قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن طائرة مقاتلة من طراز "ميغ 31"، اعترضت (رافقت) طائرة "تجسس" أميركية من طراز "RC-135" فوق المحيط الهادئ على طول ساحل كامتشاتكا، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأضافت الوزارة، أن الطائرات الأميركية لم تنتهك أجواء روسيا، وسط مخاوف من مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة.
وبحسب البيان الروسي، فقد "انطلقت طائرة مقاتلة من طراز (ميغ 31) من مطار في منطقة كامتشاتكا للتعرف إلى الطائرة ومرافقتها".
وأضاف البيان، وفق ما نقلت "تاس"، أن طاقم الطائرة الروسية، حدد أنها طائرة استطلاع أمريكية من طراز "RC-135"، مشيراً إلى أنه "تم منع الطائرة من انتهاك الأجواء الروسية".
وتابعت وزارة الدفاع الروسية في بيانها، أن رحلة الطائرة المقاتلة الروسية "تمت في إطار التزام صارم بالقواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي. وعادت الطائرة بسلام إلى مطار موطنها بعد أن أبعدت الطائرة الأمريكية عن الحدود الروسية".
وقبل نحو أسبوع، أعلنت موسكو أن مقاتلة اعتراضية روسية من نفس الطراز، نفذت طلعة لاعتراض طائرة استطلاع أميركية "RC-135" فوق مياه المحيط الهادئ.
وقال المركز الوطني لإدارة الدفاع في بيان له، إنه تم إرسال مقاتلة من طراز "ميغ-31" تابعة لقوات الدفاع الجوي بالمنطقة العسكرية الشرقية بهدف التعرف إلى الهدف الجوي ومنع وقوع انتهاك لحدود روسيا الدولية"، بحسب قناة "روسيا اليوم" الحكومية.
وأضاف أنه "بعد تحول الطائرة العسكرية الأجنبية إلى الخلف، عاد طاقم ميغ-31 إلى مطار التمركز". وبحسب البيان، فإن تحليق الطائرة الروسية جرى في إطار القواعد الدولية وتم منع انتهاك الحدود.
ووفقاً لما أوردته وكالة "نوفوستي" الروسية، فإن "هناك تزايداً مستمراً للنشاط التجسسي في المجال الجوي قرب حدود روسيا، إذ اكتشفت القوات التقنية الروسية عام 2020، طائرات استطلاع أجنبية أكثر بنسبة 40% مقارنة بالعام السابق".
وإجمالاً قامت القوات التقنية الروسية خلال العام الماضي، برصد ومتابعة أكثر من مليوني هدف جوي، بحسب البيان.
وبداية العام الجاري، نشر سلاح الجوّ الأميركي حوالى 90 طياراً وعدداً غير محدد من الطائرات المسيّرة، في قاعدة وسط رومانيا، معزّزاً وجوده العسكري في منطقة تشهد مخاوف من روسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الرومانية، الأربعاء، أن انتشار القوات الأميركية في قاعدة كامبيا تورزي الجوية، سيستمرّ "أشهراً" لتنفيذ مهمات في جمع المعلومات والمراقبة والبحث، دعماً لعمليات حلف شمال الأطلسي.
يأتي ذلك فيما تتصاعد حدة التوتر بين البلدين، في ظل العقوبات الجديدة التي أقرتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على خلفية الانتهاكات الروسية من قبيل التدخل بالانتخابات الرئاسية، والهجمات السيبرانية، وتهديد أوكرانيا، وغيرها.
فيما أعلنت روسيا، استدعاء السفير الأميركي في موسكو، مؤكدة أن "الخطوات غير الودية ترفع من درجة المواجهة بين الدولتين"، وأن "الرد على العقوبات سيكون حتمياً".
وقال البيت الأبيض، إنه سيتم طرد 10 دبلوماسيين روس في العاصمة واشنطن، من بينهم ممثلون لأجهزة المخابرات الروسية، ولأول مرة يذكر رسمياً جهاز المخابرات الخارجية الروسي على أنه منفذ تسلل سولار ويندز كورب.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على 16 كياناً روسياً و16 شخصية، كما فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، عقوبات ضد 5 شخصيات روسية، و3 كيانات بسبب أزمة شبه جزيرة القرم.
والخميس، اعتبر بايدن، في كلمة ألقها بالبيت الأبيض، أن الإجراءات العقابية ضد روسيا "غير مبالغ فيها"، وتشكل "رداً مناسباً" على ما قامت به من أعمال ضد المصالح الأميركية.
وقال بايدن، إن "الانتخابات الأميركية مقدسة وتعبر عن رغبة الشعب الأميركي، ولا يمكن أن نترك أي جهة أجنبية تتدخل في العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة من دون حساب".
وأضاف أن إدارته وصلت إلى معطيات جديدة خلال الفترة الانتقالية بشأن التسلل الإلكتروني الذي استخدم شركة التكنولوجيا الأميركية "سولار ويندز كورب" لاختراق شبكات الحكومة الأميركية، لافتاً إلى أن تلك المعطيات كشفت من يقف وراء عملية الاختراق.
وتابع الرئيس الأميركي: "عندما اتصل بي الرئيس الروسي فلاديمر بيوتين في يناير لتهئنتي، قلت له إن إدارتي ستنظر عن كتب في دور روسيا في حادث الاختراق، وأن الولايات المتحدة سترد بالشكل المناسب".
من جهة أخرى، قال كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية، في وقت سابق الخميس، إنهم يعتبرون التحركات العسكرية الحالية لروسيا بالقرب من أوكرانيا "استعراضاً للقوة".
وأكد مدير وكالة استخبارات الدفاع، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي لاستعراض التهديدات العالمية أن أجهزة الاستخبارات تراقب التحركات الروسية.
وقال مدير "سي آي إيه" وليام بيرنز، بحسب وكالة رويترز: "علينا جميعاً أن ننظر إلى هذا الحشد العسكري بمنتهى الجد"، وذلك في إشارة إلى الأنباء عن التعزيزات الروسية العسكرية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بحشد قوات على الحدود، وبتسبب الانفصاليين في حوادث مسلحة بشكل شبه يومي، رغم أن موسكو تقول إن وجود قواتها هناك "إجراء دفاعي"، وستُبقي عليه طالما أنها ترى ذلك مناسباً.
وتشعر كييف وحلفاؤها بالقلق إزاء تحركات موسكو التي ينظر إليها أنها الداعم العسكري للانفصاليين، وأيضاً شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها.
وتؤكد السلطات الروسية أن تحركات هذه القوات لا تشكل أي تهديد، وتحمّل أوكرانيا مسؤولية الاشتباكات على الجبهة والرغبة في إفشال محادثات السلام العالقة في طريق مسدود.
اقرأ أيضاً: