مصادر غربية لـ"الشرق": نتنياهو اغتال العاروري لتوريط واشنطن في حرب ضد "حزب الله"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رام الله -محمد دراغمة

قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق" الأربعاء، إن الدافع وراء اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في بيروت، هو محاولة "توريط الإدارة الأميركية في حرب إقليمية"، بهدف التخلّص مما يسميه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الخطر الوجودي والاستراتيجي"، الذي يمثله "حزب الله" في لبنان.

وقالت المصادر لـ"الشرق"، إن نتنياهو سعى منذ الأسابيع الأولى للحرب لاستدراج أميركا إلى حرب مع حزب الله، تعمل فيها القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة على "تدمير قدرات الحزب مرة واحدة وإلى الأبد"، لكن الإدارة رفضت ذلك، وعملت على تقييد يديه مستخدمة وسائل دبلوماسية لإبقاء المواجهة في الشمال "ضمن قواعد الاشتباك المعروفة بين الجانبين".

واُغتيل العاروري في انفجار وقع في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية، بيروت الثلاثاء، في أول عملية اغتيال لمسؤول كبير في "حماس" خارج الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأخيرة.

وقبل يوم من الاغتيال، أفادت شبكة ABC News نقلاً عن مسؤولين أميركيين الاثنين، بأن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد"، ومجموعتها الحربية التي تتشكل من بوارج ومدمرات ومقاتلات حربية، ستغادر شرق البحر المتوسط خلال أيام.

وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي الطائرات "جيرالد فورد" USS Gerald R. Ford و"يو إس إس أيزنهاور" USS Dwight D. Eisenhower إلى المنطقة، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في رسالة دعم لإسرائيل وأيضاً لـ"ردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد الحرب"، وفق تصريحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

اقرأ أيضاً

تقرير: بايدن أوقف ضربة إسرائيلية استباقية ضد "حزب الله" في الأيام الأولى لحرب غزة

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" السبت، إن الرئيس الأميركي جو بايدن حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التراجع عن "ضربة استباقية" ضد جماعة "حزب الله".

وأضافت المصادر لـ"الشرق" أن "حزب الله لديه قدرات عسكرية كبيرة. وعشرات الآلاف من سكان المدن والقرى الإسرائيلية في الشمال يرفضون العودة، وهناك شكوك بعودتهم مستقبلاً؛ بسبب الخشية من قيام الحزب بتكرار تجربة حماس في السابع من أكتوبر، عندما اجتاحت تجمعات سكانية إسرائيلية في الجنوب، ولهذا يسعى نتنياهو للتخلص من هذا التهديد، ولا يمكنه القيام بذلك دون موافقة ومشاركة أميركية".

وأشار العديد من المراسلين الصحافيين في إسرائيل في تقارير يومية إلى أن القلق ينتاب ليس فقط سكان الشمال والجنوب، وإنما سكان عموم إسرائيل من التعرض لاجتياح بري مرة أخرى كما حدث في السابع من أكتوبر.

وكان من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الخميس، إلا أنه أجل زيارته إلى الأسبوع المقبل، ولكن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن التأجيل "لا علاقة له باغتيال العاروري".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهما إن إسرائيل وراء الهجوم على بيروت، والذي أفضى إلى اغتيال العاروري، وأشارا إلى أن تل أبيب لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقاً بالهجوم.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة مسبقاً بشن الهجوم، ولكنه قال إن تل أبيب أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال تنفيذ العملية، بأنها جارية.

ويرى مراقبون في تأجيل زيارة بلينكن لإسرائيل إشارة إلى "عدم رضى الإدارة الأميركية عن العملية".

"مواضيع خلافية"

وقالت مصادر غربية إن بلينكن سيزور إسرائيل لبحث مواضيع ذات خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مثل موعد انتهاء المرحلة الثانية من الحرب الإسرائيلية على غزة، وإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

ولا تخفي الإدارة الأميركية خلافها مع نتنياهو في الموضوعين السابقين، فبينما طالبت الإدارة نتنياهو بإنهاء المرحلة الحالية من الحرب قبل نهاية الشهر الماضي، والتوقف عن استهداف المدنيين، أصر نتنياهو على تمديد هذه المرحلة لعدة أسابيع أخرى. 

وأصدر عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، ومنهم وزير الدفاع لويد أوستن تصريحات علنية، تعارض الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، بما يستهدف المدنيين الفلسطينيين.

وكذلك فيما يتعلق بإدارة قطاع غزة بعد الحرب، فبينما طالبت الإدارة الأميركية بأن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، رفض نتنياهو هذا الخيار، دون أن يقدم بدائل واضحة.

نتنياهو يبحث عن "إنجاز" كبير

وأشار خبراء ومعلقون إسرائيليون إلى دافع ثان لنتنياهو من وراء اغتيال العاروري، وهو تسجيل "إنجاز" كبير في هذه الحرب، التي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة منها حتى اليوم؛ خاصة تدمير القدرات العسكرية لحركة "حماس" في قطاع غزة، واغتيال قادتها، وإعادة الإسرائيليين المحتجزين.

وشهدت شعبية نتنياهو في الشارع الإسرائيلي تراجعاً كبيراً بعد الحرب، وأظهرت جميع استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، التي أجريت منذ الحرب، أن نتنياهو لن يفور في أية انتخابات مقبلة.

ويُعد العاروري أبرز شخصية في "حماس" يجري اغتيالها منذ تعهد إسرائيل بتدمير الحركة، والقضاء على قادتها بعد نحو 3 أشهر من الهجوم المباغت، الذي شنه مقاتلو "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، عبر الحدود على جنوب إسرائيل، والذي قالت تل أبيب إنه أسفر عن سقوط نحو 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين ونقلهم إلى غزة، ما أشعل فتيل الحرب المدمرة التي تشنها على قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك