توقع السفير الفلسطيني لدى الاتحاد الأوروبي عبد الرحيم الفرا، أن يخرج التكتل بموقف موحد بشأن وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة خلال اجتماع طارئ لوزراء خارجيته، الاثنين المقبل.
وقال الفرا لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن الاتحاد الأوروبي "يشهد تحركاً أكثر من سريع الآن، لوقف هذا العدوان، لكن دون تصريح مباشر بهذا الشأن"، مشيراً إلى سفر رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إلى مصر السبت، إذ تزور القاهرة، ومن بعدها إلى الأردن.
وكشف الفرا أن فون دير لاين ستذهب إلى العريش في شمال سيناء المصرية "لترى حجم المساعدات الإنسانية القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، وستستقبل في مطار العريش طائرتي الشحن، تحملان مواد إنسانية، معدات طبية".
ويزور مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل المنطقة، إذ التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الجمعة، ودعا إسرائيل إلى "عدم الانسياق خلف الغضب في الحرب".
ويعتقد السفير الفلسطيني أن رئيسة المفوضية الأوروبية تهدف من وراء زيارتها لمصر والأردن إلى "الوقوف على حقيقة عرقلة إسرائيل لدخول المساعدات، بعد طلب من الدول العربية للمفوضية الأوروبية بالضغط على تل أبيب لوقف عرقلة دخول هذه المساعدات الإنسانية لغزة".
كما يعتقد أن بوريل "جاء المنطقة، وهو يحمل أفكاراً بشأن كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يجمع 27 دولة، على قرار واحد، هو على الأقل وقف إطلاق نار إنساني"، مشيراً إلى ضغط شعبي كبير جداً في جميع المدن والعواصم الأوروبية للمطالبة بوقف الحرب.
موقف أوروبي منقسم
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن هذه التحركات تأتي نتيجة للحراك الشعبي في الدول الأعضاء، موضحاً أن وزراء في عدة دول أوروبية، بينها إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا، طالبوا الاتحاد ومؤسساته بمنع دخول منتجات المستوطنات الإسرائيلية إلى الأسواق الأوروبية، كإحدى أدوات الضغط لوقف الحرب.
لكنه تحدث أيضاً عن انقسام في الموقف الأوروبي من الحرب التي اندلعت بقطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، قائلاً: "حتى هذه اللحظة لسنا أمام موقف أوروبي موحد (...) 27 دولة اتحدت على طلب وحيد فقط، وهو ما أطلقوا عليه وقفات إنسانية".
وأوضح أن هناك حتى هذه اللحظة انقساماً واضحاً في مواقف الدول الأوروبية، التي صنفها لـ3 أقسام.
وقال الفرا: "قسم صغير وليس الأغلبية يطالب بوقف شامل لإطلاق النار، وهذا طبعاً للأسف لا ينظر إليه، لأنه ما زالت أوروبا تتبع القرار الأميركي في هذا الموضوع، أما القسم الثاني من دول الأعضاء، فيطالبون بوقف إطلاق نار إنساني لـ 10 أيام أو أسبوع، لكن حتى هذه اللحظة أيضاً لم يتمكنوا من تمرير طلبهم".
وأشار إلى الجزء الثالث، الذي وصفه بالأكبر من الدول الأعضاء، يتحدث عن "وقفات أو هدن لإنسانية لمدة ساعات فقط للسماح بدخول المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية لغزة، وأيضاً فتح ممرات آمنة".
رؤية متغيرة
واستشهد الفرا بالموقف الفرنسي من الحرب للتدليل على تبدل رؤية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قائلاً إن فرنسا في بداية الأزمة "كادت أن تشارك في الحرب على قطاع غزة، شاهدنا زيارة الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) لإسرائيل والتعاطف والتضامن وقتها، وألمانيا أيضاً أيدت إسرائيل بشكل كبير".
وأضاف: "فرنسا غيرت موقفها جذرياً، وأصبحت تتحدث عن وجوب وقف هذا العدوان، وعن الضحايا من الأطفال، والاستخدام المفرط للقوة من جانب الإسرائيليين".
كما تطرق السفير الفلسطيني لإسبانيا، قائلاً إنها انتهجت "موقفاً متوازناً، مقارنة بباقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "حتى هذه اللحظة لم يتم الاستماع إلى الطلب الإسباني بوقف إطلاق نار شامل، وبعض الوزراء الإسبان طالبوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعض الوزراء في بلجيكا طالبوا بمعاقبة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب"، لافتاً إلى "تغير طفيف جداً" في موقف ألمانيا، التي بدأت بانحياز تام لإسرائيل.
وقتل 1400 إسرائيلي في هجوم مباغت لحركة "حماس" على بلدات ومستوطنات ومعسكرات إسرائيلية في اليوم الأول للتصعيد، قبل أن تقتل إسرائيل أكثر من 12 ألفاً، وتصيب قرابة 30 ألفاً في حملة عسكرية غير مسبوقة على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.