نتنياهو يرفض الدعوات الأميركية لإقامة دولة فلسطينية ويزيد التوتر مع واشنطن

الإدارة الأميركية: تصريحات نتنياهو ليست الكلمة النهائية.. ونرى الأمور بشكل مختلف

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع للحكومة في تل أبيب. 07 يناير 2024 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع للحكومة في تل أبيب. 07 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، دعوات أميركية لتخفيف حدة الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، أو اتخاذ خطوات باتجاه إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب، ما أثار عاصفة انتقادات فورية من البيت الأبيض، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتدبرس". 

واعتبرت الوكالة أن حالة التوتر بين واشنطن وتل أبيب تعكس "صدعاً كبيراً بين الحليفين بشأن آفاق الحرب الإسرائيلية، وخطط تل أبيب بشأن مستقبل القطاع المحاصر". 

وفي مؤتمر صحافي بثه التليفزيون الوطني الإسرائيلي، تحدث نتنياهو بلهجة متحدية، قائلا تكراراً ومراراً إن إسرائيل لن توقف هجومها حتى تحقق أهدافها المتمثلة في "القضاء على حركة حماس، وإعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون قيد الاحتجاز".

ورفض نتنياهو ادعاءات مجموعة متزايدة من المنتقدين الإسرائيليين بأن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق، وتعهد بالضغط بقوة لعدة أشهر قادمة، مضيفاً: "لن نرضى بأقل من النصر المطلق والمؤزر"، على حد قوله.

"لن أسمح بدولة فلسطينية"

وقال نتنياهو إنه أبلغ واشنطن برفضه إقامة دولة فلسطينية، في أي سيناريو بعد انتهاء الحرب، وأنه "لا يمكن أن يسمح بإقامة دولة فلسطينية ما دام في السلطة".

وكرر نتنياهو، الذي يقود حكومة يمينية متطرفة تعارض إقامة دولة فلسطينية، رفضه القاطع لحل الدولتين. وقال إن الدولة الفلسطينية ستصبح "نقطة انطلاق للهجوم على إسرائيل". 

وقال إن إسرائيل "يجب أن تكون لها السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن"، مضيفاً أن "هذا يتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)"، ومتسائلاً: "ماذا عسانا أن نفعل؟".

وتابع: "أقول هذه الحقيقة لأصدقائنا الأميركيين لكبح جماح أي محاولة لإجبارنا على واقع سيعرض دولة إسرائيل لخطر محدق". 

وجاء رد نتنياهو بعد يوم واحد من تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن إسرائيل لن تتمتع بـ"أمن حقيقي" من دون أن تخوض الطريق نحو الاستقلال الفلسطيني.

وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "الوقت قد حان لتقلل إسرائيل من كثافة هجومها العسكري المدمر على غزة".  

انتقادات أميركية لنتنياهو

وأثارت هذه التصريحات عاصفة انتقادات فورية وقوية في البيت الأبيض، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي: "من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف". وقال كيربي إن الرئيس جو بايدن "لن يتوقف عن العمل" من أجل فرض حل الدولتين.

وقال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن"، إنهم لن يسمحوا لرفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية، بأن يمنعهم عن الضغط بشأن هذه القضية، في لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إن نتنياهو تراجع عن تصريحات متشددة من قبل، وأن تصريحاته هذه "ليست الكلمة النهائية في الموضوع بالضرورة".

وأسفر الهجوم الإسرائيلي الكاسح على غزة، والذي وصفته "أسوشيتد برس" بأنه "أحد الحملات العسكرية الأكثر دموية وتدميراً في التاريخ الحديث"، حتى الآن عن قتل نحو 25 ألف فلسطيني، وفقاً لإحصاءات السلطات الصحية في غزة، كما تسبب في دمار واسع النطاق وتشريد أكثر من 80% من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من منازلهم.

وأثارت التكلفة الباهظة للحرب الإسرائيلية على غزة دعوات متزايدة من قبل المجتمع الدولي لوقف الهجوم. 

مخاوف أميركية بشأن العمليات الإسرائيلية

وبعد أن قدمت في البداية دعماً شاملاً لإسرائيل، شرعت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، في الإعراب عن مخاوفها، وحثت نتنياهو على توضيح رؤيته لغزة ما بعد الحرب. 

وشددت الولايات المتحدة على أنه يتعين "تنشيط" السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً، والتي تحكم مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وإعادتها إلى غزة، بعد أن تعرضت للطرد منها على يد حماس في عام 2007. 

ودعت الولايات المتحدة أيضاً إلى اتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية. 

وفي خطابه، الأربعاء، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا، قال وزير الخارجية الأميركي إن حل الدولتين هو "الطريقة الأفضل لحماية إسرائيل وتوحيد الدول العربية المعتدلة وعزل العدو اللدود لإسرائيل (إيران)". وأضاف أنه بدون "مسار لإقامة دولة فلسطينية، لن تنعم إسرائيل بأمن حقيقي". 

عودة الانقسامات في الداخل الإسرائيلي

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن المجتمع الإسرائيلي كان يعاني "حالة انقسام شديدة" قبل 7 أكتوبر بشأن خطة نتنياهو للإصلاح القضائي. 

وبعد الهجوم، "احتشد الإسرائيليون بجميع أطيافهم خلف الحرب". لكن الانقسامات عاودت الظهور مرة أخرى بشأن "طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب". 

وبدأ المراقبون يتساءلون عن مدى واقعية أهداف نتنياهو، خاصة في ظل بطء وتيرة الهجوم العسكري على غزة وتصاعد حملة الانتقادات الدولية، بما في ذلك اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ويتهم معارضو نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة تأجيل أي نقاش بشأن سيناريوهات ما بعد الحرب لتجنب التحقيقات الوشيكة في الإخفاقات الحكومية والحفاظ على تماسك تحالفه وتأجيل الانتخابات بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن شعبية نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم الفساد، تراجعت بقوة خلال الحرب. 

تصنيفات

قصص قد تهمك