قال مساعد رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، إن المرشحين الفائزين في الانتخابات العامة من الكتلة التي تدعم خان، يعتزمون "تشكيل حكومة"، ودعا أنصاره إلى "الاحتجاج سلمياً" من أجل نشر النتائج النهائية للانتخابات، فيما دعا قائد الجيش البلاد إلى "الانفصال عن سياسة الفوضى".
وأعلن خان ومنافسه الرئيسي، رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، الفوز في الانتخابات، الجمعة، مما زاد حالة عدم اليقين بشأن من سيشكل الحكومة المقبلة.
ودعا جوهر خان، رئيس "حركة الإنصاف"، والذي يعمل أيضاً محامياً لرئيس الوزراء السابق عمران خان، "جميع المؤسسات" في باكستان إلى احترام "التفويض الذي منحه الشعب لحزبه".
وقال في مؤتمر صحفي إنه إذا لم تُنشَر النتائج الكاملة للانتخابات، فإن الحزب سينظم احتجاجات سلمية، خارج المكاتب الحكومية التي تعلن نتائج الانتخابات في جميع أنحاء البلاد.
من جهته، قال قائد الجيش سيد عاصم منير: "بما أنّ شعب باكستان وضع ثقته بالدستور الباكستاني، فيتعيّن الآن على جميع الأحزاب السياسية أن تفعل الشيء نفسه، من خلال إظهار النضج السياسي والوحدة".
ورغم تنديد "حركة الإنصاف"، بزعامة عمران خان المسجون حالياً، بما وصفته بـ"القمع الشديد"، إلّا أنّ أداء المرشحين المستقلين الذين دعمتهم فاق التوقّعات.
وحصل هؤلاء المرشحون الذين قدّموا أنفسهم كمستقلّين بعدما منعت الحركة من خوض الانتخابات، على 100 مقعد على الأقل، وفقاً لتعداد الأصوات الصادر صباح السبت.
وبذلك، يتقدّم المدعومون من حزب خان على حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة نواز شريف الذي فاز بـ71 مقعداً، وحلّ حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري في المركز الثالث، محقّقاً أداء أفضل من المتوقع بحصوله على 54 مقعداً، ولا يزال هناك 13 مقعداً من أصل 266 مقعداً لم تُحسم نتيجتها بعد.
وفي حال فشلت الكتل الثلاث في الحصول على غالبية مطلقة، ينبغي على الفائز أن ينسج تحالفات، ما يعني أنّ كلّ الخيارات تبقى مفتوحة بالنسبة إلى تشكيل هذا الائتلاف، ولا تزال الرابطة الإسلامية الباكستانية في الموقع الأفضل للقيام بذلك.
من جهتها، فازت الأحزاب الصغيرة بـ27 مقعداً، من بينها 17 مقعداً للحركة القومية المتحدة.
حكومة ائتلاف
وفي السياق، قال ملك سعيد مراقب للانتخابات ومحلل سياسي لـ"الشرق"، إن ما سيقوم به حزب الشعب الآن هو التحرك للانضمام إلى حزب الرابطة الإسلامية، وحزب الرابطة الإسلامية سيعمل على تحييد المستقلين المدعومين من عمران خان، ما سيشكل الكثير من الخلافات الداخلية، وسنشهد حالة توتر على صعيد القرارات السياسية.
وبدوره قال ذو القرنين حيدر، مراقب للعملية الانتخابية لـ"الشرق"، إننا شهدنا العديد من المتغيرات السلبية في البلاد، ولكن في نفس الوقت نرى أن هذه الانتخابات العامة ستشكل فرضية تجبر كل الأحزاب على التقارب وتشكيل حكومة ائتلاف"، متوقعاً أن يكون ذلك "بيد نواز شريف، لأنه الأقدر على إدارة البلاد، ولكن مع موافقة حزب الشعب الأقدر على إدارة السياسات الداخلية، لا سيما في إقليم السند الذي يعتبر أحد أهم المواقع التجارية والاقتصادية".
وأعلن نواز شريف وعمران خان، رئيسا الوزراء السابقان في باكستان، الجمعة الماضي، الفوز بالانتخابات العامة التي أفسدها تأخير إعلان النتائج وهجمات مسلحين، وهو ما يلقي بالبلاد في أزمة سياسية أعمق.
وشككت الخارجية الأميركية الجمعة الماضي، في "القيود غير المبررة" التي فُرِضَت خلال العملية الانتخابية في باكستان، معربة عن قلقها لمزاعم بحصول تزوير، لكنها أبدت استعدادها للعمل مع أي حكومة مقبلة يتم تشكيلها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن تتطلع إلى "نتائج كاملة تصدر في الوقت المناسب، وتعكس إرادة الشعب الباكستاني"، وأضاف: "ندين العنف الانتخابي (...) ونشعر بالقلق إزاء مزاعم التدخل في العملية الانتخابية.. وينبغي التحقيق بشكل كامل في مزاعم التدخل أو التزوير".
وأعربت بريطانيا عن "قلق بالغ" حيال مجريات العملية الانتخابية في باكستان، وحضت السلطات على "احترام حقوق الإنسان الأساسية".