قيادي بـ"حماس": حققنا مكاسب كثيرة بعد 7 أكتوبر.. ولا تفاوض قبل وقف حرب غزة

باسم نعيم: لدينا أوراق تمكننا من الاستمرار في الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 8
فلسطينيات يبكين عند أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة في فلسطين. 21 ديسمبر 2023 - AFP
فلسطينيات يبكين عند أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة في فلسطين. 21 ديسمبر 2023 - AFP
غزة-AWP

قال القيادي في حركة "حماس" باسم نعيم إن الفلسطينيين "حققوا الكثير في إطار المشروع الفلسطيني الاستراتيجي" بعد هجوم 7 أكتوبر، مشدداً على أنه لا تفاوض بشأن أي صفقة مع إسرائيل دون "وقف كامل وشامل لإطلاق النار في غزة".

ورداً على سؤال، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، عما تحقق للفلسطينيين بعد 7 أكتوبر، قال نعيم: "المعركة لم تنته بعد، لكن حتى هذه اللحظة تم تحقيق الكثير في إطار المشروع الفلسطيني الاستراتيجي: عرقلنا خطة الاحتلال بالسيطرة بالكامل على المسجد الأقصى، وتهويد القدس بالكامل وطرد السكان، وضم الضفة الغربية، وعزل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية وإبقائه في حالة حصار دائم، وشطب ملفي اللاجئين والأسرى".

وأضاف أن القضية الفلسطينية لم تعد موجودة على الأجندة الدولية في السنوات الأخيرة، وأن الولايات المتحدة بدأت تعيد ترتيب المنطقة بحيث تنسحب منها جزئياً لتركز على الصين "وتترك الكيان ليكون مركز إدارة المنطقة بالنيابة عنها، لكن كل هذه المخططات ضُربت في الصميم بعد الحرب الأخيرة، أو على الأقل تمت إعاقتها بشكل كبير".

واستطرد قائلاً: "هذه الحرب غيرت الصورة، التي رُسمت في ذهن العرب والعالم على مدار 70 عاماً، أننا أمام جيش لا يُقهر، واستخبارات تعرف كل شيء، وأن إسرائيل هي المكان الأكثر أمناً لأي يهودي حول العالم".

وأما "المكسب الثالث" لهذه الحرب فهو تغيير الرواية السائدة لدى مختلف دول العالم بحسب نعيم الذي قال: "كانت الرواية الصهيونية هي الرواية المسيطرة على وجهة النظر عند معظم الناس حول العالم، بسبب ما يملك اللوبي الصهيوني من أدوات سيطرة على الإعلام، واليوم بفضل السوشيال ميديا، هذه الرواية ضُربت بقوة".

لكنه قال إن الفلسطينيين دفعوا "ثمناً باهظاً، ولا يوجد شعب على الأرض، لا في فيتنام ولا في جنوب إفريقيا ولا في الجزائر، حقق الحرية عبر طريق مُعبَّد".

وأردف قائلاً: "هذه أول مرة منذ 75 عاماً، يوجّه الفلسطينيون بأيديهم وبإمكاناتهم ضربة قاصمة للكيان في صورته كدولة لا تُقهر وجيش لا يُقهر، برغم الإمكانات البسيطة والحصار".

المفاوضات ووقف إطلاق النار

وأكد قيادي حماس أنه لا تفاوض بشأن أي صفقة مع إسرائيل دون "وقف كامل وشامل لإطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى أن كل المقترحات التي تتداولها وسائل الإعلام بشأن إنهاء الحرب في القطاع هي حتى الآن مقترحات إسرائيلية.

وأضاف نعيم،  أن "موقفنا واضح، والعدو (الإسرائيلي) عليه الموافقة على وقف إطلاق نار شامل كبداية لعملية تتضمن إطلاق سراح الأسرى في مرحلة من المراحل"، مشدداً على أن "هذا لن يحدث دون وقف إطلاق نار شامل، يسبقه فتح المعابر وإدخال مساعدات".

وقال إن "الجيش الإسرائيلي لم يحقق شيئاً على الأرض، قال إنه سيدمر حماس، بينما الحركة (الفلسطينية) لا تزال تقاوم وتدمر ناقلات الجند، وتقتل عدداً منهم، كما قال إنه يريد تحرير الأسرى، وحتى الآن فشل في إطلاق سراح أي أسير دون مفاوضات مع الحركة، وقال أيضاً إنه سيرحّل السكان إلى سيناء، وحتى الآن لم ينجح، ولا يزال في شمال قطاع غزة آلاف المواطنين".

ومضى يقول: "العدو سيضطر في النهاية لوقف إطلاق النار لأننا نملك من الأوراق ما يمكننا من الاستمرار في الحرب، وفي إيقاع الخسائر بالعدو، حتى يُجبر على وقف إطلاق النار".

وفيما يتعلق بالمقترح المصري لوقف إطلاق النار، أكد نعيم أنه لا يزال قيد الدراسة، وأنه جاري العمل على تجهيز رد مفصل على هذا المقترح "لأن هناك معطيات تنظيمية تحتاج إلى وقت للتشاور مع قيادة الحركة في الداخل والخارج، ومتابعة الظروف الميدانية والأمور المتعلقة بالأسرى والمعابر، وبمرحلة ما بعد العدوان وإعادة الإعمار".

وأكد أن الإسرائيليين هم من يتواصلون مع الوسطاء من أجل الوصول إلى صفقة.

مرحلة ما بعد الحرب

وعن مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية، والذي أعلنت عنه حركة "حماس"، الخميس، قال نعيم: "هذا ليس اتفاقاً، هذا تصور لمرحلة ما بعد العدوان، ففصائل المقاومة توافقت على أحد الأشكال المقبولة لإدارة غزة والضفة الغربية عبر تشكيل حكومة وحدة تُمثل الكل الفلسطيني"، موضحاً أن هذه الحكومة ستكون على مرجعية فلسطينية جامعة.

كانت "حماس" قالت إنها اتفقت مع فصائل فلسطينية أخرى على "حل وطني" يقوم على تشكيل حكومة وحدة، مشددة على وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل.

وأضافت أن الفصائل الفلسطينية، التي تشمل أيضا حركة "الجهاد"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الديمقراطية"، عبّرت عن رفضها للسيناريوهات الإسرائيلية والغربية لما بعد الحرب في غزة.

وأكد أمين سر العلاقات في حركة "الجهاد" هيثم أبو الغزلان، في تصريحات سابقة لوكالة أنباء العالم العربي، أن مشاورات فلسطينية تجري حالياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مضيفاً: "تم الاتفاق على تشكيل حكومة متوافق عليها فلسطينياً، وستكون حكومة انتقالية وحكومة تكنوقراط تتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة في مرحلة ما بعد الحرب".

وعن اعتراض السلطة الفلسطينية على تشكيل حكومة تكنوقراط في غزة، قال نعيم: "نحن شعب يتمتع بديمقراطية عالية، السؤال هو من الذي سيقرر؟ إذا كانت السلطة تستطيع أن تقرر فلتقرر وتأتي إلى غزة.. لكن إذا كان عند السلطة ما يمكّنها من العودة إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية لإدارة الشأن الفلسطيني، فهذا أمر ثان".

وفيما يتعلق بإصرار إسرائيل على استبعاد "حماس" تماماً من حكم غزة، قال: "هذا شأن فلسطيني داخلي، وليس من حق الاحتلال أن يقرر ما المقبول وما غير المقبول، الفلسطينيون هم الذين يقررون، والحركة ليست مجموعة مسلحة هامشية، حماس منتخبة، وتُمثل أغلبية الشعب الفلسطيني".

وبشأن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش بأن إسرائيل لن تحوّل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، قال نعيم: "هذا ليس له علاقة بالحرب، هذه إحدى خطايا اتفاقية أوسلو واتفاقية باريس. والقيادة الفلسطينية التي وقّعت هذه الاتفاقيات رهنت حياة الشعب الفلسطيني بتفاصيلها اليومية كافة من أموال الضرائب إلى الكتاب المدرسي إلى الخروج على المعابر بإرادة الاحتلال".

وعن أولويات المرحلة المقبلة، قال إنها تتمثل في "فتح المعابر، وإغاثة وإيواء الناس بشكل عاجل، ثم إعادة الإعمار، وهذا بحاجة إلى تشكيل جسم حكومي يدير الشأن الفلسطيني العام، ويُمثل الجميع وينجز أهدافاً وطنية، وليست حزبية أو سياسية، وبعد ذلك تبدأ الحوارات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى والمسار السياسي للتخلص من الاحتلال".

إسرائيل أمام المحكمة

وأشاد نعيم بتقديم جنوب إفريقيا طلباً إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بأنه "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، قائلاً: "هذه خطوة مهمة جداً وكبيرة. هم يعتبرون أننا في معركة واحدة، ونظام الفصل العنصري الذي كان موجوداً هناك هو النظام نفسه الموجود الآن".

وأضاف: "هذه الخطوة لن تؤدي إلى وقف العدوان، لكنها خطوة مهمة في ردع الاحتلال وعزله، وبالتأكيد ستساعد على المدى البعيد على وقف العدوان وكبح جماح الاحتلال من أن يُكرر هذا العدوان".

وتابع بقوله: "فكرة الملاحقة مهمة ومؤثرة، وستنتهي بهزيمة إسرائيل، لأنها من دون الدعم الدولي لا يمكن أن تستمر".

تصنيفات

قصص قد تهمك