قال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، الخميس، إن فريقاً عسكرياً بريطانياً يعمل على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن بريطانيا ترى في تولي سلطة فلسطينية الحكم في القطاع "حلاً محتملاً"، حسبما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقال وزير الدفاع البريطاني لصحيفة "التايمز"، إن "فريق الدعم البريطاني موجود في رام الله منذ أكثر من عشر سنوات، وأن بريطانيا ستنظر في زيادة قدرتها على مساعدة السلطة الفلسطينية"، كما أضاف أن بلاده تنسّق مع الولايات المتحدة للمساعدة في تأهيل قدرات وإمكانات السلطة الفلسطينية، "حتى تكون قادرة على تولي الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب".
واسترسل قائلاً: "يجب أن تتولى السلطة الفلسطينية، مسؤولية حكم وإدارة غزة بعد الحرب، وذلك من أجل تحسين حياة الفلسطينيين والإسرائيليين معاً"، مشدداً على أنه "عندما يحدث شيء فظيع، فإن ما يتعين فعله هو الحصول على شيء أفضل مما كان هناك من قبل"، وفق تعبيره.
وتأتي تصريحات شابس، بعد زيارته إلى رام الله، الخميس، ولقائه بمسؤولين في السلطة الفلسطينية، من بينهم وزير الداخلية، زياد هب الريح.
ونقلت "التايمز" عن وزير الدفاع البريطاني قوله: "أحد أسباب زيارتنا إلى رام الله للتحدث مع السلطة الفلسطينية، هو فهم قدرتها وإمكاناتها"، مضيفاً أن "الفريق البريطاني سيعمل مع الأميركيين للمساعدة في تحسين قدراتها وكفاءتها".
وعن مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قال وزير الدفاع البريطاني: "الحل المرجح يكمن في سلطة فلسطينية تكون قادرة على مستوى من الحكم يتطلب قدراً هائلا من المساعدة والدعم الدوليين"، مؤكداً في نفس السياق أنّه لم يتم الوصول إلى ذلك بعد.
وقال شابس مخاطباً وزير الداخلية الفلسطيني في رام الله: "علينا أن نستخدم هذه الأزمة المروعة لتحسين أمن الإسرائيليين وحياة الفلسطينيين وسبل عيشهم. وأعتقد أنكم تفعلون ذلك من خلال تشكيل تحالف دولي تقوده الدول العربية فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة وكذلك الشؤون الإدارية".
اختلاف في الرؤى
وخلال الأسبوع الجاري، نقل مسؤولان أميركيان، أن إسرائيل تبدي استعداداً أكبر لمناقشة الخطط الخاصة بغزة ما بعد الحرب، مؤكدين أن واشنطن تريد تجنب حدوث أي فراغ في الحكم والأمن في القطاع يسمح لحركة "حماس" بالنهوض مرة أخرى، حسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لـ "أكسيوس"، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن تناقشان مسألة غزة ما بعد الحرب منذ أسابيع، وإنه "لم يطرأ أي تغيير على مقاربة إسرائيل".
وأقر المسؤولون الأميركيون، بأنه "لا يزال هناك اختلافات بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية لغزة بعد الحرب"، خاصة فيما يتعلق بالدور الذي ستضطلع به السلطة الفلسطينية.
والثلاثاء، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، فكرة الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة ما بعد الحرب "منزوعة السلاح" هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي، وليس قوات دولية، على هذه العملية.
على الجانب الآخر قال أحد المسؤولين الأميركيين، إنه "لا أحد يعتقد أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي قادرة على إدارة غزة وتوفير الأمن فيها، ولكن لا أحد يرى أيضاً أن هناك بدائل في الوقت الراهن عن القيادة الفلسطينية في غزة بعد الحرب".