أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أنه سيواصل العمل على تعزيز اتفاق التجارة في المحيط الهادئ، وذلك بعد لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة سان فرانسيسكو.
وقال بايدن في كلمة أمام رؤساء تنفيذيين لعدد من الشركات في سان فرانسيسكو، حيث حضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك): "إن عملنا لم ينته بعد"، مضيفاً: "سنواصل العمل لتسهيل التجارة عالية المستوى بشكل أفضل، والتي تعزز حقوق العمال من خلال التطبيق القوي للمعايير".
وقبل هذه الكلمة، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن بايدن قوله خلال حفل استقبال على هامش القمة: "أمامنا بضعة أيام مزدحمة"، مشيراً إلى قائمة المخاوف والتحديات التي يتعين على القادة النظر فيها خلال المنتدى، مضيفاً: "أقوى أدواتنا لمواجهة تلك التحديات تظل كما هي: التواصل والتعاون والعمل الجماعي والهدف المشترك".
ولم تستضف الولايات المتحدة القمة السنوية لقادة منتدى "أبيك" منذ عام 2011، والتي كان بدأها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عام 1993، واجتمعت المجموعة افتراضياً في عامي 2020 و2021 بسبب جائحة "كورونا"، فيما اجتمعت في بانكوك العام الماضي، لكن بايدن تغيب عنها بسبب زواج حفيدته، وأرسل نائبته كامالا هاريس للحضور بدلاً منه.
ويجمع منتدى "أبيك" رؤساء دول وغيرهم من كبار القادة الاقتصاديين والدبلوماسيين، وقال بايدن لأولئك الذين تجمعوا مساء الأربعاء في حفل ترحيب، بما في ذلك ممثل روسيا نائب رئيس الوزراء أليكسي أوفتشوك، إن "تحديات اليوم تختلف عن تلك التي واجهها زعماء أبيك سابقاً".
وتحدث بايدن، الخميس، أمام الرؤساء التنفيذيين الذين يعملون على استكشاف التقنيات الجديدة ومفهوم القدرة على التكيف، حتى تتمكن الشركات من مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات.
وبعد عقود من التجارة المبنية على فرضية إبقاء الأسعار منخفضة، والوصول إلى أسواق جديدة، وتعظيم الأرباح، تواجه العديد من الشركات الآن اقتصاداً عالمياً ضعيفاً، كما أن الحربين في أوكرانيا وغزة لا تساعدان في تحسين الأمور، بحسب "أسوشيتد برس".
تبديد المخاوف
والتقى الرئيس الصيني أيضاً بقادة الأعمال الأميركيين، الأربعاء، على هامش القمة، في فرصة نادرة لهم للاستماع مباشرة إلى الزعيم الصيني، وهم يسعون للحصول على توضيح بشأن القواعد الأمنية الموسعة لبكين، والتي قد تخنق الاستثمار الأجنبي.
وقال شي: "إن الصين تسعى إلى تحقيق تنمية عالية الجودة، كما تعمل الولايات المتحدة على تنشيط اقتصادها، وهناك مجال كبير للتعاون بين البلدين"، مضيفاً: "نحن قادرون تماماً على مساعدة بعضنا البعض على النجاح وتحقيق نتائج مربحة للجانبين".
ويدرك بايدن وشي أن العلاقات المعقدة بين البلدين لها تأثيرات عالمية كبيرة، وكان اجتماعهما في جزء منه، محاولة لإظهار للعالم أنه على الرغم من كونهما منافسين اقتصاديين عالميين، فإن الولايات المتحدة والصين ليسا خصمين بشكل كامل، حسب الوكالة.
وأعرب بايدن عن تفاؤله لـ"القادة الذين يديرون المنافسة بمسؤولية"، قائلاً إن "هذا ما تريده الولايات المتحدة وما نعتزم القيام به". فيما كان شي أكثر تشاؤماً بشأن حالة الاقتصاد العالمي في مرحلة ما بعد جائحة "كورونا"، إذ لا يزال الاقتصاد الصيني في حالة ركود، مع انخفاض الأسعار بسبب ضعف الطلب من المستهلكين والشركات.
وقال شي: "إن الاقتصاد العالمي يتعافى، ولكن زخمه لا يزال بطيئاً،. لا تزال سلاسل الصناعة والتوريد تحت تهديد التوقف عن العمل، كما أن سياسة الحمائية آخذة في الارتفاع، وهي أمور تمثل مشاكل خطيرة".
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن كان يشعر بالتشجيع بسبب مجموعة من الدلائل التي تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي في وضع أقوى من نظيره الصيني، وأن الولايات المتحدة تبني تحالفات أقوى في جميع أنحاء المحيط الهادئ.