إيران: نحترم سيادة باكستان ولكننا لن نقبل "تهديد أمننا القومي"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. 17 يناير 2024 - REUTERS
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. 17 يناير 2024 - REUTERS
دبي/دافوس-الشرقأ ف ب

أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، أن بلاده استهدفت ما أسماه "مجموعة إرهابية إيرانية" في باكستان المجاورة، و"لم تستهدف أي مواطن باكستاني"، غداة إعلان إسلام آباد سقوط طفلين في ضربة جوية شنّتها طهران الثلاثاء، مشدداً على أن طهران تحترم سيادة باكستان، إلا أنها "لن تقبل تهديد أمنها القومي".

وقال الوزير الإيراني خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "تمّ استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية". ويعد عبد اللهيان أول مسؤول إيراني يؤكد رسمياً هذه العملية التي أودت بحياة طفلين، بحسب السلطات الباكستانية.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية الثلاثاء، أن طهران شنت هجوماً صاروخياً على مجموعة "جيش العدل" في باكستان، والتي تنتمي إلى عرقية البلوش. وشكّل "جيش العدل" عام 2012 أعضاء سابقين في منظمة متطرفة في سيستان-بلوشستان التي تعد واحدة من أكثر مناطق إيران فقراً، والتي يعيش فيها عدد كبير من الأقلية البلوشية، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتقول جماعة "جيش العدل" إنها "تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العرقية الرئيسية في المحافظة".

استياء باكستان

وإثر القصف الإيراني، استدعت الخارجية الباكستانية سفيرها في طهران، وأعلنت عدم عودة سفير إيران الذي يزور بلاده في الوقت الراهن، وعدت باكستان الهجوم "انتهاكاً صارخاً وغير مبرر من إيران لسيادة باكستان"، قائلة إنها تحتفظ بحق الرد على هذا العمل الذي وصفته بأنه "غير مقبول على الإطلاق".

لكن وزير الخارجية الإيراني الذي لم يعلق على قرار الخارجية الباكستانية، نفى استهداف بلاده لـ"أي من مواطني باكستان بصواريخ ومسيّرات إيرانية".

واعتبر أن مجموعة "جيش العدل" وجدت "ملاذاً في بعض المواقع بولاية بلوشستان" في غرب باكستان على الحدود مع إيران و"قامت بعدة عمليات في إيران، وخصوصاً العملية في مقر شرطة راسك" بمحافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق) الحدودية مع باكستان وأفغانستان، والتي أسفرت عن سقوط 11 عنصراً من الشرطة الإيرانية في ديسمبر الماضي.

وأكد عبد اللهيان أنه تم بحث هذا الملف "عدة مرات مع المسؤولين الباكستانيين"، مضيفاً: "نحترم سيادة ووحدة أراضي باكستان، لكننا لن نقبل بأن يتم تهديد أمننا القومي، وليس لدينا أي تحفظ أو تردد، حين يتعلق الأمر بمصالحنا القومية".

"علاقات عميقة"

وقبل ساعات من ضربة، الثلاثاء، التقى رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنور الحق كاكار وزير الخارجية الإيراني على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ووصف الأخير العلاقات بين البلدين بـ"العميقة والتاريخية"، معرباً عن استعداد إيران لـ"توسيع العلاقات قدر الإمكان".

وذكر أن قادة البلدين يتوجهان لرفع حجم التجارة الثنائية من 2.5 مليار دولار إلى 5 مليار دولار، فيما أكد كاكار أهمية العلاقات بين طهران وإسلام آباد، معرباً عن رغبة بلاده في تعزيز تلك العلاقاتها، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

كما أجرى وزير الخارجية الإيراني الأربعاء، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الباكستاني جليل عباس جيلاني، شدد فيه على "احترام سيادة باكستان وسلامة أراضيها"، وأضاف: "سيادة وسلامة أراضي باكستان الصديقة والشقيقة تحظى باهتمام كبير بالنسبة لنا".

وأشار عبد اللهيان إلى أن "العمليات التي نفذتها القوات المسلحة الإيرانية الثلاثاء، كانت ضد جماعة (جيش العدل) ولم يتم مهاجمة أي من الرعايا الباكستانيين في هذه العمليات".

وفي المقابل، لفت وزير الخارجية الباكستاني إلى "القيم المشتركة لدى البلدين وتاريخهما في الدفاع عن بعضهما البعض وكذلك مكافحة الإرهاب"، مؤكداً أن "أمن إيران هو أمن باكستان، وكلما كان هناك تهديد في أراضي باكستان ضد إيران اتخذت الحكومة الباكستانية إجراء ضده".

وذكر جيلاني أن "إسلام آباد تتوقع أن تتولى القوات الباكستانية مهمة مكافحة الجماعات الإرهابية في باكستان".

"حدود للسلام والصداقة"

وفي طهران، شدد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي على أن "الحدود الإيرانية-الباكستانية كانت وستظل حدوداً للسلام والصداقة والعلاقات بين البلدين وثيقة وجيدة جداً".

اعتبر وحيدي خلال حفل افتتاح المعرض الدولي الأول للتصدير إلی باکستان، أن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تشمل البعد الاقتصادي فقط إنما تشمل أيضاً الروابط الاستراتيجية والثقافية والتاريخية بين الدول، وتخلق صداقة عميقة بين الدول".

وأضاف أن "علاقات البلدين تاريخية وجيدة للغاية ومتقاربة ثقافياً"، معرباً عن أمله في أن "تُتخذ خطوات جيدة في تطوير العلاقات الثنائية وحتى المتعددة الأطراف بين البلدين".

تصنيفات

قصص قد تهمك