في ما اعتبر رسالة تحد للصين، انتخب التايوانيون المرشح المؤيد لاستقلال الجزيرة لاي تشينج تي رئيساً للبلاد لأربع سنوات قادمة، وينتظر أن يكمل لاي مسيرة الرئيسة الحالية تساي إنج ون، التي شهد عهدها فترات من التصعيد مع بكين المصممة على إعادة التوحيد مع تايوان.
وحصل نائب الرئيس المنتهية ولايته على 40.2% من الأصوات، مقابل 33.2 لمنافسه الرئيسي هو يو-إيه، الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، والذي أقر بالهزيمة هو ونائبه جو شو كونج في وقت لاحق.
رئيس تايوان الجديد ترك مهنة الطب، وبدأ حياته السياسية عام 1996، متأثراً بأزمة مضيق تايوان، بحسب الموقع الرسمي لرئاسة جمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان.
وفي ذلك العام، أجرت الصين تجارب صاروخية تزامناً مع انتخابات كانت تجرى في تايوان، وهو ما اعتبر رسالة تهديد من جانب بكين.
انضم لاي تشينج تي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة، ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها. وفي عام 1998، تم انتخاب لاي لعضوية المجلس التشريعي ممثلاً لمدينة تاينان. ومن خلال خبرته الطبية، لعب دوراً في لجنة الرعاية الاجتماعية والنظافة البيئية، وأعاد مواطنو تاينان انتخابه لثلاث دورات لاحقة.
خلال فترة عمله التشريعي، حصل لاي على لقب "أفضل مشرع" من قبل منظمة Citizen Conference Watch، وترأس حزب الحزب الديمقراطي التقدمي، وفي عام 2004، تم اختياره للمشاركة في برنامج القيادة الدولية للزوار التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
انتخب لاي كأول عمدة لبلدية تاينان عام 2010، وفي ولايته الثانية عام 2014 حصل على نحو 73% وهي أعلى نسبة يحصل عليها مرشح في أي انتخابات بلدية في التاريخ الحديث لتايوان.
كذلك، تولى رئاسة الحكومة بين 2017 و2019، حيث اعتمدت سياسة حكومته على تعزيز 5 عناصر وهي "الثقافة التايوانية، وجزيرة السيليكون الخضراء، والأمة الرقمية الذكية، والمجتمع العادل، وكذلك الرفاهية الوطنية"، وفق الرئاسة التايوانية.
وفي مايو 2020 أدى لاي اليمين نائباً للرئيس، وذلك بعد أسابيع من زيارته إلى واشنطن ليكون أعلى مسؤول من تايوان يزور العاصمة الأميركية منذ قطع العلاقات (على المستوى الرسمي) قبل 41 عاماً.
ويصف لاي نفسه بأنه "البراجماتي العامل من أجل استقلال تايوان"، وهو الادعاء الذي أثار غضب بكين، وقلق واشنطن.
لكن لاي تشينج تي خفّف من موقفه خلال الحملة الانتخابية، متعهداً، مثل الرئيسة تساي، بالحفاظ على "الوضع الراهن" وعرض التحدث مع بكين "في ظل مبادئ المساواة والكرامة"، ورفضت الصين عروضه، ووصفته بأنه "صانع الحرب" و"المدمر للسلام عبر المضيق".
"تواصل مع الصين"
وفور انتخابه، أعرب لاي عن أمله في العودة إلى تواصل "سليم ومنظم" مع الصين، مؤكداً رغبته في إجراء محادثات على أساس الكرامة والتكافؤ.
وأضاف أن تايبيه "مستعدة للتحدث مع الصين على أساس الكرامة والمساواة"، مضيفاً: "عازمون على حماية البلاد من التهديدات الصينية. سأحافظ على الوضع الراهن عبر مضيق تايوان".
وأعرب رئيس تايوان المنتخب عن أمله في أن "تدرك الصين أن السلام وحده هو الذي يفيد الجانبين"، مؤكداً أن الصين "تتحمل أيضاً مسؤولية".
وتابع: "سنتعاون مع أحزاب المعارضة لحل المشكلات التي تواجهها تايوان"، و"سوف أعمل على تعزيز صناعة أشباه الموصلات وإنشاء سلسلة إنتاج أكثر شمولاً".
وتعتبر الصين الرئيس التايواني المنتخب "خطراً جسيماً" عليها، وكانت قد رفضت الاتصالات مع نظام الرئيسة تساي إنج ون منذ توليها منصبها في عام 2016.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها، وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينج مراراً بالعمل على "إعادة التوحيد".