الخلافات بشأن "ملف الأسرى" تهدد استمرار الهدنة في غزة

إسرائيل: 10 أسرى أحياء مقابل كل يوم هدنة

time reading iconدقائق القراءة - 6
أسيرة إسرائيلية تحيي عناصر من "كتائب القسام" بعد إطلاق سراحها في قطاع غزة. 29 نوفمبر 2023 - Reuters
أسيرة إسرائيلية تحيي عناصر من "كتائب القسام" بعد إطلاق سراحها في قطاع غزة. 29 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

اتفقت إسرائيل وحركة "حماس"، الخميس، على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة ليوم إضافي، وسط خلافات بين الطرفين بشأن "الأسرى الأحياء" تهدد باستئناف الحرب، فيما طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بـ"تقليص منطقة القتال في أي هجوم على جنوب غزة".

وقالت قطر، التي تتوسط في مفاوضات الهدنة، إن الطرفين اتفقا على تمديد الاتفاق ليوم واحد، بنفس الشروط السابقة، وهي "وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية".

وتشترط إسرائيل تمديد الهدنة يوماً واحداً مقابل إطلاق "حماس" سراح "10 أسرى أحياء"، وفق مارك ريجيف، كبير مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال ريجيف لشبكة "CNN" الأميركية، الخميس، إن موقف إسرائيل بشأن أي تمديد للهدنة الإنسانية "واضح تماماً"، مضيفاً أنه "مقابل كل يوم تمديد، تطلق حماس سراح 10 أسرى أحياء".

وترفض "حماس" أن يشمل الاتفاق الحالي أياً من الأسرى الجنود أو الرجال، وتقول إن التفاوض بشأنهم يجب أن يكون في اتفاق مختلف.

وأوضح القيادي في "حماس" محمود مرداوي لوكالة أنباء العالم العربي، أن "كل مرحلة لها مقتضياتها، وكل صنف من الأسرى والمحتجزين له متطلباته وشروطه"، مضيفاً أن "المحتجزين الإسرائيليين ضمن الصفقة الحالية كنا نريد إطلاق سراحهم منذ البداية، لكن إسرائيل رفضت".

عرض "حماس" وموقف إسرائيل

وقبل إعلان الاتفاق، قالت حركة "حماس" إن إسرائيل رفضت عرضها بالإفراج عن 7 نساء وأطفال، بالإضافة إلى جثث 3 آخرين، كانوا لقوا حتفهم "في قصف إسرائيلي".

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن القائمة الجديدة "تشمل 8 نساء وأطفال، وليس 10 مثلما كان في الأيام الماضية".

وأشارت "حماس" إلى أنها لا تملك في الحجز مزيداً من النساء والأطفال، كما أن بعض الأسرى تحتجزهم فصائل أخرى مثل "حركة الجهاد".

وقال المسؤول الإسرائيلي لـ"أكسيوس" إن الروسيتين اللتين تحملان الجنسية الإسرائيلية، وتم الإفراج عنهما، الأربعاء، "من جانب واحد" من قبل "حماس"، كبادرة من الحركة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "سيتم احتسابهن كجزء من الإفراج الخميس". 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تلقي قائمة بأسماء النساء والأطفال الذين يمكن إطلاق سراحهم مساء الخميس "قبل الساعة السابعة صباحاً بقليل".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن القائمة وصلت بعد أن رفع الجيش حالة التأهب، استعداداً لاستئناف محتمل للأعمال القتالية.

في المقابل، وقبل وقت قصير من انتهاء الهدنة، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها طلبت من مقاتليها "البقاء على جاهزية قتالية عالية في الساعات الأخيرة من التهدئة تحسباً لتجدد القتال"، مؤكدة البقاء على هذه الجاهزية إلى أن يصدر بيان رسمي يؤكد تمديد الهدنة.

بلينكن: الهدنة تؤتي ثمارها

ووسط مفاوضات الهدنة المؤقتة، التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، صباح الخميس، في ثالث زيارة يجريها للمنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقال بلينكن خلال لقاء الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في تل أبيب، الخميس، إن الهدنة بين في غزة "تؤتي ثمارها" في ظل إطلاق سراح المحتجزين في القطاع ودخول المساعدات الإنسانية، وعبر عن أمله في استمرارها.

وفي خضم الزيارة، قال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بتقليص منطقة القتال، وتوضيح الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون بحثاً عن الأمان خلال أي عملية إسرائيلية في جنوب قطاع غزة، لمنع تكرار ما حدث في شمال القطاع من سقوط عدد هائل من الضحايا.

ويناشد المسؤولون الأميركيون، بدءاً من الرئيس جو بايدن، ووزارتي الخارجية والدفاع، إسرائيل بتبني نهج أكثر حذراً إذا وسع الجيش الإسرائيلي هجومه لجنوب القطاع.

وقال المسؤولان الأميركيان، إن واشنطن "تتفهم رغبة إسرائيل في القضاء على مقاتلي (حماس) في جنوب غزة، لكنها تعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الحذر في المنطقة المكتظة بالسكان".

وزعم أحد المسؤولين أن "العديد من المخططين الرئيسيين لهجمات 7 أكتوبر، موجودون في جنوب غزة"، لكنه أشار إلى أن "مئات الآلاف من المدنيين فروا إلى الجنوب، بناء على طلب إسرائيل، وعليه نعتقد أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تمضي قدماً إلا بعد أن يأخذ التخطيط العملياتي في الاعتبار وجود العديد من الأبرياء".

ولفت المسؤول إلى أن التخطيط يجب أن يشمل "استخلاص الدروس من العمليات التي أجريت في الشمال لتعزيز حماية المدنيين الأبرياء، بما في ذلك أمور مثل تقليص منطقة القتال وتوضيح المناطق التي يمكن للمدنيين اللجوء إليها".

وقال المسؤول الثاني إنه "عندما كانت إسرائيل تخطط لهجومها على شمال غزة، نصح المسؤولون الأميركيون الإسرائيليين باستخدام قوة أصغر مما كان مخططاً له، وتوخي الحذر في ما يتعلق بالتكتيكات والتحركات وحجم الوحدات وقواعد الاشتباك".

وأوضح المسؤول أنهم "ما زالوا في مرحلة التخطيط للجنوب، ونحن نحثهم على أخذ ذلك في الاعتبار في تخطيطهم".

وأشار المسؤولان إلى أن "الولايات المتحدة ترغب في أن يتأكد الإسرائيليون من أنهم يعرفون أماكن تواجد المدنيين، والتركيز على أهداف بعينها تكون عالية القيمة، والتأكد من أنهم يستهدفون مواقع محددة، وليس شن ضربات عشوائية".

تصنيفات

قصص قد تهمك