قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، إن انضمام حركة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية ممكن إذا استجابت الحركة لمجموعة من المطالب من بينها اعتبار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وذكر عباس في مقابلة مع قناة (أون) التلفزيونية المصرية، أن من بين هذه المطالب الموافقة على قرارات الشرعية الدولية وتطبيقها بالكامل، والذهاب في اليوم التالي للحرب للاتفاق من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.
كما تحدث عباس عن مطلب رابع يتعلق بتبني "المقاومة الشعبية"، قائلاً: "نحن في ظرف لا يسمح لنا بالمقاومة العسكرية، ولذلك نتبنى المقاومة الشعبية السلمية".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هذه المطالب طُرحت خلال لقاءات استضافتها مصر، وتم خلالها الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة.
وكان الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية اجتمعوا في مدينة العلمين المصرية في شهر يوليو الماضي.
وأضاف الرئيس الفلسطيني أنه عقب تلك الاجتماعات، عمل على إصدار بيان يعبر عن الآراء المطروحة كلها، وينص على مواصلة الحوار عبر لجنة متابعة تضم جميع الفصائل، حتى تلك التي كانت غائبة عن اللقاء، مؤكداً أن جهوده نحو المصالحة الفلسطينية "لم تتوقف إطلاقاً"، من أجل "وحدة وطنية" و"وحدة القرار الفلسطيني".
وأشار عباس إلى القرارات التي تم اتخاذها داخل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تنص على الالتزام بالشرعية الدولية، معتبراً أنه "لا يمكن إدخال أي طرف داخل المنظمة يرفض الشرعية الدولية".
وترى حركة "فتح" التي يقودها الرئيس عباس، أن المقاومة الشعبية السلمية مترافقة مع عمل دبلوماسي دؤوب على الساحة الدولية، خاصة في مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية، ووحدة وطنية داخلية، هي الوسائل الأكثر نجاعة في مواجهة هذه السياسات والإجراءات الإسرائيلية.
في المقابل، تعارض حركة "حماس" التي تتصدر قوى المعارضة، هذا الاتجاه وتطالب اعتماد مختلف أنواع المقاومة.
وترفض الحركة ومعها عدد من الفصائل مثل حركة "الجهاد" الاعتراف بالشرعية الدولية، لأنها تنطوي على اعتراف بإسرائيل. وتعارض أيضاً "حماس" المشاركة في حكومة وفاق وطني تلتزم بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.
جهود عربية لوقف الحرب
وقال الرئيس الفلسطيني إن "دولة فلسطين تشمل غزة والضفة والقدس"، مشيراً إلى أن "غزة تحتاج إلى عشرات المليارات لتعود وتعيش حياة جديدة".
وأضاف: "لدينا الكوادر والخطط لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي من الحرب".
وكشف عباس عن لقاء مرتقب بين مصر والإمارات وقطر والسعودية والأردن لـ"بحث جهود وقف العدوان الإسرائيلي"، و"مستقبل غزة ما بعد الحرب"، مشيراً إلى أنه "على اتصال دائم مع مصر وسامح شكري (وزير الخارجية المصري) والمخابرات".
وأضاف عباس: "أتواصل مع الرئيس السيسي من وقت إلى آخر، ولا خلاف بيننا على أي شيء، وهناك اتفاق في كل شيء".
وانتقد الرئيس الفلسطيني الموقف الأميركي والدعم اللامشروط لإسرائيل، قائلاً إن واشنطن "تتصدى بالفيتو لوقف القتال في قطاع غزة"، واعتبر أنه "لو أرادت أميركا بإشارة واحدة لإسرائيل فستوقف الحرب"، واصفاً ما يحدث على الأراضي الفلسطينية بـ"حرب إبادة".
وقال عباس إن "إسرائيل تريد أن تهجر الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية"، و"تدفعهم إلى سيناء"، بهدف "استقطاع أجزاء منها، وأميركا لا توافقها"، معتبراً أن "مخطط نتنياهو هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".