الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز يسعى لتشكيل ائتلاف لقيادة الحكومة

تعهدات فيلدرز بحظر المساجد والقرآن قد تعيق طموحه لقيادة هولندا

time reading iconدقائق القراءة - 4
اليميني المتطرف جيرت فيلدرز يلوح لأعضاء حزبه في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية، لاهاي. 23 نوفمبر 2023 - Reuters
اليميني المتطرف جيرت فيلدرز يلوح لأعضاء حزبه في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية، لاهاي. 23 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

قال السياسي اليميني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، إنه سيعدل من مواقفه المتشددة لإقناع أحزاب أخرى في البرلمان لدعمه لتولي منصب رئاسة الوزراء.

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن فيلدرز الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة في هولندا، والمعادي للإسلام، هدأ من تعهداته بحظر القرآن والمساجد في هولندا، وقال إنه سيواصل "تعديل سياسته"، فيما يستأنف مبعوثه محادثات بناء تحالف سياسي يمكنه من تولي الحكومة.

وكتب فيلدرز على موقع "إكس" السبت: "اليوم، غداً، أو اليوم الذي يليه.. سأصبح رئيساً لوزراء هذا البلد الجميل".

وفاز حزب فيلدرز (الحرية) بأكثر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولكنه يحتاج إلى حزبين آخرين على الأقل للدخول في تحالف معه للفوز بأغلبية في البرلمان، وتشكيل حكومة.

ومن المتوقع لدى الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الأسبوع المقبل، فوز حزب فيلدرز بـ37 مقعداً في البرلمان الذي يضم 150 مقعداً.

الحزب الحاكم لن ينضم لفيلدز

واستبعد حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي مارك روته، والذي حل ثالثاً في الانتخابات الانضمام إلى حكومة يقودها فيلدرز، ولكنه قال إنه سيدعم حكومة يمين وسط، من خارجها.

الشريك المحتمل الآخر لفيلدرز هو حزب يمين الوسط "حزب العقد الاجتماعي الجديد" NSC، والذي يتوقع فوزه بـ20 مقعداً، وحل رابعاً ليصبح رابع أكبر قوة سياسية في البلد، بعد تشكيله في أغسطس الماضي.

ويتشارك الحزب معظم انتقادات فيلدرز للنخبة السياسية التي حكمت البلد خلال الـ13 عاماً التي قاد فيها مارك روته هولندا.

ولكن زعيم الحزب بيتر أومتزجيت، وهو نائب مسيحي ديمقراطي سابق، قال إنه لن يدخل في حكومة مع فيلدرز إلا إذا تخلى عن سياساته غير الدستورية مثل حظر القرآن والمساجد.

ويختلف الحزب مع فيلدرز بشأن السياسة تجاه الاتحاد الأوروبي، ففي البيان التأسيسي لحزبه، وعد فيلدرز بعقد استفتاء على عضوية هولندا في الاتحاد الأوروبي، فيما يستبعد أومتزجيت خروج هولندا من الاتحاد.

مباحثات التحالف

ومن المتوقع أن يلتقي حزب العقد الاجتماعي الجديد مع مبعوث فيلدرز السيناتور عن حزب الحرية، جوم فون سترين، والذي عين لقيادة مباحثات استكشافية لعقد تحالف سياسي لقيادة البلاد.

ووجه فيلدرز انتقادات لاذعة للسياسيين الذين "ظنوا أنهم يمكنهم تهمش حزب الحرية سياسياً".

وقال إن إحباط محاولاته لتولي رئاسة الوزراء ستكون "خيانة للديمقراطية"، وقال إنه فتح بفوزه "حقيبة سياسية من الألاعيب".

وكتب على "إكس": "إذا لم تمنح لنا الفرصة لترجمة صوتنا والتفويض الديمقراطي الذي منحنا إياه الناس، إلى مسؤولية تنفيذية، فسوف نصبح أكبر فأكبر فأكبر. لأننا الجني الذي خرج من الزجاجة، ولن نعود إليها".

مهاجرين وطالب لجوء

وزعم فيلدرز أن فوزه في الانتخابات لم يكن فقط بسبب السخط على أعداد المهاجرين الذين توافدوا إلى البلد، وبلغ عددهم العام الماضي 220 ألفاً، في بلد تعداده 18 مليوناً.

وقال إن مشكلات أخرى مثل: "عدد كبير من طالبي اللجوء، ومنازل شحيحة، وقدرة شرائية ضعيفة، ورعاية صحية فقيرة"، ضمن أسباب انتخاب حزبه.

وخلال حملته الانتخابية تحدث أومتزجيت عن تلك القضايا، وتعهد بالحد من أعداد المهاجرين سنوياً إلى 50 ألفاً.

حل بديل

وإذا رفض حزب العقد الاجتماعي الجديد الدخول في تحالف انتخابي مع فيلدرز، فقد ينضم إلى حكومة يقودها العمال والخضر، مع تولي فرانس تيمرمانس منصب رئاسة الوزراء.

ويتوقع أن يحصل حزب دينك، وهو حزب يدافع عن حقوق المهاجرين، على 3 مقاعد في البرلمان، وقال الحزب إنه سيعارض حكومة يقودها فيلدرز، مشدداً على أنه لا يعتقد أن الأخير غير من قناعاته.

وقال زعيم الحزب ستيفان فون بارل: "لا يمكننا أن نسلم البلد إلى شخص يريد حرمان أكثر من مليون مسلم من حقوقهم".

وحتى الآن، فإن حزباً واحداً صغيراً مناهض للمؤسسة السياسية في البلاد، وهو حركة المواطن المزارع، والذي يتوقع أن يفوز بـ7 مقاعد، هو الوحيد الذي قال إنه منفتح على الانضمام إلى حزب الحرية (فيلدرز).

وعادة ما تستغرق محادثات تشكيل التحالفات في هولندا وقتاً طويلاً، واستغرقت تلك المحادثات 299 يوماً بعد انتخابات 2021.

تصنيفات

قصص قد تهمك