قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن الرئيس جو بايدن، وغيره من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، باتوا يشعرون بالإحباط المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب رفضه لمعظم مطالب واشنطن الأخيرة المتعلقة بالحرب في قطاع غزة، حسبما نقل عن 4 مسؤولين أميركيين مطلعين، لم يكشف عن هويتهم.
وأشار الموقع في تقرير نشره الأحد، إلى أن الرئيس الأميركي قدَّم لإسرائيل دعمه الكامل غير المسبوق عسكرياً ودبلوماسياً، منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، أي قبل 100 يوم، حتى في الوقت الذي يتلقى فيه ضربة سياسية من جزء من قاعدته في عام 2024 الذي من المنتظر أن يشهد الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وذكر المسؤولون الأميركيون أنه على الرغم من الاستمرار العلني لهذا الدعم إلى حد كبير، فإن هناك دلائل متزايدة خلف الكواليس على أن بايدن بدأ يفقد صبره، مضيفاً: "الوضع سيء وقد أصبحنا عالقين في ذلك، وصبر الرئيس ينفد".
وذكر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الذي كان على اتصال وثيق بالمسؤولين الأميركيين بشأن الحرب، للموقع: "لقد خذل نتنياهو بايدن في كل منعطف، فهم (المسؤولين الأميركيين) يتوسلون إلى ائتلافه، ولكنهم يتعرضون للصفعات مراراً وتكراراً".
وكشف الموقع أن بايدن لم يتحدث مع نتنياهو منذ 20 يوماً، بعد مكالمة متوترة في 23 ديسمبر الماضي، والتي أنهاها بايدن وهو محبط قائلاً: "المحادثة انتهت"، وذلك على الرغم من أنهما كانا يتحدثان كل يومين تقريباً في الشهرين الأولين من الحرب، مشيراً إلى أنه قبل أن يقرر الرئيس الأميركي إنهاء المكالمة رفض نتنياهو طلبه بأن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.
وحاول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي التقليل من أهمية انخفاض معدل الاتصالات بين بايدن ونتنياهو، وقال للصحافيين، الأربعاء الماضي، إنه "لا يشير إلى أي شيء عن حالة العلاقة بينهما"، ولكن هناك العديد من علامات الغضب التي تبدو واضحة، إذ قال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس": "هناك حالة إحباط هائلة".
مقاومة نتنياهو
ووفقاً للموقع، فإن السبب الرئيسي لإحباط بايدن هو مقاومة نتنياهو للمضي قدماً في الطلبات التي تعتبرها الولايات المتحدة أولوية، فبالإضافة إلى مسألة عائدات الضرائب، يعتقد الرئيس الأميركي ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما أنهم يشعرون بالإحباط أيضاً بسبب عدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في مناقشة خطط ما بعد الحرب بجدية، ورفضه الخطة الأميركية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة.
وأضاف الموقع أن المسؤولين الأميركيين يشعرون الآن بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تلتزم بجدولها الزمني للانتقال إلى مرحلة العمليات منخفضة الكثافة في غزة بحلول نهاية يناير الجاري، وذلك بالنظر إلى الوضع الحالي في القطاع، وخاصةً مدينة خان يونس الجنوبية.
وتابع: "في حال لم تقم إسرائيل بخفض حدة عملياتها في غزة بشكل كبير، وهو ما يضغط المسؤولون الأميركيون من أجله على أمل تقليل الخسائر البشرية الفلسطينية، فمن المرجح أن يصبح من الصعب على بايدن الحفاظ على نفس المستوى من الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لـ"أكسيوس"، إن الإدارة "تركز على التأكد من أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد حماس، والعمل معها لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، كما تسعى إلى زيادة المساعدات لغزة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين".
وأدت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حسبما قال المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا إلى "أكسيوس"، إذ وافق نتنياهو على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بدخول شمال غزة لتقييم احتياجات العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة، ولكن هذا هو كل ما كان مستعداً لمنحه لوزير الخارجية الأميركي.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن بلينكن كان صريحاً للغاية مع نتنياهو وحكومته أثناء زيارته الأخيرة، مشدداً على أن خطة الحكومة الإسرائيلية لما بعد الحرب لا يمكن تحقيقها، كما أخبر وزير الخارجية الأميركي القادة الإسرائيليين أنه "لن تقوم أي دولة عربية بدعمهم في إعادة بناء غزة وإدارتها في حال لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور، أو لم تسمح بوجود أفق سياسي للفلسطينيين".
وزار بلينكن الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر قبل أن يتوجه إلى تل أبيب، وواصل جولته بعد ذلك بزيارة البحرين ومصر.
ووفقاً لمصدرين مطلعين على اجتماعات وزير الخارجية، فقد أصبح واضحاً لبلينكن وفريقه خلال رحلتهم أن رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية يعيق الجهود الأميركية للدفع من أجل الإصلاحات في السلطة الفلسطينية.
وقالت المصادر إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ بلينكن في رام الله، أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة، بناءً على طلب الإدارة، لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل بدون أموال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءاً كبيراً من الميزانية.