أظهرت المناقشات التي استضافتها الدوحة، الثلاثاء، توافقاً بين المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن العمل على تمديد فترة الهدنة المؤقتة في غزة، من أجل إطلاق سراح مزيد من الأسرى، وفق ما نقلت شبكة "CNN" عن مصدر مطلع على المحادثات.
وأضاف المصدر أنه إذا سارت الأمور على ما يرام في اليوم السادس من الهدنة، وتم تقديم قائمة الأسرى الـ10 الذين سيتم إطلاق سراحهم في اليوم التالي، فإن تمديد الهدنة لمدة 24 ساعة أخرى "ممكن".
وقالت مصادر للشبكة الأميركية إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز، الذي سافر إلى المنطقة للمشاركة في المناقشات حول الخطوات التالية في الهدنة بين إسرائيل و"حماس"، شارك في مناقشات مع نظرائه حول توسيع فئة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في النهاية، بما في ذلك الرجال والجنود الإسرائيليين.
ويعتقد المفاوضون أن هناك ما يكفي من النساء والأطفال في الحجز داخل غزة، لتمديد الهدنة ليومين إضافيين، قبل الحديث في وقت لاحق عن الجنود الأسرى لدى حركة "حماس".
وفي الإطار، اجتمع كل من مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، لاستخدام تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" كأساس لإحراز المزيد من التقدم، وفق "رويترز".
والتقى رئيس الموساد ديفيد بارنيع، ووليام بيرنز والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد يوم واحد من إعلان قطر تمديد اتفاق الهدنة ليوميين إضافيين، حيث كان الاتفاق الأصلي لأربعة أيام، وكان من المقرر أن ينتهي الاثنين.
اتفاق محتمل
وذكر مصدر مطلع على المحادثات لـ"رويترز"، أن الاجتماع استهدف "تعزيز التقدم الذي تحقق من خلال الاتفاق على تمديد الهدنة الإنسانية، وبدء المزيد من المناقشات حول المرحلة التالية من اتفاق محتمل"، مضيفاً أن نتائج المحادثات، التي حضرها مسؤولون مصريون "لم تتضح بعد"
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته للوكالة، إن مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، يزور الدوحة "لعقد اجتماعات حول الصراع بين إسرائيل وحماس ومناقشات بشأن الأسرى"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وأوضح المصدر أن المسؤولين ناقشوا "المعايير المحتملة لمرحلة جديدة من اتفاق التهدئة، بما في ذلك إطلاق حماس سراح الأسرى من الرجال أو العسكريين، وليس النساء والأطفال فقط، فضلاً عن التطرق لما قد يكون ضرورياً للتوصل إلى وقف إطلاق نار يستمر لأكثر من بضعة أيام".
ومنحت الهدنة قطاع غزة أول فترة راحة من القصف الإسرائيلي الذي استمر 7 أسابيع، والذي أدى إلى سقوط أكثر من 16 ألف ضحية، نحو 40% منهم أطفال.
ومنذ بدء الهدنة المؤقتة، الجمعة، تطلق "حماس" يومياً سراح بعض الأسرى لديها، بينما تفرج إسرائيل عن بعض الأسرى الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع الأسبوع الجاري، إنه بمجرد انتهاء الهدنة "سنعود بكامل قوتنا لتحقيق أهدافنا: القضاء على حماس، والتأكد من عدم عودة قطاع غزة إلى ما كان عليه، وبالطبع تحرير جميع الأسرى".
وسُويت مناطق واسعة من قطاع غزة بالأرض جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، وظهرت أزمة إنسانية مع نفاد إمدادات الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.