رفض البيت الأبيض، الأحد، مشروع قرار قدمه نواب جمهوريون لمجلس النواب يقضي بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار في إطار الحرب التي تشنها على قطاع غزة دون تخصيص مساعدات لأوكرانيا، ووصفه بأنه "مناورة سياسية خبيثة"، للجمهوريين، مشدداً على أن أمن تل أبيب "ينبغي أن يكون مقدساً".
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون في رسالة إلى الأعضاء، إن "المجلس بكامل هيئته قد يصوّت هذا الأسبوع على مشروع قانون التمويل الذي طرحته لجنة المخصصات بالمجلس".
ومن المتوقع أن تتضمن الحزمة أيضاً مقترحات لتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك.
البيت الأبيض: "مناورة خبيثة"
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان، الأحد، إن "الإدارة تعمل منذ أشهر مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين على اتفاقية أمن قومي تؤمن حدودنا، وتوفر الدعم لشعبي أوكرانيا وإسرائيل".
وأضاف البيان: "في الوقت الذي أصبح النص التشريعي وشيكاً، يخرج الجمهوريون في مجلس النواب بأحدث مناوراتهم السياسية الخبيثة"، مشدداً على أن "أمن إسرائيل ينبغي أن يكون مقدساً، وليس لعبة سياسية".
وتابع: "نعارض بشدة هذه الحيلة التي لن تفيد بأي حال في تأمين الحدود، ولا تساهم في مساعدة شعب أوكرانيا في الدفاع عن نفسه ضد عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال"، بحسب البيان.
وحض البيان الجمهوريين في مجلس النواب على "العمل على نحو مشترك بين الحزبين، مثلما تفعل الإدارة ومجلس الشيوخ، بشأن قضايا الأمن القومي الملحة هذه".
وكان مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وافق في السابق على تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار دولار، ولكن بشرط أن يتم دفعها عن طريق استقطاع جزء كبير من الأموال التي كانت مخصصة بالفعل لدائرة الإيرادات الداخلية الأميركية.
ورفض مجلس الشيوخ، الذي يُسيطر عليه الديمقراطيون هذا الشرط، ولكن من المتوقع أن يكشف النقاب عن حزمة تشريعية من شأنها أن دعم إسرائيل، إضافة إلى تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وأمضى مجلس الشيوخ الأميركي أشهراً في محاولة صياغة حزمة شاملة من شأنها أن تربط بين تمويل أوكرانيا وتأمين الحدود الجنوبية، لكن انفتاح الجمهوريين على مثل هذه الصفقة تضاءل مع استمرار المحادثات.
ويتخذ زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر خطوات لبدء مناقشة مشروع القانون متعدد الجوانب هذا الأسبوع، على أن يكون التصويت الإجرائي الأول في موعد أقصاه يوم الأربعاء.
"تحديث الأنظمة الصاروخية لإسرائيل"
ووفقاً للجنة المخصصات بمجلس النواب، فإن التمويل بقيمة 17.6 مليار دولار سيستخدم للمساعدة في تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة إضافية، وإنتاج المدفعية والذخائر الأخرى.
كما سيتم استخدام بعض الأموال لتجديد الأسلحة الأميركية المقدمة لإسرائيل.
وقال جونسون في رسالته: "الحاجة إلى دعم أقرب حلفائنا وقواتنا في المنطقة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".
وليس واضحاً إن كان أعضاء مجلس النواب من أقصى اليمين سيرفضون تمويل إسرائيل دون توفير قدر مماثل من الأموال في أجزاء أخرى من الميزانية.
ويصر الجمهوريون في مجلس النواب على أن تكون أي مساعدات جديدة لأوكرانيا مصحوبة بضوابط أميركية قوية جديدة على الحدود، في وقت تحاول فيه أعداد قياسية من المهاجرين دخول الولايات المتحدة.
وبينما يعتزم مجلس الشيوخ القيام بذلك، قال جونسون إن حزمة أمن الحدود التي سيُكْشَف عنها في المجلس غير كافية.
وقبل أن يسلم الدعم العسكري الجديد لإسرائيل أو أوكرانيا، يتعين على مجلسي النواب والشيوخ إقرار مشروع القانون نفسه قبل إرساله إلى الرئيس جو بايدن للتوقيع عليه ليصبح قانوناً.