إسرائيل تبحث عن سيطرة على شمال غزة وسط دعم أميركي برفض وقف إطلاق النار

بايدن: لم أطلب وقف القتال.. ونتنياهو يؤكد استمرار الحرب لحين تحقيق أهدافها

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسط) أثناء تقييم الوضع الميداني في خان يونس مع رئيس القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان (يسار) وقائد اللواء 98 العميد دان جولدفوس (يمين). 23 ديسمبر 2023 - AFP
رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسط) أثناء تقييم الوضع الميداني في خان يونس مع رئيس القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان (يسار) وقائد اللواء 98 العميد دان جولدفوس (يمين). 23 ديسمبر 2023 - AFP
دبي-الشرقوكالات

يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة سعياً لتحقيق سيطرة كاملة على شمال القطاع، فيما ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن تقليص الهجوم الإسرائيلي على القطاع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أنه لم يطلب وقف إطلاق النار في غزة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حقق سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال قطاع غزة، مضيفاً على لسان متحدث كبير بأن قوات الجيش تستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع مع التركيز على الجنوب، حسبما نقلته وكالة "رويترز".

 وأوردت "رويترز" أن إسرائيل تأمر السكان بمغادرة المناطق الشمالية من قطاع غزة، لكن قواتها تقصف أيضاً أهدافاً في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع المحاصر.

وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع، السبت، والتي تضم أيضاً أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الضربات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة، وفق "رويترز".

ورغم الحديث عن مساعي الجيش الإسرائيلي للسيطرة على شمال قطاع غزة، لا يزال هذا الجيش نفسه يعلن عن سقوط جنوده في معارك بشمال غزة، ولا تزال رشقات صاروخية تنطلق من غزة باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، ما يعني أن كل هذا الهجوم الإسرائيلي، من البر والبحر والجو، لم يحقق أول الأهداف المباشرة المعلنة، وهي وقف قصف الصواريخ المنطلقة من غزة.

الدعم الأميركي لإسرائيل

ويأتي هذا في وقت ناقش فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بما في ذلك "أهدافها ومراحلها" والحاجة إلى حماية أرواح المدنيين وتأمين إطلاق سراح باقي الرهائن.

وذكر مكتب نتنياهو أنه "أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب لحين تحقيق كل أهدافها بالكامل".

وتواصل الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية، دعمها لها في الوقت الذي تعبر فيه عن القلق إزاء تزايد عدد الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يريدون ويتوقعون من إسرائيل أن تحول عملياتها العسكرية في قطاع غزة قريباً إلى مرحلة أقل كثافة يمكن خلالها تنفيذ المزيد من العمليات محددة الهدف التي تركز على قيادة "حماس" وبنيتها التحتية.

وقال بايدن للصحفيين: "لم أطلب وقف إطلاق النار"، كما قال مكتب نتنياهو إنه شكر بايدن على موقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي.

ورفض بايدن مناقشة معظم تفاصيل ما قال إنها "محادثته الطويلة" مع نتنياهو، واصفاً إياها بـ"الخاصة". وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن المكالمة استمرت حوالي 45 دقيقة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن إنهاء الحرب "في أسرع وقت ممكن" هو أولوية قصوى لإدارة بايدن في العام المقبل، حسبما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال بلينكن: "من الواضح أن هذا الصراع يحتاج إلى الانتقال إلى مرحلة أقل حدة"، مضيفاً: "نتوقع ونريد أن نرى تحولاً إلى عمليات أكثر استهدافاً للمدنيين في غزة".

وتوقع مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، الخميس، انخفاضاً في شدة الاستهدافات الإسرائيلية في قطاع غزة في يناير.

وقف إطلاق النار 

من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، الأحد، إن وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً وإطلاق سراح الرهائن.

وأضاف على منصة إكس: "لكي تصل المساعدات إلى المحتاجين، ويتم إطلاق سراح الرهائن وتجنب المزيد من النزوح، وقبل كل شيء، إيقاف الخسائر الفادحة في الأرواح، فإن وقف إطلاق النار الإنساني في غزة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً."

وقال إن "الحرب تتحدى المنطق والإنسانية، وتهيئ لمستقبل مليء بالكراهية ولسلام أقل."

وصول المساعدات

وأصدر مجلس الأمن، الجمعة، قراراً يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية "بشكل موسع وآمن ودون عوائق وتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية"، وذلك بعد أيام من الجدل لتجنب التهديد الأمريكي باستخدام حق النقض (فيتو).

وتم تخفيف نبرة القرار مقارنة بالمسودات السابقة التي دعت إلى إنهاء فوري للحرب المستمرة منذ 11 أسبوعاً وتخفيف سيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات؛ مما مهد الطريق أمام التصويت الذي امتنعت عنه الولايات المتحدة.

وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل، وقف إطلاق النار معتبرتين أن ذلك سيسمح لحركة "حماس" بإعادة تنظيم صفوفها وتسليحها.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية السبت أن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي تجاوز 20 ألفاً، ويعتقد أن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً.

وقالت إسرائيل، الأحد، إن 154 من جنودها سقطوا منذ أن بدأت اجتياحها البري للقطاع في 20 أكتوبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك