أعلنت حكومة سيراليون، الأحد، فرض حظر للتجول على مستوى البلاد بعد أن نفذ مسلحون مجهولون هجوماً على ثكنات عسكرية، وحاولوا اقتحام مستودع للأسلحة في العاصمة فريتاون، وقالت الحكومة في بيان إن قوات الأمن "تسيطر على الموقف".
وأفاد شهود لوكالة "فرانس برس" عن سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي ويلبرفوس، حيث يقع مخزن الأسلحة، وسمعت في تسجيلات صوتية نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي نيران بالأسلحة الرشاشة وانفجارات.
وقال شهود إن شوارع العاصمة كانت مقفرة.
وأكد الرئيس جوليوس مادا بيو أنه تم إحباط الهجوم. وقال على منصة إكس "لقد تمت استعادة الهدوء".
وأضاف "نبقى مصممين على حماية الديموقراطية في سيراليون، وأحض كل مواطني سيراليون على الاتحاد حول هذه المسؤولية الجماعية".
وقال وزير الإعلام شيرنور باه في البيان: "في الساعات الأولى من صباح الأحد، حاول مجهولون اقتحام مستودع للأسلحة تابع للجيش في ثكنات ويلبرفورس. تم صد ذلك".
وأضاف: "إعلان حظر للتجول على مستوى البلاد يسري على الفور. ننصح المواطنين بالبقاء داخل البنايات".
ولم يقدم البيان أي تفاصيل إضافية بشأن الأفراد الذين هاجموا مخزن الأسلحة أو دوافعهم.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الإعلام "نؤكد لعامة الشعب أن الحكومة وقواتنا الأمنية تسيطر على الوضع". وأضاف البيان "تمّ فرض حظر للتجول بشكل فوري على امتداد البلاد من أجل السماح لقواتنا الأمنية بمواصلة البحث عن المشتبه بهم".
وتعد ويلبرفورس إحدى الثكنات الرئيسية في البلاد. ويضم الحي أيضا سفارات.
من جانبها، نددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) في بيان، بمحاولة أفراد "الحصول على أسلحة والإخلال بالنظام الدستوري" في سيراليون.
أزمة سياسية حادة
وشهدت سيراليون، البلد الناطق بالإنجليزية في غرب إفريقيا، أزمة سياسية حادة في أعقاب انتخابات رئاسية وعامة في يونيو 2023.
وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب لأول مرة في 2018، رئيساً للبلاد في يونيو اعتباراً من الدورة الأولى بحصوله على 56,17% من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية.
لكن المراقبين الأجانب نددوا بالعملية الانتخابية مشيرين إلى "نقص في الشفافية وكذلك بأعمال عنف وترهيب".
واعتبر حزب المعارضة الرئيسي، حزب "مؤتمر عموم الشعب" الانتخابات الرئاسية وكذلك الانتخابات التشريعية والمحلية، "مزوّرة"، وقرر مقاطعة البرلمان والمجالس المحلية.
وتوصلت الحكومة وحزب المعارضة أخيراً إلى اتفاق في أكتوبر بوساطة رابطة الكومنولث والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
وفي هذا الإطار، وافق حزب المعارضة على إنهاء مقاطعته مقابل وقف الاعتقالات والقضايا القانونية التي تحركها بحسب قوله، اعتبارات سياسية.
وفي مطلع أغسطس، أكدت شرطة سيراليون أنها أوقفت العديد من الأفراد بينهم ضباط في الجيش، "كانوا يخططون لتنفيذ هجمات عنيفة"، بعد عام من أعمال شغب دامية وقعت في أغسطس 2022، وخلفت أكثر من ثلاثين ضحية.