أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إجراء تدريبات عسكرية جوية في منطقة البحر الأسود بدأت في 17 أبريل الجاري، وتشارك فيها أكثر من 50 مقاتلة وقاذفة وطائرة هجومية، بحسب بيان للوزارة نشرته وكالة "إنترفاكس" الروسية.
وحلقت طائرات هجومية حديثة من بينها مقاتلات Su-25SM3 من قاعدتها الجوية في شبه جزيرة القرم إلى ضواحي مدينة أستراخان الجنوبية.
وقال البيان: "إجمالاً تشارك في هذه التدريبات أكثر من 50 طائرة تابعة لقسم الطيران العملياتي والتكتيكي لسلاح الجو والدفاع الجوي والطيران البحري لأسطول البحر الأسود".
وأضافت الوزارة: "المقاتلات المشاركة من طراز Su-27SM و Su-30SM وقاذفات Su-24M و Su-34، بالإضافة لطائرات هجومية من طراز Su-25SM3، وستنفذ عمليات بينها إطلاق صواريخ وقصف أهداف بحرية للعدو الافتراضي".
في السياق ذاته قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن المناورات العسكرية التي أجرتها روسيا في البحر الأسود بالقرب من ممرات الشحن التجارية، تهدد بخنق الاقتصاد الأوكراني، نقلاً عن وثيقة مسربة من وزارة الدفاع الأوكرانية.
وأضاف الموقع أن المناورات العسكرية الروسية تشغل 27% من البحر الأسود، بحسب الوثيقة التي ذكرت أيضاً أن موسكو تعمل على الاستفادة من البنية التحتية المدنية في الأغراض العسكرية، لافتة إلى أن موسكو قامت بتركيب رادارات على منصات الغاز الطبيعي التي استولت عليها من أوكرانيا بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، جون كيربي، من أن التعزيزات العسكرية الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا هي أكبر مما كانت عليه في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها، واصفاً هذا الانتشار بأنه "مقلق بشكل جدي"، في الوقت الذي قال فيه المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن أعداد الجنود الروس المحتشدين على الحدود مع أوكرانيا، يصل إلى 150 ألف جندي، ثم تراجع وعدل عدد الجنود إلى 100 ألف جندي.
وتسمح أنظمة الرادارات، بتعزيز نفوذ وتواجد الجيش الروسي في أماكن لا يجب التواجد فيها، خاصة بعد أن اتهمت روسيا بولندا بالقيام بأنشطة "استفزازية" بالقرب من خط أنابيب "نورد ستريم 2" في بحر البلطيق، والذي أوشكت روسيا على الانتهاء من إنشائه لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا دون المرور عبر أوكرانيا.
تسليح البنية التحتية
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت، أن موسكو ستعلق حتى أكتوبر هذا العام، حركة ملاحة السفن العسكرية والرسمية الأجنبية في 3 مناطق بالبحر الأسود، ضمن سواحل شبه جزيرة القرم.
ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الرسمية، عن إدارة الإبحار في وزارة الخارجية الروسية، أنه"سيتم تعليق عبور السفن العسكرية وسفن رسمية أخرى في المياه الإقليمية التابعة للاتحاد الروسي، من الـ24 من أبريل حتى الـ31 من أكتوبر 2021".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي، تحذيره من أن "تسليح روسيا للبنية التحتية للطاقة في البحر الأسود"، في إشارة إلى قرب الانتهاء من مشروع "نورد ستريم 2" وبدء تشغيله في بحر البلطيق الموازي للبحر الأسود.
وتصف الوثيقة المسربة، تصعيد الوجود الروسي على كافة الجهات الحدودية مع أوكرانيا، بوحدات قتالية ذات قدرات عالية، بأنه "قد يكون أكثر من مجرد عمليات استعراض للقوة، بل تهدف إلى أغراض أكثر شراً"، بحسب الموقع.
"التضييق على أوكرانيا"
وتشير الوثيقة إلى عدة احتمالات وراء تعزيز النفوذ العسكري في المنطقة، تتمثل في رغبة الكرملين في صرف الانتباه عن المشكلات السياسية في داخل روسيا، قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر، أو مواجهة مناورات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أو "التضييق على أوكرانيا لتغيير مسارها السياسي الإيجابي" البعيد عن روسيا والقريب من دول الاتحاد الأوروبي، حسبما نقل "أكسيوس".
وتلفت الوثيقة في تحليلها للتواجد والانتشار العسكري الروسي في المنطقة، إلى احتمالية أن تسعى روسيا لـ"استفزاز القوات الأوكرانية من أجل خلق ذريعة لتوغل عسكري كما فعلت في جورجيا عام 2008".
"انتشار مقلق"
المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قال، الاثنين، إن التعزيزات على طول الحدود مع أوكرانيا هي أكبر مما كانت عليه عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، إليها، واصفاً هذا الانتشار بأنه "مقلق بشكل جدي".
وأضاف كيربي في مؤتمر صحافي "نستمر بمشاهدة هذه التعزيزات، وهي كما كانت في السابق مثار قلق جدي بالنسبة إلينا"، معتبراً أنها "لا تساعد على حفظ الأمن والاستقرار على طول الحدود مع أوكرانيا، وحتماً في القرم المحتلة"، "سمعنا الروس بالتأكيد يعلنون أن هذا كله يتعلق بالتدريب"، مشيراً إلى أنه "ليس من الواضح لنا تماماً إن كان هذا هو الهدف بالضبط".
أرقام متضاربة
وعلى الرغم من إعلان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أعداد الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا، تحفظ المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، عن الحديث عن أي أعداد أو تشكيلات، مشيراً إلى أنه لن يخوض في تحديد الأعداد أو تشكيلات القوات في ما يخص التعزيزات الروسية.
وبعد أن قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في خطاب له، إن أعداد الجنود الروس المحتشدين على الحدود مع أوكرانيا، يصل إلى 150 ألف جندي، صحح الاتحاد الأوروبي خطاب وزيره وخفض عدد الجنود إلى 100 ألف جندي.
وجاء في النص الذي نشره مكتب بوريل الإعلامي، أن الوزير قال عقب مؤتمر عبر الفيديو مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، "هناك خطر تصعيد مع نشر 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا. إنه أكبر انتشار عسكري روسي على الحدود الأوكرانية على الإطلاق".
إلا أن بوريل كان تحدث في المؤتمر الصحافي الذي تلا الاجتماع، عن 150 ألف جندي روسي، رافضاً الكشف عن مصدر معلوماته، ليتم تصحيح هذا العدد دون تفسير.
اقرأ أيضاً: