امتدت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة ليوم خامس، الثلاثاء، بعد تبادل الجانبين للأسرى بموجب اتفاق أصلي مدته 4 أيام، فيما يستعد الطرفان ليوم خامس من التبادل، وسط جهود دبلوماسية تبحث زيادة تدفق المساعدات للقطاع الذي يقطنه أكثر من 2.3 مليون شخص.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة "تلقت قائمة بأسماء الأسرى الذين من المتوقع إطلاق سراحهم الثلاثاء". وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن "القائمة تضم 10 أسرى"، علماً أن إسرائيل قالت في وقت سابق، إنها ستمدد الهدنة يوماً واحداً، مقابل كل 10 رهائن آخرين يُطلق سراحهم.
وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت على إضافة 50 أسيرة فلسطينية إلى قائمتها للفلسطينيين المحتمل أن تطلق سراحهم، إذا أُفرج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين.
وسمح اتفاق الهدنة الأصلي بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة، حيث يواجه السكان المدنيون نقصاً في الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.8 مليون من سكان القطاع نازحين داخلياً.
وفي هذا السياق، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة لإسرائيل والضفة الغربية والإمارات هذا الأسبوع، لمناقشة استمرار تدفق المساعدات إلى غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وكذلك المبادئ الأميركية لمستقبل غزة والحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفق بيان للخارجية الأميركية.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية في وقت سابق لوكالة "رويترز"، إن "بلينكن سيناقش ما تريد واشنطن رؤيته في غزة إذا تمكنت إسرائيل من القضاء على حماس".
وستكون هذه الزيارة الثالثة لبلينكن إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر، حيث يسعى للمساعدة في ضمان عدم اتساع نطاق الصراع، وإطلاق سراح الأسرى وتسليم المساعدات إلى قطاع غزة.
التمديد "ليس كافياً"
بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التمديد بأنه "بصيص من الأمل والإنسانية"، لكنه اعتبر أن "يومين إضافيين ليس وقتاً كافياً لتلبية احتياجات المساعدات في غزة".
وقال جوتيريش في حديث للصحافيين: "آمل بشدة أن يمكننا ذلك (تمديد الهدنة) من زيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يعانون بشدة، مع العلم أنه حتى مع هذا القدر الإضافي من الوقت، سيكون من المستحيل الوفاء بكل احتياجات سكان القطاع، وهم في أمس الحاجة إليها".
وكانت قطر، التي سهلت مع مصر محادثات غير مباشرة بين الجانبين، أعلنت اتفاقاً على تمديد الهدنة الأصلية البالغة أربعة أيام لمدة يومين، بعد أن كان من المقرر أن تنتهي الاثنين.
وقالت سفيرة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد سيف آل ثاني، بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لدينا تمديد (...) يومان إضافيان"، مضيفة أن الجانبين سيفرجان عن المزيد من الأشخاص، فيما وصفت الخطوة بأنها "إيجابية للغاية".
وقال مسؤول في "حماس"لـ"رويترز"، إنه تم الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة يومين آخرين بنفس شروط الهدنة السابقة.
69 أسيراً إسرائيلياً مقابل 150 فلسطينياً
ومنذ بدء الهدنة المؤقتة، الجمعة، تطلق حماس يومياً سراح بعض الأسرى لديها، بينما تفرج إسرائيل عن بعض الأسرى الفلسطينيين. وأعلنت إسرائيل، الاثنين، أن 11 من مواطنيها عادوا من قطاع غزة، ليصل إجمالي عدد الأسرى الإسرائيليين والأجانب الذين أفرجت عنهم "حماس" منذ الجمعة إلى 69.
بدورها، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها أطلقت سراح 33 فلسطينياً من سجن "عوفر" في الضفة الغربية المحتلة، ومن مركز احتجاز في القدس، ليصل إجمالي الفلسطينيين المفرج عنهم منذ الجمعة إلى 150.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن العدد الإجمالي للأسرى الذين ما زالوا في غزة حتى الاثنين، يصل إلى 184، من بينهم 14 أجنبياً و80 إسرائيلياً يحملون جنسيات أخرى.
وقال نتنياهو مطلع الأسبوع، إنه بمجرد انتهاء الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس والتأكد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه، وبالطبع تحرير جميع الأسرى".
وسُويت مناطق واسعة من قطاع غزة بالأرض جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، وظهرت أزمة إنسانية مع نفاد إمدادات الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.