قالت كوريا الجنوبية، إن جارتها الشمالية أطلقت صواريخ "كروز"، الثلاثاء، صوب البحر قبالة ساحلها الغربي، في ثالث مرة تختبر فيها بيونج يانج هذا النوع من الصواريخ في أقل من أسبوع.
وأوضحت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن الصواريخ "أطلقت في نحو الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين).
وذكرت الهيئة في بيان أن "أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية تعمل على تحليل عملية الإطلاق هذه بعمق"، مضيفة: "جيشنا يتعاون على نحو وثيق مع الولايات المتحدة، ويعزز في الوقت نفسه المراقبة واليقظة. نراقب أنشطة كوريا الشمالية من كثب".
ويأتي الإطلاق وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وفي أعقاب وابل آخر من صواريخ كروز أطلقته بيونج يانج قبالة ساحلها الشرقي الأحد الماضي.
وتعود آخر تجربة صاروخية لكوريا الشمالية إلى 18 ديسمبر الماضي، عندما أطلقت صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز "هواسونج-18" يعمل بالوقود الصلب، باتجاه بحر الشرق.
عقوبات كورية جنوبية
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، فرض عقوبات على فردين و3 كيانات و11 سفينة مرتبطة ببرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
ويأتي إعلان العقوبات بعد أيام من إطلاق كوريا الشمالية، لصاروخ جديد متوسط المدى أسرع من الصوت، ويعمل بالوقود الصلب، وهو ما نددت به كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشدة باعتباره "انتهاك خطير لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
وقالت الوزارة، إن الخاضعين للعقوبات الجديدة متورطون بشكل رئيسي في تهريب الطاقة بشكل غير قانوني عبر البحر.
وفي مواجهة الجمود في الأمم المتحدة، لجأت سول إلى فرض عقوبات على بيونج يانج بشكل مستقل أو بالاشتراك مع واشنطن وطوكيو، وذلك سعياً للضغط على مصادر تمويلها.
تصريحات متبادلة
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، قال إن أي انتهاك من جانب جارته الكورية الجنوبية "ولو حتى مليمتر واحد" من أراضي بلاده، سيُشعل حرباً بين الجانبين، وذلك في تحذير يأتي في أعقاب حل بيونج يانج الوكالات الحكومية المكلفة بملف إعادة التوحيد بين البلدين، بينما أعلنت سول أنها سترد "أضعافاً مضاعفة" على أي استفزاز من جانب جارتها الشمالية.
وقال "كيم" في كلمة أمام برلمان بلاده: "إذا انتهكت جمهورية كوريا، ولو حتى مليمتر واحد، من أراضينا أو مجالنا الجوي أو البحري، فسيُعتبر ذلك استفزازاً للحرب"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الشمالية.
وأشار الزعيم الكوري الشمالي إلى أن بلاده لا تعترف بخط الحد الشمالي الذي يُمثّل عملياً الحدود البحرية بين البلدين، إذ جاء تحذير كيم بعدما أعلن برلمان بلاده حل الوكالات الحكومية المكلفة بمسائل تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع جارته الجنوبية.
بدوره، حذَّر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول من أن بلاده سترد "أضعافاً مضاعفة" على أي استفزاز من جانب جارتها الشمالية التي تمتلك أسلحة نووية.
وقال يون خلال جلسة للحكومة، إنه "إذا قامت كوريا الشمالية باستفزاز، فسنرد عليه أضعافاً مضاعفة"، مشدداً على أن جيش بلاده لديه "قدرات رد ساحقة".
وتدهورت العلاقات بين الكوريتين بشكل حاد العام الماضي، كما دفع إطلاق بوينج يانج قمراً صناعياً لأغراض التجسس، سول إلى تعليق اتفاق عسكري أُبرم في عام 2018، كان يرمي إلى نزع فتيل التوترات بين البلدين.