قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، إن سلسلة الهجمات الصاروخية الأوكرانية على مدينة بيلجورود الحدودية الروسية، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 20 وإصابة 111 آخرين كانت "عملاً إرهابياً" لن يمر دون عقاب، متوعداً بتكثيف الضربات على أهداف أوكرانية.
وأكد بوتين خلال لقاء مع جنود في مستشفى عسكري بموسكو، أن الهجمات "لن تمر دون عقاب"، مضيفاً: "سنكثف ضرباتنا ولن تبقى أي جريمة تطال مدنيين من دون عقاب، هذا أمر مؤكد".
وأضاف: "ما حدث في بيلجورود هو هجوم إرهابي ضد المدنيين ويمكننا الرد، لكن روسيا تضرب أهدافاً عسكرية فقط"، وتابع: "الدم يغلي في عروقنا" بسبب الضربة التي نفذتها قوات كييف على بيلجورود، لكن موسكو لن تستهدف السكان المدنيين في أوكرانيا رداً على ذلك.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده ستواصل ضرب أهداف عسكرية "مهمة" في أوكرانيا. وتنفي روسيا اتهامات غربية وأوكرانية بأنها تستهدف البنية التحتية المدنية.
واتهم بوتين القوات الأوكرانية بضرب "وسط المدينة حيث يتنزه الناس قبل ليلة رأس السنة"، لكنه رأى أن "أوكرانيا ليست عدوة" في المطلق، متّهماً الغرب باستخدام كييف "لتسوية مشكلاته" مع روسيا.
"أوكرانيا ليست العدو"
وأكد الرئيس الروسي أن العدو هو من يريد تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا في ساحة المعركة، ومن يريد تدمير الدولة الروسية.
وزاد: "أوكرانيا نفسها ليست عدونا، لكن أولئك الذين يريدون تدمير الدولة الروسية، أولئك الذين يريدون، كما يقولون، تحقيق الهزيمة الاستراتيجية لروسيا في ساحة المعركة، وهذا بشكل رئيسي في الغرب"، مضيفاً أن "الغرب لا يساعد العدو فحسب، بل هو في حد ذاته عدو لروسيا الاتحادية"، وفق ما ذكرته شبكة "روسيا اليوم".
وذكر أن الغرب يريد تقسيم روسيا إلى 5 أجزاء، مشيراً إلى أنهم "يتحدثون ويكتبون عن هذا الأمر علانية، وعلى مدى عقود.. إنهم رعوا ما يسمى بنظام كييف لفترة طويلة، ويحاولون حل مشكلتهم بمساعدة الأوكرانيين، وهي مهمة محاربة روسيا".
وشدد على أن "تدمير روسيا مستحيل، وإدراك هذه الحقيقة من قبل الغرب آت لا محالة".
وأوضح بوتين أن "الخطاب بدأ يتغير في الغرب، وهم يبحثون عن كيفية إنهاء الصراع الآن، وروسيا تريد أيضاً إنهاء الصراع في أوكرانيا ولكن بشروطنا"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ونوه الرئيس الروسي إلى أن مسار الحرب في أوكرانيا يتغير لصالح بلاده، معرباً عن أمله في إنهاء الحرب، ولكن وفقاً لشروط موسكو.
وأكد أن قوات موسكو استعادت "المبادرة الإستراتيجية" على الجبهة الأوكرانية، إذ تتقدم بصورة تدريجية بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد في الصيف.
وفي شأن الوضع العسكري، قال بوتين إن القوات الأوكرانية تطلق من 5 إلى 6 آلاف قذيفة عيار 155 مليمتر يومياً، بينما تنتج الولايات المتحدة 14 ألفاً فقط شهرياً، ما يجعلها تصاب بـ"الإرهاق بسرعة كبيرة"، في المقابل ضاعفت روسيا مخزوناتها من الأسلحة، إذ "تم إنتاج وإصلاح أكثر من 1.6 ألف دبابة في العام الواحد".
وأشار إلى أن إمكانيات وقدرات القوات المسلحة الروسية في تزايد مستمر وتتضاعف، لكنه أوضح أنها بحاجة إلى المزيد من وسائل التصدي وإخماد الطائرات بدون طيار في المعركة.
وأبدى بوتين رضاه عن سير ومجريات "العملية العسكرية الخاصة"، مؤكداً أنه تم تنفيذ ضربات على أهداف عسكرية في أوكرانيا "أمس واليوم، وستكون كذلك غداً".
ولم يتضمن خطاب بوتين التقليدي بمناسبة العام الجديد، الذي ألقاه الأحد، سوى إشارة عابرة إلى الحرب في أوكرانيا في تناقض كبير مع خطاب العام الماضي.
هجوم ليلة رأس السنة
إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا، الاثنين، أنها تعرّضت ليلة رأس السنة لهجوم روسي بـ"عدد قياسي" من الطائرات المسيرة بلغ 90، استهدف بصورة خاصة لفيف وأوديسا وأسفر عن سقوط شخص على الأقل.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بتدمير 87 من أصل 90 مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" أطلقتها القوات الروسية من 4 اتجاهات، مؤكدةً أنّ "العدو استخدم عدداً قياسياً من الطائرات المسيرة الهجومية".
كما أعلنت عن ضربات روسية بواسطة 4 صواريخ أرض جو من طراز "إس-300" في منطقة خاركوف شمال شرقي البلاد، و3 صواريخ مضادة للرادار من طراز "كاي إتش-31" وصاروخ من طراز "كاي إتش-59" في منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
وفي منطقة لفيف غرب البلاد، دمرت الضربات جامعة ومتحفاً يرتبط تاريخه بشخصيتين قوميتين أوكرانيتين تعاونتا مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، حسب ما ذكره رئيس بلدية المدينة أندري سادوفي.
وسقط شخص، وأصيب 8 خلال الهجمات الليلية في منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا، وفق السلطات المحلية، في حين أسفرت الضربات في خميلنيتسكي عن إصابة طفل.
وفي منطقة خيرسون، قال رئيس الإدارة الإقليمية أولكسندر بروكودين في منشور عبر تليجرام، إن امرأة قتلت في قصف روسي، الاثنين.
من جانبها، أفادت روسيا بأن قصفاً أوكرانياً وضربات بطائرات مسيرة طالت منطقة بيلجورود الحدودية، ولم تسفر عن وقوع ضحايا.
وتصاعد القتال بين موسكو وكييف في الأيام الأخيرة، مع هجوم غير مسبوق خلّف 24 ضحية، السبت، في بيلجورود الروسية عقب هجوم صاروخي على أوكرانيا، الجمعة، وصفته كييف بأنه "ضخم" وأسفر عن سقوط نحو 40 شخصاً.