وصف مسؤولون إسرائيليون المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع مجلس الحرب الإسرائيلي بـ"المتوترة"، وأرجعوا السبب إلى الرغبة الأميركية في تضمين "حل الدولتين" في رؤية اليوم التالي لما بعد الحرب الإسرائيلي في غزة، بحسب "القناة 13" الإسرائيلية.
وذكر مسؤولون إسرائيليون للقناة، أن بلينكن قال لمجلس الحرب: "كما أن الإسرائيليين لديهم طموحات، الفلسطينيون أيضاً لديهم طموحات"، مشيرين إلى أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر رد عليه بأن "85% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يؤيدون المجزرة التي وقعت في يوم السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حركة "حماس" داخل إسرائيل.
وذكرت القناة الإسرائيلية إن بلينكن قال داخل "الغرف المغلقة" إنه "من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل"، وهو ما رد عليه ديرمر أيضاً بأنه "لم يتم القضاء على النازية أيضاً، لكن اليوم لا توجد أي دولة نازية، وهذا هو الهدف".
وأشار مسؤولون إسرائيليون كبار إلى أن "كلمات بلينكن تعني أنه إذا لم تتعامل إسرائيل مع حل الدولتين كرؤية، فإنها لن تتقدم على المستوى السياسي".
وزار بلينكن إسرائيل، الثلاثاء، خلال جولته الإقليمية الخامسة في المنطقة بعد حرب غزة، وشملت كل من تركيا، والإمارات، والسعودية، وقطر، والأردن، وإسرائيل والضفة الغربية والبحرين.
إقامة دولة فلسطينية
وقال بلينكن لزعماء إسرائيليين، الثلاثاء، إن الفرصة لا تزال سانحة لكسب قبول الدول العربية المجاورة إذا مهدوا الطريق لإقامة دولة فلسطينية، وأكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب "أهمية" أن تتجنب إسرائيل إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين الفلسطينيين في الحرب التي تخوضها ضد حركة حماس بقطاع غزة.
وخلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، قال بلينكن إن "العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة، لكنهم سيفعلون ذلك فقط في ظل وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ترفض أي مقترحات تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة".
وأضاف بلينكن أنه "يجب أن يتمكن الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم في أقرب وقت تسمح به الظروف"، مشيراً إلى اتفاق مع السلطات الإسرائيلية بشأن إشراف بعثة أممية على تقييم الأوضاع في شمال غزة، تمهيداً لعودة السكان.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن "من الضروري أن تحقق إسرائيل هدفها، لكي لا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر"، ولكنه شدد على أن الولايات المتحدة "تريد أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن".
وأشار بلينكن إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن المسار الدبلوماسي هو أفضل وسيلة لتحقيق الأمن".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، الأربعاء، إن بلاده تدعم "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية، في حين جدد الرئيس الفلسطيني، رفضه الدعوات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشدداً على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وعلى ضرورة الوقف الفوري للحرب، والإفراج عن أموال السلطة الفلسطينية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن بلينكن أكد موقف الولايات المتحدة الثابت على وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل "والعيش في سلام وأمن"، وذلك خلال لقائهما في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.