ديسانتيس يفسح الطريق أمام ترمب.. التمويل يُؤجل حلم "لاعب البيسبول"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون ديسانتيس مع الرئيس الأميركي السابق  دونالد ترمب، فلوريدا. 31 أكتوبر 2018 - REUTERS
الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون ديسانتيس مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، فلوريدا. 31 أكتوبر 2018 - REUTERS
دبي-الشرق

من ملاعب "البيسبول" إلى عوالم السياسة، انتقل حاكم ولاية فلوريدا الأميركية رون ديسانتيس، ليدشن مرحلة جديدة في حياته تُوّجت بترشحه لخوض انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للسباق نحو البيت الأبيض، قبل أن يعلن انسحابه، في وقت كان يوصف فيه بأنه أقوى منافس للرئيس السابق دونالد ترمب لنيل تذكرة الترشح للانتخابات الرئاسية 2024.

ينحدر "ديسانتيس" من ولاية فلوريدا، وله جذور عائلية في الغرب الأوسط، وكان لاعب بيسبول -كرة القاعدة- بارزاً في سنوات شبابه، مثّل فريق دنيدن بولاية فلوريدا في بطولة العالم للرابطة الصغيرة عام 1991 قبل أن يصبح قائداً لفريق جامعة ييل.

بعد فترة قصيرة قضاها في التدريس بالمدرسة الثانوية، التحق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، ثم أصبح ضابطاً عاماً في البحرية الأميركية، وهو المنصب الذي أرسله إلى العراق، ومعسكر الاعتقال في خليج جوانتانامو، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

في عام 2012، خطا "ديسانتيس" أولى خطواته في العمل السياسي، بخوض السباق الانتخابي على مقعد الكونجرس عن الدائرة السادسة في فلوريدا، وبالفعل فاز بالمقعد، وأعيد انتخابه لعضوية الكونجرس عامي 2014 و2016.

في ذلك الوقت كرّس "ديسانتيس" جهده لمحاربة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما داخل أروقة مجلس النواب، وكان يبني تحالفاً كبيراً مع ترمب، وكثيراً ما انتقد تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في مزاعم الصلة بين حملة ترمب، والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

تجلى التحالف بمشاركة ديسانتيس، في تأسيس كتلة "الحرية" بمجلس النواب، وهي مجموعة مقربة من ترمب، تُشكل أقصى اليمين داخل المؤتمر الجمهوري في المجلس.

وجاء تأييد "ديسانتيس" لترمب متأنياً، فبعد الحياد خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، وإعلان أنه لن يقدم تأييداً لأي مرشح، قال إنه سيدعم المرشح النهائي.

وعندما فاجأ ترمب الجميع بالحصول على بطاقة الحزب الجمهوري، أصدر "ديسانتيس" بياناً دعا فيه زملاءه الجمهوريين إلى دعم رجل الأعمال الشهير.

ترمب وديسانتيس.. دعم متبادل

رسم "ديسانتيس"، البالغ من العمر 45 عاماً، مساره السياسي بحرص وذكاء، وأيضاً بسرعة كبيرة، مكّنته من الترّشح في الانتخابات الرئاسية عام 2024، أي في خلال 10 أعوام فقط من بدء دخوله المعترك السياسي.

لم يُرضِ مجلس النواب الطموح السياسي لـ"ديسانتيس"، الذي خدم في البحرية الأميركية حتى عام 2010، فقرر الترشح لمنصب حاكم ولاية فلوريدا، وطلب من ترمب دعمه.

وبالفعل، كتب ترمب على منصة "X" في ديسمبر 2017: "عضو الكونجرس رون ديسانتيس زعيم شاب لامع، (جامعة) ييل ثم (جامعة) هارفارد، من شأنه أن يصبح حاكماً عظيماً لفلوريدا، إنه يحب بلادنا وهو مقاتل حقيقي".

وفي عام 2018، فاز بترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم، وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للمنصب، شدد "ديسانتيس" على دعمه لترمب وعدم اختلافه معه في أي قضية.

