قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السبت، إن إسرائيل لا تستطيع خوض حرب على جبهتين، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان سيعني "اليوم الأخير" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه "يسعى عابثاً للخروج من مستنقع غزة"، فيما أشار إلى أن بلاده تتبادل رسائل مع واشنطن منذ اندلاع الحرب في غزة.
وحذر عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته للبنان، من أن "أي تحرك لإسرائيل لشن هجوم واسع النطاق على لبنان سينهي الوضع الراهن في المنطقة"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن حزب الله "رد بقوة" على هجمات إسرائيل على جنوب لبنان، لافتاً إلى أن طهران "على علم بالقدرات العالية" للجماعة.
وذكر أن بلاده تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، منها رسائل تتعلق بحزب الله.
وأضاف: "خلال هذه الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، حدث تبادل للرسائل بين إيران وأميركا".
وذكر أن واشنطن دعت طهران لأن تطالب حزب الله "بعدم الانخراط على نطاق واسع وكامل في هذه الحرب ضد" إسرائيل.
وتتبادل جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إطلاق النار بشكل شبه يومي مع الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية دعماً لحركة حماس، وتعهدت بالقتال "بلا سقوف بلا حدود بلا قواعد" إذا بدأت إسرائيل حرباً شاملة على لبنان.
وفيما يتعلق بالوضع في منطقة البحر الأحمر، قال وزير الخارجية الإيراني، إن "النهج الاستراتيجي الخاطئ" لأميركا وبريطانيا أدى إلى توسيع رقعة الحرب إلى البحر الأحمر واليمن، مشيراً إلى أن "مفتاح الحل لأمن الملاحة في البحر الأحمر هو وقف الحرب في غزة".
"لا حل سوى الحل السياسي"
كما أكد عبد اللهيان أن "الحرب ليست هي الحل، ولم نتطلع أبداً إلى توسيع نطاقها"، مشيراً إلى أنه أجرى مباحثات "جيدة" مع المسؤولين اللبنانيين.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنه "لا حل للوضع في غزة والضفة الغربية سوى الحل السياسي"، لافتاً إلى أن بلاده ستدعم "أي مبادرة في هذا المسار".
ووصل عبد اللهيان، الجمعة، إلى بيروت في زيارة استغرقت يومين، التقى خلالها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
مساع للتهدئة
وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، قال في وقت سابق السبت، إنه قدم لعبد اللهيان تصوراً لإيجاد حل مستدام يعيد الهدوء للحدود الجنوبية مع إسرائيل، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لعام 2006.
وأضاف بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع عبد اللهيان في بيروت، أن التصور اللبناني يتضمن "التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن، وتوقف الخروقات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية، وانسحابها من كافة الأراضي اللبنانية، مع تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية لتمكينها من تطوير وأداء مسؤوليتها".
وأعلن "حزب الله"، في وقت سابق السبت، أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله التقى مع عبد اللهيان، وبحثا آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وخصوصاً في قطاع غزة وجنوب لبنان "وبقية جبهات محور المقاومة".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس حذر من أن "الوقت ينفد" للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان، وأن "إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإعادة" سكان المنطقة الشمالية.
ودعت جهات محلية ودولية عدة، أبرزها واشنطن، إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي عزز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل. وحظر القرار أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج إطار قوات الجيش و"يونيفيل".
ومنذ بدء الحرب، لقي 226 شخصاً مصرعهم في لبنان بينهم 166 مقاتلاً من "حزب الله" و26 مدنياً، بينهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس". ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى الفرار من منازلهم.
"محاولة اغتيال فاشلة"
وبالتزامن مع زيارة عبد اللهيان، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربة في لبنان استهدفت قيادياً في حركة "حماس"، وفق ما أفادت مصادر أمنية محلية وفلسطينية، قالت إن الضربة أودت بحياة شخصين أحدهما عنصر في حزب الله.
وأفاد الإعلام الرسمي اللبناني أن "مسيّرة" إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة جدرا الساحلية الواقعة على مسافة أكثر من 40 كلم من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وهذه هي المرة الثانية التي تُتهم فيها إسرائيل بشنّ ضربات في عمق الأراضي اللبنانية وخارج محافظة الجنوب الحدودية التي تشهد تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء التصعيد على وقع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
ووقعت الضربة الأولى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في الثاني من يناير، وأدت إلى سقوط نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، صالح العاروري، مع ستة من رفاقه في قصف استهدف مكتباً للحركة.
وقال مصدر أمني فلسطيني تحفّظ عن ذكر هويته إن الضربة كانت "محاولة اغتيال فاشلة لقيادي رفيع" في حركة حماس، حسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".
وأشار مصدر أمني لبناني طلب بدوره عدم كشف اسمه، إلى أن القيادي المستهدف هو باسل صالح، موضحاً أنه "مسؤول وحدة تجنيد في الضفة الغربية"، حسب ما أوردت الوكالة.