مخاوف فلسطينية وقلق دولي من الاجتياح الإسرائيلي "الوشيك" لرفح

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة جوية للخيام المؤقتة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 9 فبراير 2024 - REUTERS
صورة جوية للخيام المؤقتة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 9 فبراير 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أثار تلويح إسرائيل بشن عملية عسكرية في مدينة رفح التي باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، قلقاً دولياً وسط تحذيرات من احتمالية تفاقم "الكارثة الإنسانية"، ووقوع "حمام دم"، فيما يترقب مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الهجوم الوشيك.

وطلب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة، من جيشه الاستعداد للهجوم على رفح القريبة من الحدود مع مصر، كما أصدر توجيهات بإعداد خطة لإخلاء المدينة التي يقيم فيها أكثر من 1,3 مليون شخص.

وباتت رفح محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة مع دخول الحرب شهرها الخامس، وهي تستضيف الغالبية العظمى من النازحين الذين يقيم معظمهم في خيام عشوائية أقيمت في مختلف أنحاء المدينة، وسط ظروف إنسانية صعبة وشح في المساعدات.

وكانت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قد أعربتا عن مخاوفهما من عملية رفح.

وحذرت الخارجية الأميركية هذا الأسبوع من أن "تنفيذ عمليّة مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة". وشدّدت على أنّ الولايات المتحدة "لن تدعم" عملية عسكرية واسعة النطاق لما تنطوي عليه من خطر وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين".

مصر تحذر من "عواقب وخيمة"

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، أن بلاده تواصل اتصالاتها لوضع إطار يسمح بالتوصل إلى هدنة في غزة، محذراً من أن "الأمر يتطور بشكل سلبي، والنشاط العسكري في رفح، ينبئ بمزيد من الضحايا المدنيين ووضع إنساني كارثي".

وقال شكري في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع نظيرته البلغارية ماريا جابرييل، إن أي زيادة لرقعة الأعمال العسكرية في غزة "ستكون لها عواقب وخيمة"، مضيفاً أن "الأمر لا يحتمل مزيداً من الضحايا المدنيين، ومزيداً من التدمير".

السعودية: "كارثة إنسانية وشيكة"

من جهتها، حذرت وزارة الخارجية السعودية في بيان من "التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة"، مشيرة إلى أنها "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح".

وأكدت السعودية "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً"، وجددت مطالبتها بـ"ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".

وأشارت إلى أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".

الأردن: لا يمكن السماح بـ"حمام دم"

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أكد على منصة "إكس" أنه "لا يمكن السماح بحمام دم آخر في غزة".

وحذّر الوزير من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح "سيتسبب في مذبحة للأبرياء"، مشدداً على أنه "يجب على مجلس الأمن، والعالم أجمع، منع ذلك وإنهاء العدوان الذي وصم إنسانيتنا الجماعية.

وكانت الخارجية الأردنية حذّرت في وقت سابق "من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي عدداً كبيراً من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".

ولفت المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليبي لازاريني إلى أن "العملية العسكرية الواسعة في رفح ستفاقم بشكل هائل كابوس الأزمة الإنسانية"، مشيراً إلى وجود "خوف وقلق في رفح جنوب غزة حيث لا يوجد مفر أمام 1.4 مليون شخص ممن مروا بمعاناة لا يمكن تصورها".

قطر تطالب بتحرك عاجل لمنع "إبادة جماعية"

وأدانت الخارجية القطرية في بيان "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة"، محذرةً من وقوع "كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر".

‎ودعت الوزارة "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأكدت قطر رفضها "القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة".

ألمانيا: اجتياح رفح سيتسبب في "كارثة إنسانية"

كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من الهجوم المحتمل للجيش الإسرائيلي على رفح، لافتةً إلى أنه قد يشكل "كارثة إنسانية متوقعة".

وقالت الوزيرة في رسالة على صفحتها في منصة "إكس"، إن "المحنة في رفح تتجاوز فعلاً القدرة على الفهم. 1,3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جداً. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكل كارثة إنسانية متوقعة".

وشدّدت بيربوك على أنه "يجب أن تدافع إسرائيل عن نفسها ضد إرهاب (حماس)، ولكن مع التخفيف قدر الإمكان من معاناة السكان المدنيين"، وفق تعبيرها.

وكررت بيربوك دعوات ألمانيا إلى وقف لإطلاق النار حتى يتم أيضاً "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في نهاية المطاف"، معلنة أنها ستتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع.

كما حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من "التبعات الخطيرة لاستهداف الجيش الإسرائيلي لمنطقة رفح بقطاع غزة"، مشدداً على أن نوايا إسرائيل بفرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى رفح كملاذٍ أخير من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي "خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط"، وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي.

وأفاد شهود لوكالة "فرانس برس" بحصول غارات في محيط رفح، فيما ذكرت وزارة الصحة في القطاع عن سقوط 110 ضحايا ليل الجمعة السبت، بينهم 25 قتلوا في ضربات في رفح، مشيرة إلى معارك عنيفة تدور، السبت، في مستشفى ناصر في خان يونس.

تصنيفات

قصص قد تهمك