قال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق" إن الرئيس محمود عباس سيبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في لقائهما، الاثنين في القاهرة، سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوفير الإغاثة الكافية لأهالي القطاع، وإعادة إعمار غزة بعد الحرب ضمن عملية سياسية تقوم على أساس حل الدولتين.
وذكرت المصادر أن عباس سيقترح على نظيره المصري، أن تقوم مصر بدعوة الفصائل الفلسطينية إلى حوار وطني للوصول إلى شراكة سياسية في منظمة التحرير والحكومة استعداداً للمرحلة القادمة.
ووصل الرئيس محمود عباس إلى القاهرة، الأحد، على رأس وفد ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني حسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.
وقال مسؤول على صلة بترتيبات اللقاء إن الرئيس عباس سيبحث مع الرئيس المصري الجهود العربية الممكنة للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل وقف الحرب، وتوسيع الإغاثة، والشروع في عملية سياسية ذات معنى تترافق مع عملية إعادة الإعمار، وأنه سيضعه في صورة الاستعدادات الفلسطينية للمرحلة القادمة، ومنها الاستعداد لضم مختلف الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية على أسس الشرعية الدولية، وتشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على تولي مهام إعادة الإعمار.
وتابع: "نحن ندرك أن عملية وقف الحرب وإعادة الإعمار مرهونة بعملية سياسية جدية على أساس حل الدولتين، وهذا يتطلب تحرك جهات ذات تأثير كبير على إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، للدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام يلزم الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالقرارات الدولية، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، وفي ذات الوقت يتطلب أيضاً من الفلسطينيين الاستعداد للقيام بهذه المهام الكبيرة من خلال توحيد مختلف القوى وتوجيه الجهود في اتجاه واحد".
وتقوم مصر بوساطة بين حركة "حماس" وإسرائيل لعقد صفقة تبادل أسرى بين الجانبين. لكن الجهود توقفت بعد اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في بيروت الأسبوع الماضي.
وقدمت مصر مبادرة للطرفين بهذا الشأن تتضمن ترتيبات لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وأثارت المبادرة عدم رضى الجانب الفلسطيني ما حدا بمصر إلى تعديلها وإلغاء الفقرة التي تتحدث عن تلك المسألة، والتي كانت تنص على قيام مصر وقطر وأميركا بتنسيق إقامة حكومة خبراء فلسطينية للقيام بهذا المهمة.
وقال المسؤول الفلسطيني إن مصر تتفهم أن أمر تشكيل حكومة فلسطينية منوط بالرئيس محمود عباس بصفته رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وعليه سيبحث الرئيسان الفلسطيني والمصري سبل الوصول إلى ذلك من خلال حوار وطني فلسطيني.
زيارة بلينكن
وكانت مصادر مصرية وفلسطينية لـ"الشرق"، قالت، السبت، إن عباس والسيسي سيبحثان التنسيق المشترك بشأن الحرب على قطاع غزة قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة.
وذكرت المصادر أن مصر ستعرض على عباس رؤيتها لمستقبل قطاع غزة، متطلعة إلى تبني الجانب الفلسطيني رؤيتها بشأن مستقبل القطاع.
وأوضحت المصادر أن مصر ستقدم لوزير الخارجية الأميركي "رؤية متكاملة" لمستقبل غزة "تؤكد ضرورة إسناد إدارة القطاع حصراً للفلسطينيين"، مشددة على رفض القاهرة "أي مخطط إسرائيلي لإدارة غزة وإعادة المستوطنات".
ونبهت المصادر إلى أن السيسي وعباس سيؤكدان رفض أي مشروع لتهجير الفلسطينيين.
ومن المرتقب أن يعقد وزير الخارجية الأميركي خلال جولته في المنطقة مزيداً من المناقشات بشأن الكيفية التي ستُدار بها غزة إذا حققت إسرائيل هدفها بالقضاء على "حماس".
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، الخميس: "ما أوضحناه هو أننا نريد أن نرى على المدى الطويل تحقق إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكم بقيادة فلسطينية، وذلك ما نعمل على تحقيقه".
وأضاف: "ندرك أنه سيكون بالطبع ثمة حاجة إلى فترة انتقالية، لكن تلك هي الرؤية التي سترون الوزير (بلينكن) يحرز تقدماً فيها خلال هذه الرحلة على مدى الأسبوع المقبل".