غزة المدمرة تبحث عن طريق الحياة في هدنة قصيرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون في شوارع خان يونس مع بدء سريان الهدنة القصيرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة. 24 نوفمبر 2023 - AFP
فلسطينيون في شوارع خان يونس مع بدء سريان الهدنة القصيرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة. 24 نوفمبر 2023 - AFP
دبي/ رفح-الشرق

دخلت "الهدنة القصيرة" بين حركة "حماس" وإسرائيل حيَّز التنفيذ في قطاع غزة، في الساعة 7 من صباح الجمعة (بالتوقيت المحلي)، وسط ترقب إتمام عملية لتبادل الأسرى والمحتجزين في 4 عصراً.

ومن المقرر أن تستمر الهدنة القصيرة لمدة 4 أيام، لتوقف 48 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي راح ضحيته قرابة 15 ألف فلسطيني في قطاع غزة وأكثر من 30 ألف جريح.

كما يشمل اتفاق الهدنة إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين، وإفراج تل أبيب عن أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية ووقود إلى القطاع، وسط آمال إقليمية ودولية بالانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وتوصلت إسرائيل و"حماس"، الأربعاء، إلى اتفاق "مؤقت" لوقف إطلاق النار، بوساطة قطرية مصرية ومشاركة أميركية، بعد أسابيع من الحرب التي تركت آثاراً مدمرة على القطاع المُحاصر من إسرائيل منذ 15 عاماً.

وكان من المقرر بدء تنفيذ اتفاق الهدنة القصيرة وصفقة الأسرى، الخميس، لكن خلافاً بشأن التفاصيل الفنية والنهائية بين الطرفين أدى إلى تأجيل التنفيذ صباح الجمعة.

الحرب لم تنته

واستبقت إسرائيل بدء سريان الهدنة بتصعيد القصف في العديد من المناطق، فيما دوت صافرات الإنذار في عدد من المناطق المحيطة بقطاع غزة.

واقتحمت قوة إسرائيلية المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة قبيل نحو ساعتين من بدء سريان التهدئة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الحرب في قطاع غزة لم تنتهِ بعد، وإن تعليق النيران لأغراض إنسانية يأتي بشكل مؤقت.

وقال أدرعي، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً)، إن على سكان غزة البقاء في "المنطقة الإنسانية" بجنوب القطاع"، مطالباً السكان بعدم التجول في شمال القطاع لأنها "منطقة حرب خطيرة، ويمنع التجول فيها".

جثث ومساعدات

وتمنح الهدنة "المؤقتة" الفلسطينيين في غزة فرصة لالتقاط الأنفاس ولملمة الجراح التي تسبب بها القصف الإسرائيلي المتواصل، وتتيح لهم فرصة لدفن الموتى الذين ضاقت بهم المستشفيات والشوارع، فاضطر ذووهم إلى دفنهم في مقابر جماعية.

كما تتيح الهدنة الفرصة للفلسطينيين للبحث عن المفقودين الذين يزيد عددهم عن سبعة آلاف شخص، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في أحدث إحصائية له.

ومع بدء سريان الهدنة، بدأت عشرات الشاحنات المحملة بأطنان من المساعدات الطبية والغذائية في الدخول من معبر رفح من الجانب المصري، تمهيداً لدخولها لإجراء عمليات التفتيش والتدقيق في الجانب الإسرائيلي قبل دخولها قطاع غزة، بينما دخلت عشرات سيارات الإسعاف إلى داخل معبر رفح استعداداً لنقل الجرحى القادمين من قطاع غزة. 

وتسمح الهدنة بتدفق معقول للمساعدات، بما فيها الوقود، من خلال السماح بدخول 200 شاحنة تقريباً كل يوم، وهو معدل يقترب من نصف ما كان يدخل القطاع قبل 7 أكتوبر، والذي تقدره الأمم المتحدة بنحو 500 شاحنة.

ووصل عشرات الفلسطينيين، الذين كانوا عالقين في مدن محافظة شمال سيناء، إلى معبر رفح استعداداً للسفر ومغادرة الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة.

ويقول شهود في خان يونس جنوب قطاع غزة إن الفلسطينيين ما أن بدأت الهدنة، بدأوا حركة حذرة إلى منازلهم التي هدمها القصف الإسرائيلي خاصة في شرق المحافظة.

بنود الهدنة القصيرة

وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية الإسرائيلية في كافة مناطق غزة وتوقف تحرك آليات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في القطاع.

ويلتزم خلال فترة الهدنة الجيش الإسرائيلي بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، مع ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين، بحسب بيان "حماس".

كما يتضمن السماح بإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع، بلا استثناء، شمالاً وجنوباً.

وينص الاتفاق كذلك على وقف حركة الطيران الحربي الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الـ4 أيام، ووقفه في الشمال لمدة 6 ساعات يومياً من العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة مساء خلال ذات الفترة.

ومن المنتظر أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في الساعة الرابعة من عصر الجمعة.

وشنت "حماس" هجوماً مباغتاً على مدن وبلدات إسرائيلية قريبة من غزة في 7 أكتوبر، أودى بحياة أكثر من 1200 شخص، ووقوع أكثر من 240 إسرائيلياً كرهائن، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بغارات جوية ومدفعية، إضافة إلى توغل بري، ما تسبب بقتل نحو 15 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك