صوّت البرلمان الكوري الشمالي لصالح إلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة مع كوريا الجنوبية بشأن تعزيز التعاون الاقتصادي، وسط استمرار التدهور الحاد في العلاقات بين البلدين، وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
وصوت المجلس الذي يتخذ الخطوات الرسمية لتبني السياسة التي يمليها حزب العمال الحاكم، على إلغاء القوانين التي تنظم العلاقات الاقتصادية مع سول بما في ذلك القانون الخاص بتشغيل مشروع جبل كومكانج السياحي، الذي اعتبر في الماضي رمزاً للتعاون بين الجارتين، وكان يجذب مئات آلاف الزوار من الشطر الجنوبي.
وتوقفت الرحلات السياحية إلى الجبل فجأة عام 2008 بعد قتل سائح كوري جنوبي ضل طريقه إلى منطقة محظورة برصاص حراس شماليين، ما دفع سول إلى تعليق الرحلات إلى الموقع.
ويطرأ جمود على العلاقات بين الكوريتين، فيما تسرع بيونج يانج برامجها لتطوير الأسلحة، وتعزز سول تعاونها العسكري مع واشنطن وطوكيو، بينما مشروعات التعاون الاقتصادي بين الكوريتين معلّقة منذ سنوات.
وخلال اجتماع تحضيري للجمعية الشعبية العليا، الأربعاء، صوّت المسؤولون لصالح إلغاء القانون المرتبط بالتعاون الاقتصادي بين الكوريتين "مع موافقة بالإجماع"، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الكورية.
وتقول كوريا الشمالية إنها تعتبر الآن جارتها الجنوبية عدواً، وفي حالة حرب، وألغت، العام الماضي، اتفاقاً عسكرياً سبق توقيعه في 2018، وكان يهدف إلى تهدئة التوترات بالقرب من الحدود العسكرية التي جرى تحديدها بموجب هدنة أنهت الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953.
وبشكل منفصل، ذكرت الوكالة أن الزعيم كيم جونج أون قام الأربعاء بجولة في مصانع تنتج السلع الاستهلاكية والأغذية، وأعطى توجيهات لتطوير المنشآت في إطار تنفيذ سياسة إقليمية جديدة.
تهديدات متبادلة
وكان الزعيم الكوري الشمالي، قال في وقت سابق، إن أي انتهاك من جانب جارته الكورية الجنوبية "ولو حتى مليمتر واحد" من أراضي بلاده، سيُشعل حرباً بين الجانبين، وذلك في تحذير يأتي في أعقاب حل بيونج يانج الوكالات الحكومية المكلفة بملف إعادة التوحيد بين البلدين، بينما أعلنت سول أنها سترد "أضعافاً مضاعفة" على أي استفزاز من جانب جارتها الشمالية.
وقال كيم في كلمة أمام برلمان بلاده: "إذا انتهكت جمهورية كوريا، ولو حتى مليمتراً واحداً، من أراضينا أو مجالنا الجوي أو البحري، فسيُعتبر ذلك استفزازاً للحرب"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الشمالية.
وأشار الزعيم الكوري الشمالي إلى أن بلاده لا تعترف بخط الحد الشمالي الذي يُمثل عملياً الحدود البحرية بين البلدين، إذ جاء تحذير كيم بعدما أعلن برلمان بلاده حل الوكالات الحكومية المكلفة بمسائل تعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع جارته الجنوبية.