حصري
سياسة

الرئيس العراقي لـ"الشرق": لا توجد أزمة دولار.. وإقالة الحلبوسي أمر قضائي

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي-الشرق

نفى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد وجود "أزمة دولار" في بلاده، وأكد في مقابلة خاصة مع قناة "الشرق" تُبث كاملة لاحقاً، أن إقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي "قرار قضائي، ويحدث في الدول الديمقراطية".

وأضاف رشيد أن المحكمة الاتحادية العليا اتخذت قرارها في قضية إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب "بناء على القوانين"، مشيراً إلى أن الحلبوسي قَبل القرار.

وتابع الرئيس العراقي: "الآن بدأنا مرحلة جديدة لملء مقعد رئيس النواب عبر انتخاب مرشح من أعضاء البرلمان، وهناك حالياً نائب أول، ونائب ثانٍ لرئيس البرلمان لتسيير الأمور، وفي الأجواء الديمقراطية هذه أمور طبيعية".

الاقتصاد والأمن

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي للبلاد، وزياراته الأخيرة إلى أذربيجان وأرمينيا، شدد الرئيس العراقي على "الحاجة إلى استقطاب الاستثمارات من مختلف الدول الصديقة".

وقال: "وضْع العراق الآن جيد من الناحية الأمنية، وهذا ينعكس بشكل كبير على الاستقرار الاقتصادي، فقد عانينا حتى سنوات قليلة مضت من تداعيات عدم الاستقرار الأمني على الاقتصاد. ونحن مستعدون لتنفيذ برنامج الحكومة الذي يهدف إلى تحسين البنية التحتية في المجالات كافة، بما في ذلك الطاقة والمياه والإسكان والطرق والجسور وغيرها".

وتابع: "في الوقت نفسه، ينصب تركيزنا على تقديم الخدمات للشعب العراقي، إذ تعاني البلاد من حالة إهمال قديمة، والحكومة تتعامل بجدية لتحسين الوضع الخدمي من ناحية التعليم والصحة والزراعة والمجالات الأخرى. ونشجع التعاون مع المستثمرين، والبدء في مشاريع الطاقة والمياه والزراعة، لا سيما أن ميزانية العراق الآن أفضل من السابق".

ورداً على ما يثار بشأن أزمة الدولار في العراق، أكد رشيد أنه لا توجد أزمة دولار، وأن المسألة تتعلق بتغيّر سعر صرف الدولار من حين إلى آخر.

وأردف بقوله: "حتى فترة زمنية قريبة كانت الأسواق العراقية مفتوحة لأي عملة أجنبية، وهذا لا يساعد العملة العراقية، ولذلك اتخذنا بعض الإجراءات لتعزيز قوة الدينار والسيطرة على السوق".

وأكد الرئيس العراقي أن الوضع الاقتصادي لبلاده جيد، سواء على المستوى العام أو على مستوى الفرد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هناك مشاكل تتعلق بالبطالة وغيرها: "نأمل تحسين الأوضاع، وتشجيع القطاع الخاص للمساهمة في توفير فرص العمل لخريجي الجامعات".

لا عودة للقوات الأميركية للعراق

وفي سياق منفصل، أكد رشيد أن القوات الأميركية لن تعود أبداً إلى العراق، مشيراً إلى أن الاتفاقيات المشتركة بين بغداد وواشنطن تنص على "التعاون في محاربة الجماعات المتطرفة".

وأضاف رشيد أن "لدينا اتفاقيات مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي، والآن معظم أنشطتهم مركزة على تدريب القوات الأمنية العراقية، ومحاربة تنظيم داعش في بعض المناطق الحدودية".

وعن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قال الرئيس العراقي: "نشعر بألم ونحن نشهد المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وندين العدوان المستمر على أهالي غزة وقتل الأطفال، ونطالب بوقف القتال واستمرار المفاوضات لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بشكل عام".

وأضاف: "نحن في العراق على المستوى الشعبي والحكومي ورئاسة الجمهورية مع الشعب الفلسطيني، وهذا موقفنا دائماً". وتابع: "نؤيد نيل الشعب الفلسطيني كل حقوقه، بما في ذلك بناء دولته المستقلة التي تنص عليها قرارات الأمم المتحدة".

