"الانفصال الاقتصادي".. مساع إسرائيلية لتحريك سفينة "الهجرة الطوعية" من غزة

البرغوثي: المخططات الإسرائيلية مجرد أحلام.. ولا تتجاوب معها دول كثيرة

time reading iconدقائق القراءة - 4
أطفال فلسطينيون يقفون في طابور لتلقي طعام تقدمه جمعية خيرية في رفح جنوب قطاع غزة. 14 ديسمبر 2023 - REUTERS
أطفال فلسطينيون يقفون في طابور لتلقي طعام تقدمه جمعية خيرية في رفح جنوب قطاع غزة. 14 ديسمبر 2023 - REUTERS
دبي-AWP

ينظر الفلسطينيون بقلق إلى خطوات إسرائيلية، يرون أنها كانت حتى وقت قريب "نظرية"، وباتت تتحول إلى واقع عملي، ومنها الانفصال الاقتصادي الكامل عن قطاع غزة، وخلق منافذ تؤدي في نهاية المطاف إلى خروج السكان من القطاع تحت وطأة الحاجة.

وحذرت الحكومة الفلسطينية، الأربعاء، مما قالت إنه مخطط إسرائيلي يسير بالاتجاه العملي لإنشاء ممر مائي لنقل المواد الغذائية من قبرص إلى قطاع غزة مباشرة، وليس من خلال المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.

وأعلن مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسة في رام الله، أن الممر المائي الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه يحمل أخطاراً على سكان قطاع غزة، وقال إن هذا الإصرار على الممر يعزز الشكوك في أهدافه.

ودعا مجلس الوزراء إلى إدخال المساعدات من خلال المعابر الحدودية، لا عبر ما وصفه بممرات تحمل "يافطة إنسانية" للتغطية على تمرير مخططات تتماشى مع أهداف ما سمّاها حرب الإبادة.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أبلغت قبرص بموافقَتها المبدئيةَ على تشغيل ممر بحري بين قبرص وقطاع غزة. وسلم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين رسالة إيجابية بهذا الشأن إلى وزير خارجية قبرص.

الممر البحري

وكانت اليونان وقبرص طرحتا في بداية الحرب مبادرة إنشاء الممر البحري، بعدما أعلنت إسرائيل أنها لن تكون مسؤولة عن الحياة المدنية في قطاع غزة.

ووفقاً لوزير الخارجية الإسرائيلي، فإن الغرض من إنشاء ممر بحري "هو الانفصال الاقتصادي التام عن غزة" وعدم العودة إلى الواقع الذي سبق هجوم السابع من أكتوبر.

وما يخشاه الفلسطينيون هو أن يتحول هذا الممر المائي إلى معبر لخروج السكان من القطاع في ظل إصرار إسرائيل على إنهاء تبيعة اقتصاد غزة لها.

ويطالب الفلسطينيون بتطبيق القانون الدولي، الذي يُلزم الدولة القائمة بالاحتلال بتحمل تبعات احتلالها لأي أرض.

وقال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين، الذي يسعى لدخول المعترك السياسي قريباً، الخميس، إنه يؤيد الانفكاك الاقتصادي عن قطاع غزة، مؤكداً في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية أنه "أمر ضروري".

وفيما يتعلق بمصير قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، وهو الأمر الذي يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناقشته حتى الآن مع المؤسسة العسكرية، قال كوهين: "علينا بناء وتجهيز شيء لا تكون إسرائيل مسؤولة عنه، وأنا لا أقترح تحمّل المسؤولية عن قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني نسمة، جائعين وعاطلين عن العمل ومرضى وجرحى وجاهلين جزئياً".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى بناء نوع من التحالف في المنطقة، ومن ثم تحالف دولي أوسع يتحمّل المسؤولية كما فعلوا مع بلدان اللاجئين ومناطق الحرب الأخرى، وإلا فسنجد أنفسنا مسؤولين وحدنا عن قطاع غزة".

مخطط التهجير

من جانبه، اعتبر مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، ما وصفه بمخطط نتنياهو للتهجير القسري قد فشل، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالتالي يذهب الآن إلى خطوات لتفعيل خيار الهجرة الطوعية.

وأضاف البرغوثي في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "يجب إفشال ما قاله نتنياهو عن الهجرة الطوعية ومحاولته إقناع دول معينة باستقبال لاجئين فلسطينيين".

وبحسب البرغوثي، فإن هذا المخطط لن ينجح؛ وقال "المخططات الإسرائيلية مجرد أحلام، ولا تتجاوب معها دول كثيرة".

وشدد الأمين العام للمبادرة الوطنية على أن "الهدف الإسرائيلي كان وما زال تطهيراً عرقياً لقطاع غزة بالقوة أو بالتدريج، وبعدها يتم الانتقال إلى مرحلة أخرى في الضفة الغربية. وبالتالي، المعركة ليست على حركة حماس".

ودعا البرغوثي، إلى ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة يشارك فيها كل فلسطيني لمواجهة المخططات الإسرائيلية.

وأضاف: "بعد أن أدرك الجميع أنهم مستهدفون، آمل أن ينضج هذا الواقع فعلاً على الأرض لتشكيل قيادة وطنية موحدة تصد المحاولات التي تستهدف الشعب الفلسطيني.

ويرى البرغوثي التأخر في تشكيل هذه القيادة جزءاً من تشجيع إسرائيل على شن حربها على قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك