جوتيريش: رفض إسرائيل حل الدولتين "غير مقبول" وقد يطيل النزاع

time reading iconدقائق القراءة - 5
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن. نيويورك، الولايات المتحدة. 23 يناير 2024 - AFP
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن. نيويورك، الولايات المتحدة. 23 يناير 2024 - AFP
نيويورك-أ ف ب

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه "غير مقبول" ومن شأنه أن يطيل أمد النزاع في قطاع غزة.

وقال جوتيريش في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن ما سمعناه "الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول".

وأضاف: "هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطراً بالغاً على السلم والأمن الدوليين".

وشدّد على أن هذا الأمر من شأنه "أن يفاقم الاستقطاب، وأن يشجّع المتطرفين في كل مكان".

وتابع جوتيريش: "يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة تماماً"، لافتاً إلى أن "أي رفض من جانب أي طرف لحل الدولتين يجب نبذه بحزم"، واعتبر "أنه السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في إسرائيل وفلسطين والمنطقة بأسرها".

وترفض الحكومة الإسرائيلية بحث "حل الدولتين"، في موقف يثير غضب المجتمع الدولي، وقد جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، التأكيد على معارضته أي "سيادة فلسطينية". وكان قد شدّد على "وجوب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية" على غزة والضفة الغربية المحتلة.

وأفاد جوتيريش: "يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي"، مجدداً الدعوة إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري".

نتنياهو يعارض دولة فلسطينية

والسبت الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي الجمعة، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على قطاع غزة.

وتحدث الطرفان هاتفياً قبل ذلك للمرة الأولى منذ نحو شهر، وقال بايدن بعد المكالمة إنه يعتقد أنه ما زال من الممكن أن يوافق نتنياهو على شكل ما من أشكال الدولة الفلسطينية.

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "في محادثته مع الرئيس بايدن، أكد رئيس الوزراء نتنياهو مجدداً سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا تشكل غزة بعد الآن تهديداً لإسرائيل، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة معتبراً أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى "السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن".

وأبدى بايدن بعد المكالمة الجمعة الماضية، تمسكه بحل الدولتين الذي يعتبره مراقبون منذ عقود أفضل وسيلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأميركي للصحافيين بعد مناسبة في البيت الأبيض: "هناك عدد من الأنواع لحلول الدولتين. ثمة عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة... وليس لديها جيوش".

"تدمير بوتيرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "سكان غزة يواجهون تدميراً على مستوى وبوتيرة غير مسبوقين في التاريخ الحديث.. لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

ودعا إلى فتح نقاط عبور جديدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، علماً بأن الكميات التي تدخل القطاع ضئيلة، ولا تكفي السكان الذين يتخطى عددهم المليوني نسمة، كما دعا إلى السماح للوكالات الإنسانية باستخدام ميناء أسدود لإيصال المساعدات.

ووصف جوتيريش الوضع الإنساني في غزة بـ"المروع"، محذراً من أن الأمراض تنتشر في القطاع المحاصر في ظل انهيار المنظومة الصحية. وقال إن إيصال المساعدات لغزة "غير كاف بشكل كبير"، واعتبر أنه من "محض الخيال" أن نتصور إمكانية عيش 2.2 مليون شخص على المساعدات فقط.

وأضاف أن شعب غزة لا يواجه فقط خطر القتل أو الإصابة جراء القصف، وإنما احتمالات متزايدة للإصابة بالأمراض المعدية، مؤكداً أنه "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أن العشرات من موظفي الإغاثة ينتظرون منذ شهور للحصول على تأشيرات من إسرائيل، التي رفضت معظم بعثات المساعدات التي كانت مقررة في النصف الأول من يناير الجاري.

وتابع أن المنظمة الأممية تواجه "عملية مرهقة" لفحص المساعدات و"رفضاً غير مبرر لأشياء تشتد الحاجة إليها"، كما أكد الحاجة إلى الوصول لشمال غزة، وللمزيد من نقاط العبور إلى القطاع، وضرورة استئناف دخول المساعدات من ميناء أسدود الإسرائيلي.

تصنيفات

قصص قد تهمك