أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الجمعة، فوزه في الانتخابات العامة قائلاً إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف حصد أكبر عدد من الأصوات، وسيبحث مسألة تشكيل حكومة ائتلافية، وفق ما ذكرت "رويترز".
ولم يفصح شريف عن عدد المقاعد التي حصدها حزبه، وما يزال فرز الأصوات جارياً بالنسبة لآخر بضعة مقاعد من أصل 265 مقعداً جرى التنافس عليها في الانتخابات.
وأظهر أحدث فرز للأصوات نشرته اللجنة الانتخابية أن حزبه ضمن 42 مقعداً، وهو أقل بكثير من 133 مقعداً لازماً لإعلان الفوز وتشكيل حكومة.
وقال شريف إن نوابه سيلتقون أحزاباً سياسية أخرى في وقت لاحق الجمعة، للتحدث عن تشكيل حكومة ائتلافية.
وأظهرت أرقام أولية للانتخابات نتائج متقاربة جداً بين المرشحين المستقلّين المؤيّدين لرئيس الوزراء السابق المسجون حالياً عمران خان، وحزب نواز شريف، إلا أن بطء فرز الأصوات زاد من الشكوك بشأن "تلاعب محتمل بالنتائج".
ومُنعت "حركة الإنصاف الباكستانية" التي يتزعّمها خان من خوض انتخابات الخميس، كحزب، إلا أن نتائج رسمية أظهرت فوز مرشحين مستقلين مرتبطين بالحركة بـ16 مقعداً في الانتخابات التشريعية.
وقبل إعلان أولي للنتائج، قال المسؤول في الحركة، عمر أيوب خان لوسائل الإعلام، إنه "على ثقة أن حزبه سيكون قادراً على تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة بغالبية الثلثين".
وقالت الناطقة باسم حزب نواز شريف، مريم أورانجزيب، إن حزب نواز شريف يبقى في موقع جيد للفوز بإقليم بنجاب الأكثر تعداداً للسكان في البلاد، ويضم أكثر من نصف الناخبين. والفائز في هذا الإقليم عادة ما يكون في موقع قوة لتولي رئاسة الحكومة.
ويفيد مراقبون أن شريف (74 عاماً) الذي عاد إلى باكستان، بعدما أمضى أربع سنوات بمنفاه في لندن، يحظى على ما يبدو بدعم الجيش، ومن شأن فوز حزبه أن يتيح له قيادة البلاد للمرة الرابعة.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة يال الأميركية، سارة خان: "شعور الثقة بالنتيجة النهائية للاقتراع تلاشى مبكراً مع تحقيق المرشحين المرتبطين بحزب خان نتائج أفضل من المتوقع".
وأضافت: "هذا ليس بالتأكيد الاعتقاد المحدد مسبقاً الذي كان ينتظره الجميع". وانتُخِبَ نواز شريف في دائرة لاهور عاصمة الإقليم.
"تزوير قبل الانتخابات"
وتُعزى الصعوبات النسبية لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، إلى توليه السلطة بقيادة شهباز شريف، شقيق نواز بعد الإطاحة بعمران خان من رئاسة الوزراء بفضل مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022.
ويسجل حزب الشعب الباكستاني الذي شارك في هذه الحكومة، لكنه نأى عن حزب نواز شريف منافسه التاريخي خلال الحملة، نتائج أفضل من المتوقع أيضاً مع حصوله على 15 مقعداً، بحسب اللجنة الانتخابية.
وتحدث زعيم الحزب، بيلاول بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة التي اغتيلت العام 2007، عن نتائج "مشجعة جداً".
وأشارت اللجنة بداية إلى وجود "مشكلات في الإنترنت" لتبرير البطء في النتائج، إلا أن وزارة الداخلية قالت في بيان، إنه "ناجم عن تدابير احترازية متخذة لضمان الأمن المطلق لعملية الفرز".
ودُعي نحو 128 مليون ناخب للمشاركة بالاقتراع، الخميس، لانتخاب 336 نائباً في البرلمان الاتحادي والتجديد لمجالس المحافظات.
وتخللت الحملة اتهامات بحصول "تزوير قبل الانتخابات" مع استبعاد عمران خان (71 عاماً) الذي يتمتع بشعبية واسعة، وقد صدرت في حق خان ثلاثة أحكام طويلة بالسجن فيما تعرض حزبه للقمع.
وعزز قطع السلطات لخدمة الإنترنت والهواتف الجوالة، خلال يوم الاقتراع، الشكوك بشأن نزاهة الانتخابات، إذ قال مسؤول الإعلام في حزب خان، خلال الليل، "تُبذل جهود لتزوير النتائج".
وكان استطلاع للرأي أعده معهد "جالوب"، ونُشرت نتائجه خلال الأسبوع الجاري، أظهر أن 70% من الباكستانيين "لا يثقون بنزاهة الانتخابات".
ويؤشر ذلك إلى تراجع ديمقراطي في البلاد التي حكمها الجيش لعقود، لكنها تحظى بحكومة مدنية منذ عام 2008.
وفي الإطار، كتب مدير معهد جنوب آسيا في مركز "ويلسون"، مايكل كوجلمان، عبر منصة "إكس": "المخاوف من حصول تزوير للنتائج وعمليات احتيال، منتشرة وهي مشروعة".
وعول عمران خان على حصول تعبئة في صفوف الشباب كما حدث في عام 2018، إذ أن هذه الفئة متعطشة إلى التغيير بعد سيطرة الأسر السياسية التي تعتبر فاسدة على الحياة السياسية لعقود.
ولا يزال نجم الكريكت السابق، يتمتع بشعبية واسعة بسبب مواقفه المناهضة للمؤسسات القائمة، رغم توليه الحكم وتسجيل تدهور للوضع الاقتصادي عندما كان رئيساً للوزراء.