إسرائيل تغتال القيادي بـ"حماس" صالح العاروري في بيروت

إسرائيل تترقب رداً من "حماس" و"حزب الله" على الضربة

time reading iconدقائق القراءة - 7
القيادي بحركة حماس صالح العاروري يتحدث في القاهرة. 12 أكتوبر 2017 - Reuters
القيادي بحركة حماس صالح العاروري يتحدث في القاهرة. 12 أكتوبر 2017 - Reuters
بيروت-الشرق

اغتالت إسرائيل الثلاثاء، في ضربة بمسيّرة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، فيما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق.

وأودت الضربة الإسرائيلية بحياة 6 أشخاص بينهم العاروري، وجرح 10 من السكان والمارة في المنطقة.

وأعلنت حركة "حماس"، في بيان، بعد ساعات من الضربة، أن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة القائدين في الجناح العسكري للحركة، كتائب "القسام"، سمير فندي أبو عامر، وعزام الأقرع أبو عمار.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية مكتباً لحركة "حماس" في منطقة المشرفية في بيروت، الثلاثاء، وأظهرت مقاطع فيديو دماراً في المنطقة، واشتعال عدد من السيارات، وتضرر بناية سكنية.

وأوضح مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس" أن العاروري استهدف داخل مكتب في بناية بالضاحية الجنوبية، وأن طابقين في المبنى المستهدف تضررا، إضافة إلى سيارة على الأقل.

ورداً على أسئلة من "رويترز"، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يعلق على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية"، فيما قال مسؤول دفاعي أميركي لصحيفة "واشنطن بوست"، إن الجيش الإسرائيلي "هو المسؤول عن الضربة التي استهدفت العاروري".

وقالت "القناة 13"، الإسرائيلية إن إسرائيل تترقب حالياً رداً على الضربة "الرد الأول المؤكد من حماس، والرد الثاني من حزب الله".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في مؤتمر صحافي في نوفمبر الماضي، أنه وجه الموساد (جهاز الاستخبارات) باستهداف قادة حركة حماس الموجودين بالخارج.

وحذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في وقت سابق إسرائيل من أن أي اعتداء على مسؤول لبناني أو فلسطيني في لبنان، لن يمر دون رد.

إدانة لبنانية

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الهجوم الإسرائيلي، واصفاً إياه بأنه "جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".

وتابع: "كما أن هذا الانفجار هو توريط للبنان، ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وأننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها، كما نحذر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة".

من هو صالح العاروري؟

ولد العاروري في بلدة "عارورة" الواقعة قرب مدينة "رام الله" بالضفة الغربية، وحصل على درجة البكالوريوس في "الشريعة الإسلامية" من جامعة الخليل بالضفة الغربية.

والتحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وقاد عام 1985 "العمل الطلابي الإسلامي" في جامعة الخليل. والتحق العاروري بحركة "حماس" بعد تأسيسها نهاية عام 1987.

وخلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 - 1992)، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة، على خلفية نشاطه بحركة "حماس".

وعرف العاروري بعلاقته الوثيقة بحزب الله، كما كان في صدارة المشهد خلال اتفاق المصالحة مع حركة "فتح" والذي وقع في القاهرة في 12 أكتوبر 2017، إذ مثل حركة حماس، فيما مثل حركة "فتح" رئيس لجنتها المركزية عزام الأحمد.

كما ظهر العاروري في مؤتمر صحافي بالفيديو من بيروت مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب في عام 2020، بشأن خطة إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية، وأكدا فيه أن الحركتين ستواجهان معاً كل مشاريع الضم، التي يسعى الاحتلال لتطبيقها، بدعم من الولايات المتحدة.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح للحركة، إذ بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 - 1992) تأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.

وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.

وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، قبل أن تقرر المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.

وتم ترحيله آنذاك إلى سوريا، واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان، حتى اغتياله.

وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة.

وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة "حماس" لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، وهي الصفقة التي أطلقت عليها الحركة اسم "وفاء الأحرار"، وتم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيراً لديها، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

وفي التاسع من أكتوبر عام 2017، أعلنت حركة "حماس" انتخاب "العاروري" نائباً لرئيس المكتب السياسي للحركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك