الاضطرابات في البحر الأحمر تُبعد ناقلات النفط وتعطل الإنتاج في أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 5
ناقلة نفط في بحر العرب قبالة سواحل مومباي، الهند. 10 يناير 2024 - AFP
ناقلة نفط في بحر العرب قبالة سواحل مومباي، الهند. 10 يناير 2024 - AFP
رويترزأ ف ب

أظهرت بيانات ملاحية تزايد عدد شركات الناقلات التي تبتعد عن البحر الأحمر، فيما غيرت عدة ناقلات مسارها الجمعة، في وقت أدت الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن إلى تفاقم الوضع شديد الاضطراب بالفعل في البحر الأحمر.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن فجر الجمعة، رداً على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر. 

ويستهدف الحوثيون السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.

وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل.إتش.جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر بين الساعة 03:00 و07:30 بتوقيت جرينتش الجمعة، وفقاً لبيانات تتبع السفن من مجموعة بورصات لندن ومنصة كبلر لمعلومات التجارة العالمية. 

وحولت خمس ناقلات نفط أخرى، وهي ماداراه سيلفر وهافنيا تيمز وفري سبيريت وفرنت فوجن وجامسونورو مسارها، أو توقفت عن الإبحار مؤقتاً اليوم.

وارتفعت أسعار النفط نحو 2% بحلول الساعة 15:42 بتوقيت جرينتش، بعد أن صعدت أكثر في وقت سابق من الجلسة، وفاق سعر برنت 80 دولاراً. 

واختار عدد من شركات الشحن في الأسابيع القليلة الماضية بالفعل تجنب منطقة البحر الأحمر بسبب تزايد المخاطر. 

وعلى الرغم من تحويل بعض الناقلات، اقتصرت اضطرابات سلسلة التوريد أساساً في قطاع شحن الحاويات منذ كثف الحوثيون هجماتهم على الممرات البحرية في ديسمبر. واستمرت حركة ناقلات النفط عبر البحر الأحمر في ثبات الشهر الماضي.

وتؤثر عمليات تحويل مسار السفن اليوم على عدد أقل من الناقلات حتى الآن مقارنة بالمتوسط اليومي لشهر ديسمبر البالغ 76 ناقلة موجودة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وفقاً لبيانات خدمة التتبع ماريتريس. 

تسلا تعلق الإنتاج

وأعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا أنها ستعلق معظم إنتاجها لمدة أسبوعين في مصنعها الأوروبي قرب العاصمة الألمانية برلين، بسبب نقص في المكونات نتج عن تأخر في عمليات التسليم جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وتم الكشف عن القرار قبل ساعات فقط من إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة، تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين. وقالت تسلا في بيان  إن "الزيادة الكبيرة في أوقات النقل تتسبب في فجوة في سلاسل الإمداد".

وأضافت الشركة الأميركية أنه سيتم تعليق الإنتاج "باستثناء بعض القطاعات الفرعية" في مصنع "جيجا فاكتوري" الواقع جنوب شرق برلين بين 29 يناير و11 فبراير.

من جهتها، أعلنت شركة فولفو أن مصنعها في مدينة جانت البلجيكية سيغلق لثلاثة أيام الأسبوع القادم، لنقص أجهزة نقل الحركة؛ بسبب تأخر عمليات التسليم الناجم عن تغيير مسارات الشحن.

وينتج المصنع موديلات الدفع الرباعي XC40 والسيارات الكهربائية C40.

"منطقة حرب"

وقال ألبرتو أيوسو مارتن، رئيس الأبحاث في شركة ميدكو شيب بروكرز ومقرها إسبانيا، إن الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن "قد تشكل منعطفاً، على الأقل لعدة أيام، مع تحول مضيق باب المندب إلى منطقة حرب".

وقالت مجموعة تورم الدنمركية للنقل البحري الجمعة، إنها قررت إيقاف جميع عمليات الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر مؤقتاً.

وقالت شركتا الشحن هافنيا وستينا بالك أيضاً إنهما ستتجنبان باب المندب. 

ورحبت شركتا شحن كبيرتين هما ميرسك وهاباج لويد بالإجراءات التي تستهدف تأمين المنطقة، لكن الشركتين لم تصلا لحد القول إن كانت الضربات الأميركية البريطانية ستكون كافية لعودة العمليات الملاحية المؤدية لقناة السويس، وهو الطريق الأسرع بين آسيا وأوروبا وتمر منه نحو 12% من ناقلات الحاويات في العالم.

وكشفت شركة ناقلات النفط البلجيكية يوروناف أنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر حتى إشعار آخر. وقال متحدث باسم الشركة الجمعة، إن هذا النهج لم يتغير.

وقالت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) في بيان إن القوات البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة من البحرين، تحذر كل السفن "بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب" لبضعة أيام.

وفي علامة أخرى على التصعيد، استولت إيران الخميس، على ناقلة تحمل خاماً عراقياً، وكانت متجهة إلى تركيا. ووقع هذا الحادث بالقرب من مضيق هرمز، بين عمان وإيران، وهو ممر شحن حيوي آخر للتجارة العالمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك