رئيس إيران يدعو للتصدي لمحاولات "إثارة" التوتر مع باكستان

إسلام أباد تندد بسقوط 9 من مواطنيها في هجوم بجنوب شرق إيران

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستلم في طهران أوراق اعتماد السفير الباكستاني لدى طهران محمد مدثر تيبو. 27 يناير 2024 - AFP
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستلم في طهران أوراق اعتماد السفير الباكستاني لدى طهران محمد مدثر تيبو. 27 يناير 2024 - AFP
دبي-الشرقوكالات

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت، على ضرورة "التصدي الحازم" لأي محاولة ترمي إلى إثارة التوتر في العلاقات مع باكستان، واصفاً الحدود المشتركة الإيرانية-الباكستانية بأنها "فرصة مواتية للتبادل الاقتصادي وتعزيز الأمن"، وذلك بعد سقوط 9 باكستانيين في هجوم مسلح بجنوب شرق إيران.

وقال رئيسي خلال لقاء السفير الباكستاني الجديد لدى إيران محمد مدثر تيبو، إن البلدين "الشقيقين" إيران وباكستان، "تربط بينهما أواصر وثيقة لن تنقطع، ومتجذرة في مشتركاتهما الدينية والثقافية والحضارية".

واعتبر الرئيس الإيراني أن "أمن باكستان من أمن إيران"، لافتاً إلى التداعيات والآثار "المخربة" لنشاطات جماعات مسلحة قال إنها "تنفذ أجندات القوى الأجنبية في المنطقة لتهديد مصالح الدول الإقليمية جميعاً".

وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة "التصدي بجد لأي محاولة ترمي إلى إثارة الأجواء في العلاقات بين طهران وإسلام أباد"، أملاً بأن "تسهم جهود السفير الباكستاني الجديد لدى إيران، في اتخاذ خطوات مؤثرة لتوسيع العلاقات الثنائية بكافة المجالات".

"صفحة جديدة"

من جهته، أعرب السفير الباكستاني الذي قدم، السبت، أوراق اعتماده لرئيسي، عن "استعداد إسلام أباد لفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية مع طهران"، مضيفاً: "نرحب بخارطة الطريق الواضحة للرئيس الإيراني لإرساء التقارب والتعاون بين الدول الإقليمية".

ونوه السفير الباكستاني "بوجود إرادة وتعهد عند قادة باكستان بشأن تعزيز العلاقات القائمة على الأخوة مع إيران، وأن إسلام أباد لن تسمح للأعداء باستغلال الحدود المشتركة بين البلدين".

وأشار إلى أنه "رغم جهود الأعداء ومضمري السوء حيال العلاقات الإيرانية الباكستانية، لكن علاقاتنا عريقة واستراتيجية، وباكستان مستعدة لكي تفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية مع إيران".

وشدد على أن "المسؤولين الباكستانيين يلزمون أنفسهم تأمين المناطق الحدودية والتصدي لأي محاولة استهداف وزعزعة الوضع الأمني في هذه المناطق".

هجوم سراوان

وجاء اللقاء بالتزامن مع قتل مسلحين 9 باكستانيين في هجوم، السبت، على منزل بجنوب شرق إيران قرب الحدود مع باكستان، وفق ما أفادت وسيلة إعلام رسمية ومسؤولين باكستانيين بعد 10 أيام من تبادل ضربات بين البلدين عبر الحدود في المنطقة المضطربة.

وقالت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء "بحسب شهود، قتل رجال مسلّحون 9 أشخاص غير إيرانيين في منزل قرب مدينة سراوان" في محافظة سيستان-بلوشستان.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن الشرطة تبحث عن المسلحين الثلاثة الذين فروا بعد إطلاق النار.

وذكرت جماعة "حال وش" الحقوقية التابعة للبلوش على موقعها الإلكتروني أن الضحايا باكستانيون كانوا يعيشون في ورشة لتصليح السيارات ويعملون بها، لافتةً إلى أن 3 آخرين أصيبوا.

وبحسب وسائل إعلام رسمية، لم يعلن أي فرد أو جماعة المسؤولية عن إطلاق النار في مدينة سارافان الواقعة بمنطقة سيستان وبلوشستان المضطربة.

هجوم "مشين"

ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بالوش بهجوم "فظيع" و"مشين"، مطالبة السلطات الإيرانية بـ"التحقيق في الحادث ومحاسبة الضالعين في هذه الجريمة البغيضة".

وأضافت أن سفارة باكستان في إيران "ستبذل ما في وسعها لإعادة جثث الضحايا في أقرب وقت"، مؤكدة أن "هجمات جبانة مماثلة لن تردع تصميم باكستان على مكافحة الإرهاب".

من جهته، قال السفير الباكستاني لدى طهران على منصة X: "أشعر بصدمة كبيرة بسبب القتل المروع لـ9 باكستانيين في سارافان. ستقدم السفارة الدعم الكامل للعائلات الثكلى، طلبنا من إيران تقديم التعاون الكامل في هذا الشأن".

وفي 16 يناير الجاري، شنت إيران هجوماً بصواريخ ومسيرات على أهداف وصفتها بأنها "إرهابية" في باكستان وردّت باكستان بضرب أهداف لمسلحين داخل الأراضي الإيرانية في 18 يناير. وأودى الهجومان بحياة 11 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات.

وتسبب ذلك بتوتر دبلوماسي، واستدعت باكستان سفيرها من طهران، وأعلنت أن سفير إيران الذي كان يقوم بزيارة لبلده، لن يسمح له بالعودة إلى إسلام أباد.

غير أن الدولتين أعلنتا في 22 يناير الجاري، عودة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها، على أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام آباد، الاثنين المقبل.

وأثارت الضربات المتبادلة قلق المجتمع الدولي، بينما تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة في التوترات، بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك