وفتح ممرات المساعدات للمدنيين في غزة، كوسيلة للتوصل إلى توافق في الآراء، مضيفاً أنه "في مقابل هذه التسوية، قبل الاتحاد اقتراح مؤتمر مدريد للسلام، والذي يتضمن مسعى جديداً لإحياء حل الدولتين".
رفض تعليق المساعدات
وعارضت إسبانيا عقب اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، تعليق الاتحاد الأوروبي المساعدات للفلسطينيين، إذ قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس إن حكومته تعارض اقتراحات تعليق مساعدات الاتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية.
وتابع ألباريس في مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" الإسبانية في أكتوبر:"هذا التعاون يتعين أن يستمر، لا يمكننا الخلط بين حماس، المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، والسكان الفلسطينيين أو السلطة الفلسطينية أو منظمات الأمم المتحدة على الأرض".
وأضاف أن الأراضي الفلسطينية ستحتاج على الأرجح إلى المزيد من المساعدات في المستقبل القريب بعد هجوم حماس على إسرائيل، وما أعقب هذا من قصف إسرائيلي لقطاع غزة.