دعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، السبت، الولايات المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، وليس فقط الحديث عن حل الدولتين، وذلك رداً على تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه إقامة دولة فلسطينية.
وقال أبو ردينة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية: "إن المطلوب من الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، وليس فقط الحديث عن حل الدولتين، وهذا هو الوقت المناسب للقيام لذلك".
وأضاف أبو ردينة أن "حكومة الاحتلال غير معنية بالسلام والاستقرار، وما زالت ترفض الاعتراف بحقيقة أن السلام لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".
وأشار إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والإجماع الدولي، أوصلت دولة فلسطين إلى عضو مراقب في الأمم المتحدة، ورفع علم دولة فلسطين إلى جانب دول العالم التي اعترفت بها.
وأكد أبو ردينة أن الشعب الفلسطيني "لن يتنازل عن حقوقه المشروعة وعن القدس ومقدساتها وعن إقامة دولته الفلسطينية المستقلة مهما طال الزمن".
نفي إسرائيلي
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد نفى في وقت سابق السبت، أن يكون نتنياهو قد تعهد في محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية.
وجاء رد مكتب نتنياهو الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية تعقيباً على تقارير صحافية أميركية أشارت إلى استعداد إسرائيل للموافقة على إقامة دولة فلسطينية.
وقال مكتب نتنياهو في رده "رئيس الوزراء أكد على موقفه الثابت منذ سنوات"، في إشارة إلى معارضته إقامة دولة فلسطينية.
وذكر البيت الأبيض أمس أن بايدن بحث هاتفياً مع نتنياهو رؤيته للسلام ولحل الدولتين مع ضمان أمن إسرائيل، كما بحثا مسؤولية إسرائيل في الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين جراء الحرب في قطاع غزة.
وصرَّح مصدر مطلع لشبكة CNN اليوم السبت بأن بايدن ونتنياهو ناقشا الملامح المحتملة لدولة فلسطينية مستقبلية "بالتفصيل وبشكل جاد". وقال إن مسؤولين بإدارة بايدن ناقشوا مؤخراً فكرة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
بايدن "يؤمن بأفق حل الدولتين"
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ناقشا الجمعة، ضرورة إقامة دولة فلسطينيّة، في أوّل اتّصال بينهما منذ شهر وسط توتّر بشأن مرحلة ما بعد حرب غزّة.
وجاءت هذه المكالمة غداة إعلان نتنياهو معارضته منح السيادة للفلسطينيّين في أعقاب الحرب، ما عمّق الانقسام مع واشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيّين: "ما زال الرئيس يؤمن بأفق حلّ الدولتَين وإمكانيّته. هو يدرك أنّ الأمر سيتطلّب كثيرا من العمل الشاقّ".
وأضاف أنّ بايدن أبدى خلال محادثته مع نتنياهو "اقتناعه القوي بأنّ حلّ الدولتين ما زال المسار الصحيح للمضيّ قدماً. وسنُواصل طرح هذا الموقف".
وتابع كيربي: "يمكن لأفضل الأصدقاء والحلفاء إجراء مناقشات صريحة ومباشرة كهذه، ونحن نفعل ذلك". وذكر أن الاتصال تطرق أيضاً إلى الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر.
وكانت آخر مرّة تحدّث فيها بايدن ونتنياهو في 23 ديسمبر. وأثار عدم التواصل بينهما مذّاك تساؤلات بشأن وجود خلاف.
كانت العلاقة بين الرجلين معقّدة في الماضي، إذ ضغط بايدن العام الماضي على رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بشأن إصلاحات قضائيّة نُظِّمت احتجاجات ضدّها.
لكنّ بايدن وقف بقوّة خلف إسرائيل، حتى إنّه زارها بعد الهجوم، وعانق نتنياهو علناً، وتعهّد تقديم دعم أميركي كامل.
غير أنّ توتّرات جديدة ظهرت منذ ذلك الحين، مع ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة. وحذر بايدن من أنّ إسرائيل قد تفقد الدعم بسبب "القصف العشوائي" على القطاع.