مصادر: مصر ترفض طلباً إسرائيلياً بـ"رقابة مشتركة" على محور فيلادلفيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
القاهرة/دبي-الشرقرويترز

قالت 3 مصادر أمنية مصرية لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، إن القاهرة رفضت مقترحاً إسرائيلياً لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، المعروفة بطريق صلاح الدين (محور فيلادلفيا)، وإن الأولوية المصرية هي جهود الوساطة لوقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب.

وذكرت المصادر المصرية أن المسؤولين الإسرائيليين لم يناقشوا السيطرة على المحور خلال محادثات وقف إطلاق النار الحالية، لكنهم طلبوا بدلاً من ذلك المشاركة في مراقبة المنطقة، بما يشمل تقاسم استخدام تكنولوجيا المراقبة الجديدة التي ستشتريها إسرائيل.

وذكرت المصادر أن المفاوضين المصريين رفضوا الفكرة، لكن القاهرة عززت الحواجز على جانبها من الحدود.

ونفى مصدر مصري، الاثنين، وجود تعاون بين مصر وإسرائيل بشأن محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، على الحدود بين مصر وغزة، حسبما نقلت عنه قناة "القاهرة الإخبارية".

وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهي الحدود الوحيدة للقطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.

وأضافت المصادر أن مصر تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار كأساس ضروري للمناقشات بشأن غزة ما بعد الحرب، بما في ذلك تأمين الممر.

"مزاعم خبيثة"

وكان مصدر أمني مصري نفى في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) الأسبوع الماضي، تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تهريب أسلحة ومساعدات إلى قطاع غزة عبر الحدود المصرية في مدينة رفح، ووصفها بأنها "مزاعم خبيثة".

وأضاف المصدر الأمني أن الغرض من مثل هذه الشائعات والمزاعم، هو تبرير الوجود الإسرائيلي في "محور فيلادلفيا".

وكانت تعليقات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ضرورة أن يكون "محور فيلادلفيا" تحت سيطرة إسرائيل قد أثارت ردود فعل واسعة. وقال خبراء مصريون إن هذه الخطوة، إذا ما تمت، ستُمثل خرقاً لمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين.

ولعبت مصر، إلى جانب قطر، دوراً بارزاً في المحادثات للتوسط في وقف جديد لإطلاق النار في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة "حماس".

وقالت المصادر المصرية إنه خلال هذه المحادثات اتصلت إسرائيل بمصر لتأمين منطقة "محور فيلادلفيا" العازلة الضيقة على طول الحدود، كجزء من الخطط الإسرائيلية لمنع الهجمات في المستقبل.

وقال مسؤول إسرائيلي مشترطاً عدم الكشف عن هويته إن المراقبة المشتركة لـ"محور فيلادلفيا" مع مصر كانت من بين القضايا التي ناقشتها الدولتان.

ورداً على سؤال عما إذا كانت مصر رفضت، قال المسؤول الإسرائيلي "لا علم لي بذلك".

أولويات مصرية

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، إن الأولويات المصرية بالنسبة لغزة هي وقف إطلاق النار، وتوصيل المساعدات، ومنع نزوح سكان غزة إلى مصر.

وسيطرت إسرائيل على "محور فيلادلفيا" حتى عام 2005 عندما أنهت احتلالها لقطاع غزة، وسيطرت "حماس" على غزة في عام 2007. وفي أواخر الشهر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب تسعى إلى إعادة تأكيد سيطرتها على المحور الذي أدار الفلسطينيون أسفله أنفاقاً تحت الأرض لفترة طويلة.

ووقعت إسرائيل على "اتفاق فيلادلفيا" مع مصر عام 2005، والذي حدد مهام كل طرف وأسلحته المسموح بها في المنطقة والتزاماته، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي من المحور وقطاع غزة ككل في العام ذاته، وفق خطة إعادة الانتشار التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، أرئيل شارون.

ويخضع الاتفاق لأحكام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة عام 1979، دون تعديل أو تنقيح، لكنه يتضمن، وفقاً لمادته الرابعة، "تدابير أمنية إضافية.. من أجل تعزيز الترتيبات الأمنية الواردة في الملحق الأمني"، بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ويسمح الاتفاق بوجود قوة حرس حدود مصرية، بدلاً من الشرطة قوامها 750 جندياً، تحمل أسلحة خفيفة على طول المحور، وتنتشر على طول المنطقة الحدودية، ومعها متخصصون في مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود ومنع عمليات التهريب، ويتحمل الطرفان مسؤولية مكافحة أنشطة التهريب والتسلل والإرهاب من أراضي أي من الدولتين.

وبالتزامن مع الاتفاق، انتقلت إلى السلطة الفلسطينية التي كانت لا تزال تسيطر على قطاع غزة، عملية الإشراف على معبر رفح البري الحدودي مع مصر، واشترطت إسرائيل حينها وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.

ولكن بعد نحو شهرين فقط من تطبيق "اتفاق فيلادلفيا"، تبدّل الوضع السياسي والأمني في قطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة "حماس" عام 2006 بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وطردت حركة "فتح" من الحكم.

وبدأت موجة القتال الدائرة حالياً في السابع من أكتوبر، حين شنت "حماس" هجوماً قالت إسرائيل إنه أودى بحياة 1200 شخص وأسر نحو 240 رهينة.

وردت إسرائيل بهجوم قتلت خلاله أكثر من 23 ألف شخص، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وفقاً لمسؤولين في القطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك