أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، استهداف جماعة الحوثي في اليمن، لإضعاف قدرتها على شن هجمات ضد السفن في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الضربات التي وجهتها للحوثيين غير مرتبطة بعملية "حارس الازدهار".
وقالت القيادة المركزية الأميركية "CENTCOM" في بيان، إنها "نفذت الخميس الساعة 2:30 صباحاً (بتوقيت صنعاء)، ضربات مشتركة على أهداف للحوثيين بالتنسيق مع بريطانيا وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، لإضعاف قدرتها على مواصلة هجماتها غير القانونية والمتهورة على السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر".
ونشرت القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو على حسابها في منصة التواصل الاجتماعي "إكس" للعملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
"سينتكوم": لا تسامح مع الحوثيين
وأشارت إلى أن "العملية متعددة الجنسيات، استهدفت أنظمة الرادار ومنظومات الدفاع الجوي، ومواقع التخزين والإطلاق للمنظومات الجوية ذاتية التشغيل المصممة للهجوم في اتجاه واحد (طائرات مسيرة انتحارية)، وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".
وأضافت "سينتكوم" أنه "منذ 17 أكتوبر 2023، حاول المسلحون الحوثيون بدعم من إيران، مهاجمة والاعتداء على 27 سفينة في ممرات الملاحة الدولية".
وتابعت: "تشمل هذه الحوادث غير القانونية هجمات استخدمت فيها صواريخ باليستية مضادة للسفن، وطائرات بدون طيار وصواريخ كروز في البحر الأحمر وخليج عدن".
وأكدت القيادة المركزية الأميركية في البيان، أن "هذه الضربات لا ترتبط بعملية (حارس الازدهار) وهي منفصلة عنها، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
من جانبه، قال قائد القيادة المركزية الأميركية "CENTCOM" الجنرال مايكل إريك كوريلا: "إننا نحمل المسلحين الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين الذين يزعزعون الاستقرار مسؤولية الهجمات غير القانونية والعشوائية والمتهورة على الشحن الدولي التي أثرت على 55 دولة حتى الآن، بما في ذلك تعريض حياة مئات البحارة للخطر، بما يشمل (بحارة) الولايات المتحدة".
وأضاف "كوريلا": "لا تسامح مع أفعالهم (الحوثيون) غير القانونية والخطيرة، وستتم محاسبتهم".
ويشن الحوثيون، هجمات منذ أكتوبر على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إن لها صلات بإسرائيل أو متجهة إليها تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
60 هدفاً في 16 موقعاً
وقال قائد القوات الجوية المركزية الأميركية، أليكس جرينكويتش، إن القوات الأميركية وقوات التحالف ضربت أكثر من 60 هدفاً في 16 موقعاً للحوثيين في اليمن.
وأضاف في بيان أن القوات "استخدمت أكثر من 100 من الذخائر دقيقة التوجيه في الضربات على مراكز قيادة وتحكم، ومستودعات ذخيرة ومنظومات إطلاق ومنشآت إنتاج وأنظمة رادار الدفاع الجوي".
وتابع: "ملتزمون تجاه شركائنا الرئيسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط للدفاع ضد مجموعات الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك المسلحين الحوثيين، والتهديد الذي يشكلونه على الأمن والاستقرار الإقليميين".
بريطانيا: تقييم نتائج الضربات
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إنه "في 11 يناير انضمت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني إلى قوات التحالف في ضرب عدد من المنشآت التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لمهاجمة السفن في جنوب البحر الأحمر".
وأشارت إلى أن "المدمرة البحرية الملكية HMS Diamond لعبت دوراً فعالاً إلى جانب سفن حربية أميركية وفرنسية في الدفاع عن ممرات الملاحة الدولية الحيوية ضد الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية. ونظراً لاستمرار الحوثيين في تهديد السفن التجارية، التي تعرض العديد منها بالفعل لأضرار، والاستهداف المتعمد لسفن HMS Diamond وسفن البحرية الأميركية في 9 يناير، حددت قوات التحالف منشآت رئيسية مشاركة في هذه الهجمات، ووافقت على توجيه ضربة منسقة للحد من قدرة الحوثيين على انتهاك القانون الدولي بهذه الطريقة".
وتابعت: "لذلك استخدمت أربع طائرات من طراز Typhoon FGR4 تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، مدعومة بناقلة طراز Voyager لتزويد الطائرات بالوقود، قنابل Paveway IV موجهة لتنفيذ ضربات دقيقة على اثنتين من هذه المنشآت الحوثية. أحدهما كان موقعاً في شمال غرب اليمن يستخدم لإطلاق طائرات الاستطلاع والهجوم المسيرة. واستهدفت طائراتنا عدداً من المباني المشاركة في عمليات الطائرات المسيرة".
وأضافت: "الموقع الآخر الذي ضربته طائراتنا كان مطار عبس. وأظهرت الاستخبارات أنه استخدم لإطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيرة فوق البحر الأحمر. وجرى تحديد العديد من الأهداف الرئيسية في المطار وملاحقتها بواسطة طائراتنا".
وجاء في البيان أنه "عند التخطيط للغارات، كانت هناك عناية خاصة لتقليل أي مخاطر على المدنيين، وتم تخفيف أي مخاطر من هذا القبيل بشكل أكبر من خلال قرار تنفيذ الضربات أثناء الليل. ويجري تقييم النتائج التفصيلية للضربات، لكن المؤشرات المبكرة تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري تلقت ضربة، وتبين بوضوح التزامنا بحماية الممرات البحرية، التي يمر عبرها نحو 15% من حركة الشحن العالمية. وهو أمر حيوي للاقتصاد العالمي".
أهداف متعددة
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة وبريطانيا بدأتا، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، شن ضربات ضد أهداف مرتبطة بالحوثيين في اليمن.
وأشار مسؤول أميركي إلى أن "الضربات ضد الحوثيين شنت بطائرات مقاتلة وسفن وغواصات".
وأفاد مسؤول أميركي لشبكة "CNN"، بأن الجيش الأميركي شن ضربات ضد أهداف متعددة للحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، مشيراً إلى استخدام "طائرات مقاتلة وصواريخ توماهوك" في هذه الضربات.
وهذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات ضد الحوثيين، منذ أن بدأت الجماعة استهداف خطوط الشحن البحرية في البحر الأحمر نهاية العام الماضي.
في المقابل، قال قيادي في جماعة الحوثي إن الغارات استهدفت مدن يمنية عدّة، في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
وكتب القيادي الحوثي عبد القادر المرتضى على منصة "إكس"، أن "العدوان الأميركي الصهيوني البريطاني على اليمن يشن غارات عدّة على العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة وصعدة وذمار".
وأطلع كبار المسؤولين في الإدارة قيادة الكونجرس، الخميس، على الخطط الأميركية لضرب الحوثيين، وفق ما صرح مصدر في الكابيتول لـ"CNN".
مسؤول أميركي: لا نية للتصعيد
وقال مسؤول أميركي كبير تحدث للصحافيين، الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تنوي التصعيد بعد الضربات التي شنتها بالتعاون مع بريطانيا على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن الهجمات التي تشنها الجماعة اليمنية على السفن في البحر الأحمر، تمثل تهديداً للولايات المتحدة والعالم.
وأوضح أن القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر متأهبة للدفاع عن نفسها في أعقاب الضربات الجوية في اليمن.
والخميس، أعلن الجيش الأميركي أن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن على ممرات شحن دولية في خليج عدن، لتفيد العديد من وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية، أن واشنطن ولندن تستعدان لشن ضربات ضد الحوثيين خلال ساعات.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن دبلوماسيين غربيين أخبروا كبار المديرين التنفيذيين لشركات الشحن الدولية، أن الأهداف المحددة في الغارات، هي مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، والرادارات ومستودعات الأسلحة حول مدينتي الحديدة وحجة في اليمن. كما أضافوا أن البنية التحتية في العاصمة صنعاء مدرجة أيضاً في قائمة الأهداف.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول دفاعي أميركي وشخص وصفته بالمقرب من الحوثيين، قولهما إن الجماعة نقلت بعض الأسلحة والمعدات، وحصنت البعض الآخر تحسباً لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف هذا المصدر المقرب أن "الحوثيين خزنوا صواريخهم في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في صنعاء"، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية.
وأشارت الصحيفة إلى وجود دلائل على أن "الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين يستعدون للتصعيد"، مشيرة إلى أن سفينة التجسس الإيرانية "بهشد"، غادرت البحر الأحمر في وقت مبكر الخميس متجهة إلى ميناء بندر عباس الإيراني. وقال مسؤولون أمنيون إن هذه السفينة كانت ضمن الأهداف لدورها في مساعدة الحوثيين في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.