"حان وقت التنفيذ"

وبشأن مشاركته في مؤتمر "COP 28" في دبي، أشار الرئيس العراقي إلى أنه حضر بشكل شخصي عدداً من المؤتمرات السابقة عن البيئة التي تناقش مستقبل العالم في هذا الصدد، على غرار مؤتمر "COP 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية العام الماضي.

وتابع: "هذه المؤتمرات ضرورية ومهمة، لكن أرى أنه حان الوقت لتنفيذ الاقتراحات والتوصيات، ومساعدة الدول التي ليس لديها الإمكانيات لتنفيذ مشاريع تسهم في حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، لأن هذه القضية ليست آنية فحسب، بل ترتبط بمستقبل الأجيال القادمة، ومسؤوليتنا أن نهتم بها".

وشدد رشيد على أهمية "التفكير بحلول جذرية للحفاظ على البيئة، بما في ذلك التعاون بين الدول. وأضاف: "هذه القضية عالمية، ولذلك من الضروري التركيز على البيئة من المراحل الأولية في الدراسة، وفي المجتمع، ومن دون إيجاد الحلول ستكون المشاكل أكثر تعقيداً وسلبية في المستقبل".

قضية المياه مع إيران وتركيا

وفيما يتعلق بقضية المياه بين العراق، وإيران وتركيا من جهة أخرى، قال الرئيس العراقي: "مفاوضاتنا مع إيران وتركيا مستمرة. هما جارتان شقيقتان وعلاقاتنا ممتازة من النواحي كافة".

وأضاف أن "مشكلة المياه عالمية ولا تقتصر على العراق فقط، وذلك في ضوء التغيرات المناخية وزيادة عدد السكان، ففي العراق هناك ما لا يقل عن 40 مليون نسمة، وهذا العدد يحتاج إلى المزيد من المياه والزراعة".

وتابع: "نأمل أن تفضي المفاوضات إلى إيجاد حلول، وبموازاة العمل على ملف المياه مع الجيران، يجب أن نُكثف الجهود المحلية لتحسين إدارة الموارد المائية في العراق، حيث للأسف الشديد تأثرت الموارد المائية بدرجة كبيرة نتيجة إهمال الحكومات السابقة، ولا يزال هناك هدر كبير للمياه، وهو ما يجب وقفه، إلى جانب الاهتمام بتحسين ظروف الزراعة. أما بالنسبة للعلاقة مع جيراننا فيجب أن تتحسن، لأن معظم مصادر المياه في العراق تأتي من خارجه".

وأشار رشيد إلى أن وزارات الزراعة، والبيئة، والموارد المائية، لديها خطط لتحسين البنية التحتية، على غرار إيجاد أفضل طرق الري، وتخزين كميات كبيرة من المياه، سواء من نهري دجلة والفرات، أو تلك التي تأتي من الأمطار.

واعتبر أن افتتاح الجناح العراقي في مؤتمر المناخ خطوة جيدة، وقال: "نعاني في العراق من مشاكل بيئية على غرار التلوث والتصحّر، حيث تعرّض هذا الملف للإهمال فترة طويلة، ويجب أن نجري تحسينات في التربة والمياه والهواء، ونتعاون مع دول المنطقة. كما لدينا منطقة الأهوار ذات الأهمية التاريخية والبيئية، ليس على العراق فقط، بل على المنطقة أيضاً، وتحتاج إلى إصلاحات".

الانفتاح على الإقليم

وتناول الرئيس العراقي انفتاح بلاده على محيطه العربي والإقليمي، وعلى المستوى الدولي. وقال: "خطواتنا في هذا الإطار إيجابية وجيدة، وأنا مسرور بأن علاقاتنا مع كل الدول العربية والإقليمية جيدة وقوية، حيث نتبادل الوفود وزيارات الدبلوماسيين والمسؤولين".

وأضاف: "في الأسابيع الماضية زرت عدداً من البلدان. ودائماً ما تنقل لنا دول الجوار تمنياتها أن يستعيد العراق دوره الريادي ومكانته التاريخية والجغرافية والاقتصادية في المنطقة".

وتحدث الرئيس العراقي لـ"الشرق" عن ذكرياته في السعودية، حيث سافر إليها بعد حصوله على شهادة الهندسة قبل 40 عاماً، وعمل في عدد من مشاريع التنمية.

وأشاد بالتطورات التي تشهدها المملكة، قائلاً: "أهنئ السعودية على التطور الكبير من ناحية البنية التحتية والبيئة والزراعة والاتصالات وغيرها من المجالات".

تصنيفات

قصص قد تهمك