وفي إعلان انسحابه على منصة (إكس)، قال "ديسانتيس": "أنا فخور بأنني أوفيت بـ100% من وعودي، ولن أتوقف الآن.. من الواضح أن أغلبية المصوتين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ترغب في منح دونالد ترمب فرصة أخرى، وفيما كانت لدي خلافات مع ترمب، مثل تعامله مع جائحة كورونا، وتصعيده لأنتوني فاوتشي لقيادة الاستجابة لها، فإن ترمب يتفوق على (الرئيس) الحالي جو بايدن.. هذا واضح".

وتابع: "وقعت تعهداً بأن أدعم المرشح الجمهوري، وسوف أوفي بهذا العهد، لديه دعمي، لأننا لا يمكننا العودة إلى الحرس الجمهوري القديم، أو نسخة قديمة معاد تعبئتها من جديد في شكل أكثر قبولاً من مصالح الشركات الكبرى التي تمثلها نيكي هيلي".

وقالت مصادر لشبكة "CNN"، إن ترمب لم يكن يعلم أن حاكم فلوريدا سيعلن دعمه له، وذكر مصدران بحملة ترمب، أن لا "ديسانتيس" ولا كبار مساعديه، أبلغوا الحملة بنيتهم إعلان دعمه.

وقال أحد كبار المتبرعين لحملة "ديسانتيس" الانتخابية إن قرار حاكم فلوريدا الانسحاب من السباق، جاء بعد أيام من المحادثات مع كبار المتبرعين المحافظين.

وأضاف أنه أصبح واضحاً، عبر نهاية الأسبوع الماضي، أن "ديسانتيس" لم يعد لديه سبب معقول، أو الدعم المالي لمواصلة حملته.

وأشار إلى أن "ديسانتيس" وزوجته كايسي، اتخذا القرار بعد عصر الأحد، في خطوة فاجأت موظفي حملته الانتخابية، وأضاف: "المال لم يكن متوفراً".

موقف متشدد من الصين

كان موقف "ديسانتيس" من الصين مختلفاً عن بقية منافسيه في السباق الانتخابي، وفيما يركز ترمب في حملته الانتخابية على البعد التجاري في الصراع بين الولايات المتحدة والصين، يؤكد حاكم ولاية فلوريدا أنه يطمح لمواجهة نفوذ بكين الدولي على نطاق أوسع وكبح طموحاتها العسكرية.

ودعا "ديسانتيس" خلال مقابلته مع "فوكس نيوز" إلى إصدار "نسخة القرن الحادي والعشرين من عقيدة مونرو" لمواجهة نفوذ الصين في أميركا اللاتينية، في إشارة إلى تطوير سياسة مشابهة لتلك التي أقرها الرئيس الأميركي جيمس مونرو (1817-1825) لمعارضة للاستعمار الأوروبي لبلدان أميركا اللاتينية.

كما اعتبر أن الولايات المتحدة بحاجة إلى بناء شراكات أقوى مع الهند وأستراليا وحلفاء آخرين، لمواجهة التوسع الصيني في المحيط الهادئ، ودعا إلى إعادة توطين الصناعات الحيوية وضمنهما صناعة الرقائق.

اصطفاف خلف إسرائيل

وكان ديسانتيس، قال أثناء تنافسه في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024، إنه رتب لإرسال طائرات بدون طيار وأسلحة وذخائر إلى إسرائيل، بينما كانت تستعد لتنفيذ توغل بري في غزة رداً على هجوم "حماس"، وفق "أسوشييتد برس".

ورد الحزب الديمقراطي في الولاية نفسها على هذه الادعاءات بالقول إن "الرئيس بايدن هو القائد الأعلى لجيشنا، وليس رون ديسانتيس"، وفق صحيفة "جارديان" البريطانية.

كما أمرت إدارة ديسانتيس الجامعات الحكومية في فلوريدا بحل فروع مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين، ومنذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، قامت فلوريدا أيضاً بتسيير رحلات جوية لنحو 700 أميركي تم إجلاؤهم من إسرائيل.

واصطف "ديسانتيس" والمرشحون الآخرون إلى حد كبير خلف إسرائيل، واتهموا الرئيس جو بايدن بعدم بذل ما يكفي لدعم الإسرائيليين، وانتقد حاكم ولاية فلوريدا، الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية لعام 2024، وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة الأمم المتحدة نيكي هيلي بشأن إسرائيل أيضاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك