فرنسا وبريطانيا تعززان تعاونهما لوقف الهجرة عبر "المانش"

time reading iconدقائق القراءة - 5
قارب لخفر السواحل يقوم بجر قوارب مطاطية صغيرة سبق استخدامها في عبور قناة المانش. دوفر، بريطانيا. 12 أكتوبر 2021. - Reuters
قارب لخفر السواحل يقوم بجر قوارب مطاطية صغيرة سبق استخدامها في عبور قناة المانش. دوفر، بريطانيا. 12 أكتوبر 2021. - Reuters
باريس/لندن-أ ف ب

أعلن وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي، الثلاثاء، أن بريطانيا وفرنسا تعتزمان تكثيف جهودهما لوقف عبور قوارب المهاجرين لقناة المانش، بعد أن أظهرت الأرقام أن أكثر من ألف مهاجر عبروا الممر المائي حتى الآن هذا الشهر.

وأجرى كليفرلي محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جيرالد دارمانان أشاد خلالها الطرفان بما أفضى إليه تعزيز التعاون بين بلديهما العام الماضي من انخفاض بنسبة 36% في عمليات العبور.

لكن أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية أظهرت أن أكثر من ألف شخص عبروا من فرنسا إلى بريطانيا حتى الآن في يناير، بينهم 276 قاموا بالرحلة المحفوفة بالمخاطر يوم الأحد الماضي فقط. 

وقال كليفرلي لوكالة فرانس برس "سنتوسع في هذا العمل بشكل أوثق لوقف نموذج العمل الشرير لمهربي البشر"، مضيفاً أن الأرقام الخاصة بشهر يناير "ليست ما يبغي أي منا أن يراه".

لكنه أضاف أن الانخفاض عام 2023 "لا يمكن نسبه إلى الطقس، إذ إنه في الحقيقة إشارة إلى علاقة العمل الممتازة والوثيقة التي تربطنا بفرنسا".

وتابع "أنا حريص جداً على مواصلة علاقة العمل الممتازة مع وزير الداخلية دارمانان والسلطات الفرنسية بشكل عام".

وأفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية البريطانية أن الجانبين اتفقا على "تسريع تنفيذ" الاتفاق بين باريس ولندن لتعزيز التعاون اعتباراً من مارس 2023. 

وأضاف أن هذه الخطوة "تسرّع نشر" معدات مراقبة جوية، "وتضمن مستويات غير مسبوقة من التغطية لتمكين سلطات إنفاذ القانون الفرنسية من اعتراض محاولات العبور في أسرع وقت ممكن".

30 ألف مهاجر في 2023

ووصل نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى السواحل البريطانية في 2023 عن طريق المانش على متن قوارب صغيرة في تراجع كبير مقارنة مع 2022 الذي كان عاماً قياسياً.

ويتم متابعة هذه الأرقام عن كثب في المملكة المتحدة بعد أن وعدت الحكومات المحافظة المتعاقبة "باستعادة السيطرة على الحدود" بعد اتفاقية بريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي).

والهجرة ستكون قضية رئيسية في حملة الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في عام 2024. كما وعد رئيس الوزراء ريشي سوناك بإيقاف عبور المهاجرين غير الشرعيين للمانش.

وفي 2023، عبر 29 ألف و437 مهاجراً مقارنة بـ 45 ألف و774 في 2022، وفقاً لأرقام وزارة الداخلية البريطانية. ومع ذلك، لا تزال أرقام عام 2023 ثاني أعلى أرقام مسجلة على الإطلاق، أعلى من تلك المسجلة في 2021 (28 ألف و526).

و20% من المهاجرين الذين وصلوا إلى السواحل البريطانية في 2023 من أفغانستان وفقاً لبيانات وزارة الداخلية البريطانية حتى 29 نوفمبر. ويأتي بعدهم الإيرانيون الذين يشكلون 12% من المهاجرين ثم الأتراك (11%) والإريتريون (9%) والعراقيون (9%).

وانخفض بأكثر من 90% عدد الألبان الذين كانوا أكثر الأشخاص الذين عبروا الحدود في 2022 (12658). بعد أن توصلت لندن وتيرانا إلى اتفاق لمنع الألبان من المغادرة بشكل غير شرعي إلى المملكة المتحدة. وأشادت الحكومة البريطانية مراراً بهذه الاتفاقية.

وتسبب عبور قوارب المهاجرين لممر الشحن المائي الأكثر ازدحاماً في العالم بأزمة لحكومة المحافظين في بريطانيا، وقد تعهد رئيس الوزراء ريشي سوناك العام الماضي "بوقف القوارب".

وبموجب الاتفاق المبرم بين سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مارس 2023، تعهدت لندن بزيادة التمويل الذي تمنحه لفرنسا لمكافحة عمليات مكافحة الهجرة إلى 541 مليون يورو حتى عام 2026.

الترحيل إلى رواندا

وقبل نحو أسبوعين دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مجلس اللوردات لإقرار مشروع القانون المثير للجدل الذي طرحه حول الهجرة، والذي ينص على ترحيل المهاجرين الوافدين بصورة غير قانونية إلى البلاد إلى رواندا، معتبراً ذلك "أولوية وطنية ملحة".

وأقر النواب في مجلس العموم بغالبية مريحة النص المثير للجدل الذي يواجه انتقادات شديدة بما في ذلك في الأمم المتحدة، بعد مناقشات محتدمة وانقسام داخل الحزب المحافظ مع ضغوط يمارسها يمينه لتشديد مشروع القانون واستقالة عدد من قادة الحزب.

وشكل ذلك التصويت بالنسبة لسوناك اختباراً جديداً لمدى سيطرته على حزبه المنقسم والمتخلف 27 نقطة عن المعارضة العمالية، وفق ما أظهر استطلاع للرأي جديد لمعهد "يوغوف" نشرت نتائجه الخميس.

وأحيل النص الذي يعتبر رواندا بلداً آمناً يمكن ترحيل طالبي اللجوء إليه، على مجلس اللوردات حيث ارتفعت مرارات أصوات منتقدة له.

وقال سوناك "لدينا خطة، وهذه الخطة تأتي بنتيجة"، مؤكداً أن القانون هو "وسيلة ردع مفيدة" لثني المهاجرين عن القدوم بصورة غير قانونية إلى بريطانيا، وخصوصاً في قوارب صغيرة عبر بحر المانش.

تصنيفات

قصص قد تهمك