إبعاد "حزب الله" وترسيم الحدود.. مقترح أميركي لوقف التصعيد بين إسرائيل ولبنان

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي-الشرق

بحث مبعوث الرئيس الأميركي الخاص آموس هوكستين مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، تطورات الأوضاع على الحدود مع لبنان، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود "بوادر إيجابية" للتهدئة وفق مقترح أميركي، فيما أكد مصدر مقرب من جماعة "حزب الله" اللبنانية لـ"الشرق" أنه لا مفاوضات قبل وقف الحرب على قطاع غزة.

وحمل هوكستين في جعبته "مقترحاً دبلوماسياً" من مرحلتين، قد يفضي إلى إنهاء التوترات والهجمات المتبادلة بين جماعة "حزب الله" وتل أبيب، والتي تأججت في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق موقع "واي نت" الإسرائيلي التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

مقترح على مرحلتين

ويتكون المقترح الأميركي مرحلتين، تتمثل الأولى في أن "يوقف حزب الله هجماته على شمال إسرائيل، على أن تنسحب قواته من حدود الجنوب اللبناني باتجاه الشمال على بُعد ما بين 8 إلى 10 كيلومترات، مع زيادة انتشار قوات اليونيفيل، والجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، ومن ثَم عودة الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم إلى المستوطنات في الشمال".

وفي المرحلة الثانية، تبدأ المفاوضات لترسيم الحدود البرية، بما في ذلك مناقشة 13 نقطة تحفظ بين البلدين، في حين ستدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تقديم "حوافز اقتصادية" لصالح اللبنانيين.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تطلب إبعاد "حزب الله" عن الحدود لإنهاء التوترات مع لبنان

أبلغت إسرائيل إدارة بايدن بأنها تريد إبعاد مقاتلي حزب الله لنحو 10 كيلومترات عن الحدود، كجزء من اتفاق دبلوماسي يهدف لـ"إنهاء التوترات" مع لبنان.

ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً شبه يومي للقصف بين "حزب الله" وإسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود.

وبعد نزوح عشرات الآلاف من سكانها في الشمال، هددت إسرائيل بتصعيد القتال في لبنان ما لم يتوقف "حزب الله" عن شن هجمات عبر الحدود، وطلبت المساعدة من الغرب في إيجاد حل دبلوماسي في بيروت.

وحصل هوكستين على الضوء الأخضر لترتيب المقترح الأميركي من لبنان، لكن ليس من الواضح ما إذا كان "حزب الله" قد وافق على هذا الترتيب.

وطلب المبعوث الأميركي، الذي اجتمع مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وعضو حكومة الحرب بيني جانتس، من تل أبيب "أن تعطي لمقترحه فرصة".

وبشأن إبعاد "حزب الله" 8 كيلومترات عن الحدود، وفق المقترح الأميركي الذي تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، قال المصدر المقرب من الجماعة اللبنانية إن "هذا الأمر غير مطروح بالنسبة لنا بتاتاً". وتابع: "لا تعليق على مقترح هوكستين قبل أن يستلمه حزب الله، ويطّلع عليه".

"بوادر إيجابية"

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إن هناك ما وصفتها بأنها "بوادر إيجابية" تمهد لإمكانية إنهاء التوتر بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل.

وأوضحت الهيئة أن هوكستين وصل إسرائيل، وبجعبته حلول تبعث إشارات إيجابية بشأن إمكانية إنهاء التوتر عبر القنوات الدبلوماسية.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين كبار في إسرائيل قولهم إن "شعوراً أفضل ينشأ من اللقاءات مع القنوات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة مقارنة بما كان عليه الحال في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي".

وقال المسؤولون: "هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر، والتوصل إلى تسوية دبلوماسية"، مشيرين إلى أن الصيغة الأميركية التي تطرح في المناقشات تحظى باتفاق إسرائيلي عام على بنودها.

وقال جالانت خلال لقائه هوكستين في تل أبيب إن "إسرائيل ملتزمة تجاه شعبها، ومستعدة لحل الأزمة القائمة بالوسائل الدبلوماسية"، لكنه أكد "استعدادها أيضاً للسيناريوهات الأخرى"، في إشارة إلى إمكانية التحرك عسكرياً، وهو الأمر الذي سبق أن تعهَّد به مسؤولون إسرائيليون خلال الأشهر الماضية.

ولفت الوزير الإسرائيلي إلى أنه بحث مع المبعوث الأميركي "تغيير الوضع الأمني ​​على الحدود الشمالية (مع لبنان)، وضرورة عودة السكان النازحين في الشمال إلى منازلهم".

وعبَّر جالانت عن شكره للدور الذي لعبته الولايات المتحدة "من أجل التوصل لحل دبلوماسي وتغيير الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل".

توسيع العمليات العسكرية

من جهته، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس عبر منصة "إكس" عقب لقائه المبعوث الأميركي إنه "أبلغ هوكستين أن لبنان مسؤولة عن الأعمال الإرهابية التي تنطلق من أراضيها"، مؤكداً أن إسرائيل "ستوسع وتعمق عملياتها العسكرية إذا لم يزل المجتمع الدولي ولبنان هذا التهديد، وذلك بغض النظر عن الحرب على غزة".

وعبَّر جانتس عن تقديره البالغ لـ"الجهود الكبيرة والدور المهم الذي تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما في تسهيل العودة الآمنة للمحتجزين (لدى حماس)، والحد من (دور) محور إيران الإرهابي، واستعادة الاستقرار في المنطقة"، على حد قوله.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه دمر مواقع يقول إن "حزب الله" أطلق منها صواريخ، ومواقع مراقبة تابعة للجماعة في جنوب لبنان.

وأوضحت صحيفة "جوراليزم بوست" الإسرائيلية أن هوكستين لعب دوراً فعالاً خلال اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم مع لبنان عام 2022، لافتة إلى أنه سعى خلال زيارته إلى إسرائيل التي تمت في نوفمبر الماضي، إلى الحد من تجدد أعمال العنف الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل.

وفي خضم القلق المتزايد من اتساع نطاق التصعيد، حضَّ مسؤولون غربيون ممن زاروا بيروت مؤخراً، على ضبط النفس وتجنُّب حصول تصعيد إضافي بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بينهما.

وهاجمت إسرائيل منذ أكتوبر الماضي، أكثر من 50 هدفاً لـ"حزب الله" في سوريا، و3400 هدف في لبنان، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي لفت إلى سقوط 200 "قيادي" بالجماعة اللبنانية في هذه الضربات، على حد قوله.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن إسرائيل "هاجمت في لبنان 120 نقطة مراقبة حدودية و40 مستودعاً للصواريخ وغيرها من الأسلحة وما يزيد على 40 مركزاً للقيادة".

وأوضح أن إسرائيل نشرت في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر الماضي "3 فرق من الجيش على الحدود مع لبنان تحسباً لانضمام (حزب الله) إلى الحرب".

وبحسب تعداد لوكالة "فرانس برس"، لقي 218 شخصاً على الأقل حتفهم في لبنان، معظمهم من مقاتلي "حزب الله"، و26 مدنياً على الأقل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 9 عسكريين و6 مدنيين في شمال إسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك