قالت 3 مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس"، إن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك سيزور مصر وقطر، هذا الأسبوع، لإجراء محادثات تهدف إلى "إحراز تقدم" بشأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" ومناقشة الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وذكرت المصادر أن رحلة ماكجورك تعد جزءاً من حملة جديدة تقودها الإدارة الأميركية للتوصل إلى صفقة بشأن المحتجزين الإسرائيليين، موضحةً أن المسؤولين الأميركيين يعترفون بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد يكون، هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وهذه هي الرحلة الثانية التي يقوم بها ماكجورك إلى المنطقة هذا الشهر لمناقشة المسألة نفسها، إذ زار الدوحة، سراً، في 9 يناير الجاري.
ومن المتوقع أن يصل ماكجورك إلى الشرق الأوسط، الأحد، وأن يلتقي في القاهرة برئيس المخابرات المصرية عباس كامل، بحسب "أكسيوس" الذي أشار إلى أن الاستخبارات المصرية تعتبر أحد الوسطاء الرئيسيين بين إسرائيل و"حماس" في ملف المحتجزين.
ووفقاً للموقع الأميركي، فإنه المتوقع أيضاً أن يجتمع ماكجورك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالدوحة في وقت لاحق من الأسبوع، إذ تعد قطر هي الوسيط الثاني بين الطرفين.
وكان ماكجورك تشاور مع مسؤولين إسرائيليين، الأسبوع الماضي بشأن مفاوضات المحتجزين، كما ناقش بايدن هذه المسألة أيضاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة.
وتوقعت المصادر أن يناقش ماكجورك أثناء وجوده في المنطقة الحرب في غزة والتوترات الإقليمية الأخرى.
"الصفقة تمضي بجدية"
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال للصحافيين، الجمعة: إن "المناقشات بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة رهائن أخرى تمضي بجدية".
أوضح كيربي أنه "من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق وشيك"، مضيفاً: "لا يزال هناك الكثير من العمل الشاق الذي ينتظرنا".
ووفقاً لما صرَّح به مسؤولون إسرائيليون للموقع، فإنه لا يزال هناك أكثر من 130 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، كما لا تزال هناك "عدة فجوات كبيرة" في المفاوضات.
وتطالب "حماس" بإنهاء الحرب في غزة قبل التوصل إلى أي صفقة محتجزين محتملة، وهو الطلب الذي ترفضه إسرائيل.
إنهاء الحرب
وكانت مصادر دبلوماسية غربية كشفت لـ"الشرق"، السبت، عن مساع أميركية حثيثة لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية إقليمية تستند إلى حل الدولتين.
وأعلنت الإدارة الأميركية بأنها تسعى لحمل إسرائيل على إنهاء المرحلة الراهنة من الحرب، بما يضمن وقف استهداف المدنيين، والدخول في مرحلة جديدة تقوم على الاستهداف المركز ضد أهداف عسكرية لـ"حماس"، قبل إنهاء الحرب كلياً، والشروع في عملية إعادة إعمار القطاع ضمن عملية سياسية إقليمية واسعة.
وقالت المصادر إن مسؤولين أميركيين من الخارجية والأمن يتواجدون في إسرائيل بصورة دائمة، ويجرون اتصالات على مختلف المستويات السياسية والبرلمانية والأمنية بهدف إنهاء الحرب، وتهيئة إسرائيل لعملية سياسية جديدة.
وأضافت المصادر القريبة من هذه الاتصالات، إن الإدارة الأميركية ترى أن هذه الحرب غير قابلة للحسم العسكري، مثلها في ذلك مثل أية حرب يخوضها جيش نظامي مع منظمات مسلحة، وأنها تشبه في بعض مستوياتها الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق.
وقالت المصادر إن الخسائر البشرية الكبيرة التي لا تتوقف هي أحد دوافع هذا التوجه الأميركي، إضافة إلى القضايا المثارة أمام القضاء الدولي ضد إسرائيل على خلفية هذه الخسائر البشرية بين المدنيين، وتأثيرات هذه الخسائر والمآسي الإنسانية في غزة على مكانة واشنطن بصفتها الداعم العسكري والسياسي والمالي لإسرائيل، وتأثيراتها أيضاً على حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية.
وحسب مصادر متطابقة، تسعى الإدارة الأميركية إلى إطلاق عملية سياسية مستندة على حل الدولتين، لتشمل مختلف الدول العربية.