قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، في أعقاب محادثات مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، إن الحرب على غزة، ستشهد تحولاً إلى "التركيز على الاستهداف الدقيق" لقادة حركة "حماس".
وأضاف سوليفان، أنه أجرى مباحثات "بناءة جداً" مع الإسرائيليين بشأن "التحول من مرحلة الحرب عالية الكثافة" إلى "مرحلة أخرى تركز على تحقيق أهداف القيادة الإسرائيلية في التعامل مع تهديد (حماس)، عبر المعلومات الاستخباراتية"، موضحاً: "اتفقنا على أن محاربة (حماس) ستستغرق شهوراً، وستتم على مراحل".
وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، عن رغبة بلاده في "رؤية نتائج لنية إسرائيل تجنب سقوط مدنيين في غزة"، مشدداً على أنه "يجب أن تنتقل السيطرة على غزة إلى الفلسطينيين، ويتعين العمل على ذلك وفق جدول زمني".
وأكد سوليفان، أن الحكومة الإسرائيلية، "ليس لديها خطط طويلة الأجل لاحتلال غزة"، لكنه أشار إلى أن السلطة الفلسطينية "بحاجة إلى التجديد".
وبشأن عمليات النزوح القسري التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه على خلفية المعارك الدائرة منذ أكثر من شهرين، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، إن واشنطن "تعتقد أن الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من الشمال، يجب أن يتمكنوا من العودة والشعور بالأمن الحقيقي"، لافتاً إلى أن "أفضل طريقة لتحقيق تقارب مع إسرائيل بشأن حماية المدنيين في غزة، هي النقاش خلف الأبواب المغلقة".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، وكما قال الرئيس جو بايدن، فإن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حركة (حماس) التي ارتكبت أسوأ مجزرة بحق اليهود منذ الهولوكوست، وتحتجز النساء وتختبئ في الأنفاق".
وتابع: "الأمس واليوم التقيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والحكومة، ومجموعة من كبار المسؤولين وناقشنا هدفنا المشترك المتمثل في منع (حماس) من تهديد أمننا، وأن نتأكد من دعم إيصال المساعدات لأهالي قطاع غزة والإفراج عن مزيد من الرهائن".
وأردف: "كما استشرنا مصر، والأمم المتحدة، وشركاء إقليمين لإيصال المساعدات".
نقاشات بشأن الوقت والشروط
وعن الوقت المحدد لذلك التحول في مسار حرب إسرائيل على غزة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي: "لا يمكن تحديد الوقت والشروط؛ لأنها رهن النقاشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، مضيفاً: "واشنطن لا تملي شروطاً على إسرائيل، لكن الشراكة هي الطريق الأفضل لتحقيق الأهداف. كان لدينا نقاش بناء للانتقال إلى مراحل أخرى".
وبشأن نوع القذائف التي تزود الولايات المتحدة إسرائيل بها، قال سوليفان: "العمليات العسكرية المختلفة تتطلب ذخائر مختلفة ومتنوعة، ما يعني أن أسلوب القصف يختلف. تل أبيب قادرة على التمييز بين الأهداف لتحديد نوع الأسلحة بحيث نتأكد من أنها تمتثل للقانون الدولي".
وتطرق سوليفان إلى ملف تبادل الأسرى، مشيراً إلى أنه بحث المسألة مع رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد برنياع، مشدداً على أنه "يجب أن تتم بالتنسيق مع مصر والأمم المتحدة وقطر".
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، بشأن الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، إن بلاده "تعمل مع الشركاء لمواجهة التهديدات، وسنستمر في اتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل معها"، لكنه أردف: "الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون إيرانية، ويجب أن تتخذ خطوات بنفسها، لأنها تقوض الأمن والسلم الدوليين".
وأعلن سوليفان، أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، سيتوجه في جولة شرق أوسطية إلى إسرائيل والبحرين للعمل على "صياغة الرد الأفضل من خلال تحالف من الدول، وليس الولايات المتحدة فقط"، في إشارة إلى جهود واشنطن لتشكيل قوة بحرية مشتركة في البحر الأحمر للرد على الهجمات.
ويتوجه مستشار الأمن القومي الأميركي، في وقت لاحق، الجمعة، إلى الضفة الغربية، في إطار جولته الحالية بالشرق الأوسط.
ويلتقي سوليفان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، وقال مسؤول أميركي، إن سوليفان سيبحث الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية وكذلك "دعم القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، ومساعي تجديد السلطة الفلسطينية وتنشيطها، ومبادرات محاسبة المستوطنين المتطرفين عن ممارسة العنف ضد الفلسطينيين".
تأتي جولة سوليفان، بينما اقترب عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة منذ أكثر من شهرين، من 19 ألف فلسطيني، بينما تجاوز عدد الجرحى 51 ألفاً.
وزيارة سوليفان إلى إسرائيل هي الثانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر، وبعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي أعرب فيها عن رغبته في أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات ملموسة لوقف سقوط مدنيين في قطاع غزة، ومطالبته نتنياهو بتغيير مواقف حكومته المتشددة.