دبي-الشرقرويترز
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء، وفداً مشتركاً من الكونجرس الأميركي في القاهرة، وأكد أن الأولوية الراهنة لبلاده، تتمثل في التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية، وذلك لمواجهة "المأساة الإنسانية" التي يواجهها القطاع.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي أكد أهمية "العمل المكثف والمسؤول لتجنب عوامل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، لما لذلك من تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين".
وأضاف البيان المصري، أن اللقاء بين السيسي والوفد الأميركي "شهد حواراً مفتوحاً بشأن تطورات المشهد الإقليمي، لا سيما في قطاع غزة، حيث استعرض الرئيس السياق العام للأوضاع الحالية، مشدداً على ضرورة العمل بجدية على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات المعتمدة".
وشدد السيسي على رفض مصر التام لـ"محاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم".
وضم الوفد الأميركي ثمانية أعضاء من مجلسيْ الشيوخ والنواب الأميركيين برئاسة السيناتور جوني إرنست، والتقى الوفد مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحث عدداً من القضايا الإقليمية، في مقدمتها حرب إسرائيل على غزة وتقديم المساعدات للقطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص، فضلاً عن مخاوف توسع الصراع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد إن شكري أكد في بداية اللقاء على "الطبيعة الاستراتيجية للشراكة بين مصر والولايات المتحدة، وتعدد أوجه ومجالات هذه الشراكة، وتميزها بطبيعتها العابرة للحزبين".
وأضاف أبو زيد أن شكري أكد ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات الفلسطينيين، معرباً عن تطلعه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2720، بما يسهم في تقديم المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية للقطاع.
كما شدد شكري على رفض مصر التام لكافة صور تهجير الفلسطينيين، أو تصفية القضية الفلسطينية، موضحاً أن هذه الأفكار "لا يمكن أن تحقق الاستقرار في المنطقة".
توسع الصراع وعنف المستوطنين
وقالت الخارجية المصرية، إن شكري أكد ضرورة وقف استهداف المدنيين وعنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وأولوية وحتمية التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار، معرباً عن "ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية المؤثرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بمسؤولياتها نحو وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وتسميتها بمسمياتها الصحيحة ومحاسبة مرتكبيها".
وفيما يتعلق بمخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة علي خلفية تطورات الحرب في غزة، قال شكري إن تطورات الأسابيع الأخيرة كشفت عن "خطورة تحقيق سيناريو توسيع رقعة الصراع، لاسيما مع تزايد حدة وكثافة المناوشات علي الساحة اللبنانية، وفي العراق وسوريا"، مشدداً على أن أمن الملاحة في البحر الأحمر "ضروري لانسياب وأمن حركة التجارة العالمية".
وأكد شكري تطلع مصر لاستمرار جهود البلدين الرامية لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، مشيراً إلى أن حساسية الأوضاع الإقليمية والدولية المضطربة تفرض تكثيف آليات التنسيق والعمل المشترك بهدف إحلال السلم والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مثلما نجح البلدان في القيام به عبر العقود الماضية.
وقال بيان الخارجية المصرية، إن وفد مجلسيْ الشيوخ والنواب أكد أهمية العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أبرز حرصه على التشاور والتعاون مع مصر حيال القضايا الدولية والإقليمية، مؤكدين تقديرهم الكامل للجهود التي تضطلع بها مصر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ودورها في تأمين خروج الرعايا الأجانب من القطاع وتسهيل صفقات الإفراج عن الأسرى.
تصنيفات
