يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة داخل حكومته بشأن التعاطي مع الحرب على قطاع غزة، تشمل هذه المرة وزير دفاعه يوآف جالانت، وعضو حكومة الحرب بيني جانتس، أحد أبرز منافسيه السياسيين.
وبالإضافة إلى الانتقادات الدولية التي يواجهها بسبب عدد الضحايا المدنيين الكبير الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، يواجه نتنياهو أيضاً ضغوطاً داخلية متزايدة، بسبب الهفوات الأمنية والاستخباراتية في 7 أكتوبر، والفشل في تأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس". ويبدو أنه منخرط الآن في معركة أخرى، وهي "الصراع من أجل البقاء سياسياً"، وفق ما أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست".
ويتعمق الخلاف بين نتنياهو وأعضاء حكومة الحرب يومياً، وسط الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، نقلاً عن مصادر رسمية، أن "توترات كبيرة" تتصاعد بشدة بين نتنياهو وجالانت.
وغاب جالانت وجانتس، العضوان في حكومة الحرب بشكل ملحوظ عن المؤتمر الصحافي لنتنياهو مساء السبت الماضي. وبحسب ما ورد في هذه التقارير، رفض كلاهما دعوة للظهور بجانب نتنياهو.
نقاط خلافية داخل حكومة الحرب
وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية، وفق "جيروزاليم بوست"، شدة الحرب التي تشنها إسرائيل في جنوب غزة، والدور المحتمل للسلطة الفلسطينية في حكم القطاع بعد نهاية الحرب.
وقال رئيس "معهد القدس للاستراتيجية والأمن" إفرايم إنبار: "أعتقد أن الجواب بسيط.. نتنياهو فهم أن جالانت وجانتس يريدان استبداله كرئيس للوزراء عندما تنتهي الحرب".
وكان نتنياهو قد أقال جالانت في مارس الماضي، لمعارضته للتغييرات القضائية المثيرة للجدل، وأثار هذا الإجراء احتجاجات شعبية، ما أدى إلى إلغاء قرار الإقالة بعد أسبوعين.
وبحسب ما ورد في التقرير، استبعد نتنياهو رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الشاباك رونين بار، من المشاركة في اجتماع عُقد مؤخراً مع جالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بشأن العمليات العسكرية في غزة، إذ لم يحضر هو شخصياً، ما يكشف عن مستوى عدم الثقة داخل السلطة.
وذكر التقرير أن نتنياهو لا يمكنه أن يرى أي وزير أو مسؤول "يتخذ خطوات مستقلة" في هذه الحرب، باعتبار أنها قد تشكل تهديداً بالنسبة له.
احتجاجات وتراجع شعبية نتنياهو
وفي كل أسبوع، يشارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات في تل أبيب ومناطق أخرى، يطالبون الحكومة ببذل المزيد من الجهود لضمان إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بشكل آمن.
وتضمنت هذه الاحتجاجات في الآونة الأخيرة دعوات لإجراء انتخابات، كما دعا العديد من رؤساء الوزراء السابقين إلى تنحي نتنياهو من السلطة.
وباعتباره أطول رئيس وزراء إسرائيلي في السلطة، نجا نتنياهو من العديد من العواصف السياسية، إلا أن شعبيته شهدت انخفاضاً، ويكشف استطلاع رأي أُجري مؤخراً عن اتجاه واضح لتراجع الدعم لنتنياهو، إذ يريد 70% من الإسرائيليين استقالته. ومع ذلك، لا يزال التأييد للحرب مرتفعاً، ويعوّل نتنياهو على هذه النقطة للبقاء في السلطة.
ومع احتدام المعارك في غزة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، لا توجد صورة واضحة لما تريده إسرائيل بمجرد أن تهدأ أصوات الأسلحة. وفي هذه الأثناء، يجد نتنياهو نفسه محاطاً بأشخاص يريدون أن يحلوا محله.